القوات الروسية تتقدم نحو دونيتسك.. وأوكرانيا تدعو المدنيين إلى المغادرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
عناصر الجيش الأوكراني في أحد شوارع مدينة سلوفيانسك بمقاطعة دونيتسك. 6 يوليو 2022. - AFP
عناصر الجيش الأوكراني في أحد شوارع مدينة سلوفيانسك بمقاطعة دونيتسك. 6 يوليو 2022. - AFP
دبي/ سلوفيانسك/ كييف -الشرقوكالات

تواصل القوات الروسية التقدم نحو مدينة سلوفيانسك، التي تعتبرها روسيا مفتاحاً للسيطرة على دونيتسك، إحدى مقاطعتي منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، فيما بدأت السلطات الأوكرانية في إجلاء السكان خارج المدينة.

وتسيطر روسيا بشكل كامل على لوغانسك، المقاطعة الثانية في دونباس، منذ الأحد الماضي، فيما لا تزال أوكرانيا تسيطر على جزء كبير من دونيتسك. وأي تقدم روسي في المقاطعة سيحتاج الاستيلاء على مدن صناعية كبيرة، أبرزها سلوفيانسك.

وترى المخابرات العسكرية البريطانية أن معركة سلوفيانسك "قد تكون" حاسمة في الصراع على منطقة دونباس. وتعتقد أن القوات الروسية موجودة على بعد 16 كيلومتراً من المدينة شمالاً، بعدما كانت على مسافة حوالي 50 كيلومتراً تقريباً من المدينة، الثلاثاء.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الأربعاء، في تقييمها الاستخباراتي اليومي على تويتر، إن الوحدات الشرقية والغربية للقوات الروسية أصبحت متمركزة على بعد 16 كلم فقط من الناحية الشمالية لمدينة سلوفيانسك.

وأوضحت الوزارة أن "المدينة باتت تحت تهديد القوات الروسية المركزية والجنوبية، ما يشير إلى احتمال أن معركة سلوفيانسك ستكون المعركة الحاسمة القادمة للسيطرة على دونباس".

سلوفيانسك التي سيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو في 2014 قبل استعادتها من قبل القوات الأوكرانية بعد فترة وجيزة،  أصبحت على خط المواجهة، فيما بدأت القوات الروسية بالفعل في قصف مناطق في المدينة خلال الأيام الأخيرة.

 وبينما كان سكان المدينة يحيون، الثلاثاء، ذكرى انتصار الجيش على الانفصاليين الموالين لروسيا عام 2014، إذا بالقوات الروسية تقصف المدينة وتسقط نيرانها على سوق المدينة مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن شخصين وإصابة سبعة آخرين، حسبما أعلن الثلاثاء، رئيس بلدية المدينة  فاديم لياخ على فيسبوك.

أوكرانيا تُجلى السكان

وحثت السلطات الأوكرانية مرات عدة سكان سلوفيانسك، التي كانت تضم قبل الحرب نحو 100 ألف نسمة، على ترك المنطقة مع اقتراب خط الجبهة من  المدينة.

 وقال رئيس بلدية المدينة فاديم لياخ في تسجيل مصور على يوتيوب، الأربعاء، إن "عملية الإجلاء جارية. نخرج أشخاصاً من المدينة كل يوم".

والأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مواقع عسكرية للجيش الأوكراني في بلدة كراماتورسك، التي تبعد 16 كلم فقط عن سلوفيانسك.

وأضاف أن "هناك حالياً 23 ألف شخص" في سلوفيانسك التي كان تضم قبل النزاع حوالي 110 آلاف نسمة بحسب السلطات، موضحاً أن "17 قتيلاً و67 جريحاً" سقطوا منذ بدء القتال. 

وشدد رئيس البلدية في هذه المدينة التي تُقصف منذ أسابيع، على أن "البنية التحتية الأساسية لا تزال تعمل ولكن لا توجد شبكة مياه مركزية منذ شهر والتيار الكهربائي يقطع عن المدينة باستمرار".

وأكد أن سلوفيانسك "محصنة"، و"لا يستطيع الروس الاقتراب منها" أو "تطويقها"، لأن الجنود الأوكرانيين يصدونهم على بعد أربعين كيلومتراً.

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن القوات المسلحة الروسية قصفت مواقع عسكرية للجيش الأوكراني في بلدة كراماتورسك، التي لا تبعد سوى بـ 16 كلم عن سلوفيانسك.

وقالت الوزارة في بيان إنها دمرت اثنتين من راجمات الصواريخ من طراز (هيمارس) التي تزود الولايات المتحدة وحلفاؤها كييف بها، خلال القصف.

وأضافت أن قواتها دمرت كذلك مستودعين لتخزين الصواريخ المستخدمة في منظومة هيمارس بالقرب من خط المواجهة في قرية إلى الجنوب من كراماتورسك.

ما أهمية سلوفيانسك لروسيا؟

أصبحت مدينة سولوفيانسك هدفاً استراتيجياً لروسيا ضمن جهودها العسكرية للسيطرة على مقاطعة دونيتسك، وبالتالي ضمان السيطرة الكاملة على إقليم دونباس.

وقال حاكم لوغانسك سيرجي جايداي على تطبيق تليجرام، الأربعاء، إنه من أجل السيطرة على دونباس تحتاج روسيا للسيطرة على سلوفيانسك أولاً.

وأضاف أن الجيش الروسي "يحاول باستمرار بناء ممرات لنقل المزيد من المواد" إلى منطقة دونيتسك. لذلك باتت سلوفيانسك التي كانت تضم 100 ألف نسمة قبل الحرب، وكراماتورسك تالياً، النقطتين الساخنتين الجديدتين في المعارك.

وبالتزامن مع التقدم في دونيتسك، يواصل الروس قصف منطقة ميكولايف جنوبي أوكرانيا، في ضربات تسببت بمقتل شخصين على الأقل، الثلاثاء والأربعاء، حسب السلطات الأوكرانية. 

وقال الجيش الأوكراني إن "خطر إطلاق الصواريخ يهدد منطقة ميكولايف" لأن روسيا تحتفظ بأربع سفن مجهزة بأسلحة عالية الدقة في البحر الأسود. 

وتحدث نائب رئيس مجلس الأمن، الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف، الأربعاء، عن اللجوء إلى السلاح النووي لاستبعاد أي احتمال لفرض عقوبات على موسكو من قبل القضاء الدولي بينما تحقق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب مفترضة ارتكبت في أوكرانيا. 

وكتب ميدفيديف في حسابه على تليجرام "فكرة معاقبة دولة لديها أكبر ترسانة نووية في العالم هي فكرة سخيفة في حد ذاتها. ومن المحتمل أن تشكل تهديداً لوجود البشرية". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات