انقسام داخل "الاستخبارات الأميركية" حول منشأ فيروس كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 5
معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في مدينة ووهان بالصين خلال زيارة فريق التحقيق حول منشأ كورونا من منظمة الصحة العالمية - 3 فبراير 2021 - REUTERS
معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في مدينة ووهان بالصين خلال زيارة فريق التحقيق حول منشأ كورونا من منظمة الصحة العالمية - 3 فبراير 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

خلص مجتمع الاستخبارات الأميركي إلى أن فيروس كورونا، "لم يتم تطويره كسلاح بيولوجي" مع اختلاف محلليه في المنشأ المحتمل للفيروس، وذلك في تقرير نُشر، الجمعة، استجابة لطلب سابق من الرئيس جو بايدن بإجراء تحقيق في منشأ كورونا.

ووفقاً لما ورد في التقرير، فإنَّ معظم وكالات الاستخبارات الأميركية تعتقد "بثقة منخفضة" أنَّ الفيروس "لم يتم تعديله وراثياً، على الرغم من تمسُّك وكالتي استخبارات بالرأي القائل إنه لا توجد أدلة كافية للبت في هذه المسألة".

كما خلص مجتمع الاستخبارات في تقييمه إلى أنَّ "المسؤولين الصينيين لم تكن لديهم معرفة مسبقة بالفيروس قبل ظهور التفشي الأولي لكوفيد 19".

وأشار التقرير إلى أنَّ الفيروس "ربما ظهر، وأصاب البشر من خلال تعرض أولي على نطاق ضيق في تاريخ لا يتجاوز نوفمبر 2019، علماً بأن الحالات الحالات الأولى المعروفة لكوفيد ظهرت في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019".

منشأ كورونا

وعلى الرغم من فحص جميع التقارير الاستخباراتية المتوفرة، والمعلومات الأخرى ذات الصلة إلا أن مجتمع الاستخبارات لا يزال، بحسب التقرير، "منقسماً حول المنشأ الأرجح لكوفيد-19".

ولفت التقرير في هذ الصدد إلى أن جميع الوكالات تعتقد بـ"إمكانية الفرضيتين الشائعتين، وهما التعرض الطبيعي لحيوان مصاب، والتسرب المختبري".

وترجح 4 وكالات استخبارات ومجلس الاستخبارات الوطني "بثقة منخفضة" أن الإصابات الأولى وقعت على الأرجح بسبب تعرض طبيعي لحيوان مصاب بفيروس "كورونا-سارس-2"، أو بفيروس مشابه إلى درجة قريبة من التطابق.

وتميل الوكالات القائلة بالنشأة الطبيعية إلى نفي أي معرفة سابقة للمسؤولين الصينيين بشأن الفيروس، قبل ظهور الحالات الأولى.

ورجحت وكالة واحدة "بثقة متوسطة" أن الإصابة البشرية الأولى بالفيروس على الأرجح نتيجة لحادث ذي علاقة بالمختبرات، وربما اشتمل هذا الحادث على تجارب متعلقة بالحيوانات وجمع العينات، أجراها معهد ووهان للفيروسات.

واعتمدت الوكالة في هذا التقييم على "الطبيعة الخطرة للتعامل مع فيروسات كورونا" بمختلف أنواعها، وهو من المجالات التي يعنى بها المعهد الصيني.

معلومات إضافية

لكن محللين في 3 وكالات استخباراتية يظلون، بحسب التقرير، عاجزين عن تقديم تفسير موحد حول مسألة المنشأ، دون الحصول على معلومات إضافية، إذ يميل بعضهم إلى فرضية النشأة الطبيعية، ويميل البعض إلى نظرية المختبر، في حين ترى مجموعة أخرى أن كلتا الفرضيتين على القدر نفسه من الاحتمال.

وترجع هذه الاختلافات بحسب التقرير، إلى تباين الوكالات في تقييم المعلومات الاستخباراتية، والمنشورات العلمية، إضافة إلى تباينها في سد الفجوات العلمية والاستخباراتية.

وقال مجتمع الاستخبارات الأميركي في التقرير، "لا نستطيع تقديم المزيدات من التفسيرات القطعية لمنشأ كورونا ما لم نحصل على معلومات إضافية تمكن محللينا من تعيين المسار المحدَّد لحالات التواصل الأولى مع الحيوان المصاب، أو تحديد ما إذا كان معهد ووهان يتعامل مع فيروس مشابه لـ"كورونا-سارس-2" قبل ظهور كوفيد-19".

"عرقلة صينية"

وأشار مجتمع الاستخبارات، إلى أن المجتمع العلمي الدولي يفتقر إلى عينات سريرية أو فهم كافل للبيانات الوبائية من الحالات الأولى لكوفيد-19، لافتاً إلى أن الحصول على معلومات عن الإصابات الأولى من حيث مواقعها ومهن المصابين، قد يغير تقييمه لفرضيات النشأة. 

وشدَّد مجتمع الاستخبارات على ضرورة "تعاون الصين من أجل الوصول إلى تقييم نهائي حول منشأ كورونا"، متهماً بكين بالاستمرار في "عرقلة التحقيق الدولي حول كورونا والامتناع عن مشاركة المعلومات".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أمر في مايو الماضي، أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة بـ"مضاعفة جهودها" لتوضيح منشأ كورونا، وبتقديم تقرير خلال 90 يوماً.

وجاء إطلاق بايدن للتحقيق، بعد أن وجد تقرير استخباراتي أميركي أن العديد من الباحثين في معهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات، أصيبوا بعدوى أو مرض مجهول في نوفمبر 2019، وهي تفاصيل جديدة أثارت ضغوطاً عامة جديدة على بايدن، للخوض أعمق في أصل الفيروس.

وتصر الصين بدورها على المنشأ الطبيعي للفيروس، وتنفي أي أنباء عن علم مسؤوليها بالفيروس قبل تفشيه.

اقرأ أيضاً: