ترمب يبدأ تقييم المرشحين لمنصب نائب الرئيس تحضيراً لانتخابات 2024

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبه مايك بنس في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020، واشنطن - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبه مايك بنس في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020، واشنطن - REUTERS
دبي-الشرق

بدأ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عملية تدقيق لاختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس يُنافِس معه، حال ترشحه عن الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة عام 2024، حسبما ذكرت مصادر مطلعة، ومقربون من ترمب لمجلة "بوليتيكو".

وأشارت المجلة الأميركية، في تقرير الاثنين، إلى أنه في المرة الأخيرة التي اختار فيها ترمب نائباً، اتخذ خياراً تقليدياً تجسد في مايك بنس، وهو ما يعتبر قراراً آمناً نسبياً مع وضع التوزان التقليدي لبطاقة الترشيح الرئاسي في الاعتبار.

لكن بينما يستعد ترمب للترشح في عام 2024 لاستعادة منصبه بالبيت الأبيض، فإن التفكير الأولي في ما يتعلق بنائبه المحتمل مختلف إلى حد كبير، إذ قال نحو 12 مستشاراً وأشخاص مقربون منه، إن الرئيس السابق "لا يشعر بأنه مُلزم بالتقيد باعتبارات جغرافية أو أيديولوجية أو أي قواعد سياسية قائمة على الإطلاق".

وقال أشخاص مطلعون على طريقة تفكيره، إن اختياره سيتحدد على أساس عاملين لهما أكبر قيمة في تقدير ترمب، هما "ولاء لا يرقى إليه شك، واعتناق ادعاءات الرئيس السابق التي لا أساس لها بأن انتخابات عام 2020 قد سُرقت منه".

ونقلت المجلة عن جون ماكلولين، أحد منظمي استطلاعات الرأي في حملة ترمب الانتخابية، قوله: "في أوقات كثيرة، يختار المرشح الرئاسي نائباً له لتحقيق التوزان بين أجنحة الحزب، لكن بالنسبة لترمب، هذه ليست المسألة، إنه الحزب في الواقع". 

وأضاف: "إنه (الحزب) متحد للغاية خلفه، لذا فإن اختياره، إذا ترشح، متوقف على ما يشاء، سيكون قراراً شخصياً بدرجة أكبر هذه المرة".

ولفتت المجلة إلى أن ترمب لم يعلن رسمياً ترشحه للرئاسة في انتخابات عام 2024، ومن المتوقع أن يتخذ قراراً بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2022، لكنه كان يبني حملة قيد الانتظار تُمهد السبيل بالفعل، فيما تبرز مسألة المرشح لمنصب نائب الرئيس بوتيرة متزايدة.

"كلهم يتوسلون لي"

وبينما ذكر ترمب، اسم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس باعتباره رفيق ترشح محتمل، زادت التكهنات بشأن نائب الرئيس بين أشخاص مطلعين، رأوه يتحاور مؤخراً في مقر إقامته الدائم بمنتجع "مار إيه لاجو" الذي يملكه بولاية فلوريدا، مع السيناتور عن ولاية ساوث كارولينا تيم سكوت، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو.

وكان ترمب تفاخر أمام أحد مستشاريه، قائلاً: "كلهم يتوسلون لي، كلهم يأتون إلى هنا"، حسبما ذكر المستشار الذي نقل الرواية دون الكشف عن هويته.

وقال مستشارون وحلفاء إن مسألة النائب، اتخذت بعداً جديداً في ذهن ترمب، عندما يتمعن في قراره باختيار بنس عام 2016، ويتذكر مشاهدة نائب الرئيس وهو يساعد في التصديق على انتخاب منافسه الديمقراطي آنذاك جو بايدن رئيساً في يناير 2021. 

وعلى الرغم من أنها كانت مسؤولية بنس القانونية، فقد اعتبره ترمب "خائناً"، وتمادى إلى حد القول إنه كان "أمراً منطقياً" أن يهتف مثيرو الشغب أثناء اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير "اشنقوا مايك بنس".

وقال مستشارون لترمب إن الاعتبارات التي قادته إلى اختيار بنس نائباً عام 2016، ومن بينها أنه كان إنجيلياً محافظاً، وحاكما لولاية إنديانا التي تقع في نطاق منطقة "حزام الصدأ" (شمال شرق الولايات المتحدة) آنذاك لم تعد ذات جدوى، ومن المرجح أن يتبع ترمب حدسه المرة المقبلة. 

وعلاوة على ذلك، اعتمد ترمب بشكل جزئي على ابنته، إيفانكا ترمب، وصهره جاريد كوشنر، خلال عملية الاختيار في المرة الماضية، لكن من غير المتوقع أن يلعب الاثنان نفس الدور إذا ترشح عام 2024، بحسب المجلة.

وقال توني فابريزيو، خبير استطلاعات الرأي في حملة ترمب عامي 2016 و2020: "بمجرد تجاوز مسألتي الولاء، واتباع حدسه بشكل أكبر، يتمتع ترمب بقدر كبير من الحرية في تحديد من سيختاره".

3 اتجاهات للمرشحين

في المقابل، قال أشخاص مقربون من ترمب إنه من المحتمل أن يعتمد اختياره للمرشح كنائب للرئيس على 3 اتجاهات عامة للمرشحين، تشمل ترشيح امرأة، أو أحد المحافظين من ذوي البشرة السمراء، أو مستشار جدير بالثقة، أو "ذراع يمنى"، كما وصفه أحد المستشارين.

وذكرت المجلة أن تيم سكوت، أول سيناتور أسمر البشرة منتخب من الجنوب منذ عصر إعادة الإعمار، وهي الأعوام التي تلت الحرب الأهلية (1865-1877)، التقى ترمب مؤخراً في منتجعه في بالم بيتش.

وقال مراقب جمهوري حضر اللقاء للمجلة: "لقد كان حواراً دافئاً في الواقع، كان سكوت محترماً بشكل ملائم من دون أن يكون فجاً، مثل بعض الناس، ما قاله كان مراعياً وقدّره الرئيس، كانت هناك كيمياء بالتأكيد".

بينما داخل دائرة ترمب، يسود اعتقاد بأن ترشيح نائب أسمر سيؤدي إلى تآكل هوامش الديمقراطيين في الولايات المتأرجحة الرئيسية، وأن الناخبين من أصل إسباني يظهرون مزيداً من الاستعداد، لا سيما في الولايات الحاسمة مثل أريزونا ونيفادا وفلوريدا وتكساس.

وفي صفوف بعض مستشاري ترمب، يُنظر إلى نائبة حاكم فلوريدا جانيت نونيز على أنها "نجمة مستقبلية واعدة"، ويقولون إن الرئيس السابق معجب بها ويتكلم بحماسة عن دورها في التحدث خلال مؤتمر ترشيحه، الصيف الماضي. 

لكن بصمتها العامة والسياسية، كانت محدودة تحت إدارة دي سانتيس، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خليفة ترمب، إذ يتمتع الرجلان بعلاقات عامة ودية ومحترمة، لكن ترمب بشكل شخصي يرى أن دي سانتيس الأصغر سناً منافس محتمل، وعن هذا يقول أحد مستشاري ترمب إن الرئيس السابق "يشعر أنه صنع دي سانتيس، يراه منافساً، لن يواجه شخصاً لديه أرقام أفضل".

مع ذلك، يدرك ترمب أيضاً، بحسب المجلة، تماماً أنه كانت لديه مشكلة مع الناخبات، ما يزيد من احتمالية أنه ربما يسعى لتحقيق التوازن بين الجنسين عن اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس.

في هذا السياق، قال أحد مستشاري ترمب إن حاكمة ولاية أيوا كيم رينولدز، والسيناتور عن ولاية تينيسي مارشا بلاكبيرن طرحا للنقاش أثناء حديث مبكر بشأن منصب نائب الرئيس لأنهما "صلبتان كالفولاذ ومحافظتان للغاية"، مضيفاً: "رينولدز وبلاكبيرن ضمن المنافسة بالتأكيد".

اقرأ أيضاً: