متمردو تيغراي يدخلون عاصمة الإقليم وفرار الإدارة المؤقتة

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبابة محترقة إثر المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في تيغراي شمالي إثيوبيا، 18 مارس 2021 - REUTERS
دبابة محترقة إثر المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في تيغراي شمالي إثيوبيا، 18 مارس 2021 - REUTERS
أديس أبابا-الشرقوكالات

ذكر الحزب الحاكم السابق في إقليم تيغراي الإثيوبي الاثنين، أنه استعاد السيطرة على ميكلي، عاصمة الإقليم، بينما أعلنت الحكومة الاتحادية التي طردت قياداته أواخر العام الماضي، وقفاً لإطلاق النار بأثر فوري.

وتحدث سبعة من السكان في وسط العاصمة عن رؤية قوات ترتدي زي الإقليم للمرة الأولى منذ نوفمبر، عندما طردتها القوات الحكومية. ووصف عدد من الشهود مشاهد احتفالات في الشوارع.

وقال جيتاتشيو رضا المتحدث باسم "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" لوكالة "رويترز" عبر هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية: "ميكلي عاصمة تيغراي تحت سيطرتنا".

في غضون ذلك، قالت الحكومة الإثيوبية إنها وافقت على وقف لإطلاق النار، في أعقاب طلب من الإدارة الانتقالية التي عينتها أديس أبابا في الإقليم بعد إطاحتها بقوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

وجاء في بيان أصدرته الحكومة الاتحادية في وقت متأخر من مساء الاثنين، أن "إعلان وقف إطلاق النار الأحادي هذا يبدأ من اليوم 28 يونيو 2021 وسيستمر حتى انتهاء موسم الزراعة". ويستمر موسم الزراعة الرئيسي في إثيوبيا من مايو إلى سبتمبر.

ولم يتسن لـ"رويترز" تحديد ما إذا كان وقف إطلاق النار قد نوقش مع "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

ولم يرد متحدث باسم رئيس الوزراء الإثيوبي ولا رئيس قوة الطوارئ الحكومية بشأن تيغراي ولا المتحدث العسكري، على اتصالات هاتفية ورسائل نصية طلباً للتعليق. ولم يتسن الوصول إلى "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" للحصول على تعليق بشأن وقف إطلاق النار.

"وقف فعلي للقتال"

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه تحدث إلى رئيس الوزراء آبي أحمد، وأعرب عن أمله في "وقف فعلي للقتال".

وأضاف في بيان: "من الضروري حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها، فضلاً عن إيجاد حل سياسي".

وأبلغ شهود وكالة "رويترز"، بأن قوات ترتدي زي الإقليم أحاطت بنصب الشهداء التذكاري، وبأن بعض المدنيين خرجوا للشوارع احتفالاً. وقالوا إن الألعاب النارية أضاءت السماء لفترة وجيزة.

وجاءت هذه التطورات وسط تقارير عن تصعيد في القتال بين القوات الحكومية وقوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" خارج المدينة.

وكان سكان ذكروا الأسبوع الماضي، أن قوات "الجبهة الشعبية" دخلت بلدات عدة إلى الشمال من ميكلي، غير أنها انسحبت في حالة واحدة على الأقل في غضون ساعات.

السودان يتابع بـ"قلق"

من جانبه، قال مصدر في الخارجية السودانية لـ"الشرق"، الاثنين، إن الخرطوم "تتابع بقلق ما يحدث في إثيوبيا، خاصة الأوضاع في إقليم تيغراي، لما لها من تأثير مباشر على السودان".

دخول مكتب "يونسيف"

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) إن قوات الجيش الإثيوبي "دخلت مكاتبنا بأقسام ميكلي شمالي إثيوبيا، وفككت معداتنا"، وطالبت في تغريدة عبر حسابها بموقع "تويتر" جميع أطراف النزاع في تيغراي بحماية الوكالات الإنسانية.

وأضافت "هذا العمل ينتهك امتيازات وحصانات الأمم المتحدة وقواعد القانون الإنساني الدولي. يجب على أطراف النزاع عدم التدخل في عمل المنظمات الإغاثية، والسماح لها بالوصول إلى المحتاجين وحماية الأطفال".

هجوم واسع النطاق

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، شن في نوفمبر الماضي هجوماً عسكرياً واسع النطاق على تيغراي لنزع سلاح قادة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، الحزب الحاكم في الإقليم، في حين أدت أعمال العنف إلى سقوط آلاف الضحايا، وأجبرت أكثر من مليوني شخص على ترك منازلهم.

وذكرت تقارير أممية أن المواجهات في أمهرة، خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، أسفرت عن سقوط أكثر من 400 ضحية ونزوح 400 ألف.

وآبي أحمد الحاصل على جائزة "نوبل للسلام" لعام 2019، برر العملية العسكرية يومها بتعرض معسكرات تابعة للجيش الفيدرالي لهجمات اتهم الجبهة بالوقوف خلفها، ورغم تعهّده بإنهاء العملية العسكرية سريعاً، إلا أنه بعد أكثر من 6 أشهر على بدئها، ما زالت المعارك والانتهاكات متواصلة في الإقليم الذي بات يعاني من المجاعة.

وتفاقم التوتر في السنوات الماضية في إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا بعد نيجيريا من حيث عدد السكان، إذ يقطنها 110 ملايين فرد، موزعين على عدد كبير من المجموعات الإثنية.

اقرأ أيضاً: