أنقرة: حان وقت التفاوض بين دولتين في قبرص.. وواشنطن: نرفض المقترح التركي

time reading iconدقائق القراءة - 7
مؤتمر صحافي لوزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس ونظيره اليوناني نيكوس دندياس في نيقوسيا - 21 يوليو 2021 - AFP
مؤتمر صحافي لوزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس ونظيره اليوناني نيكوس دندياس في نيقوسيا - 21 يوليو 2021 - AFP
دبي -الشرقرويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن الوقت حان لإجراء مفاوضات بشأن قبرص "بين دولتين لا بين مجتمعين"، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إن "الولايات المتحدة، تعارض حل الدولتين في قبرص".

ونقل تلفزيون "تي آر. تي" التركي عن أردوغان قوله: "نحن مصممون على عدم إشراك أطراف أخرى في ذلك"، مضيفاً: "ما لم نُعطَ إجابة إيجابية، فلن يكون من الممكن لجنوب قبرص أن تنضم إلى الناتو".

وتابع أردوغان خلال رده على أسئلة الصحفيين، في ختام زيارته الرسمية لشمال قبرص: "أي عملية مفاوضات جديدة ستنطلق دون ضمان الحقوق المكتسبة للقبارصة الأتراك محكوم عليها بالفشل، ولن تعني شيئاً سوى مضيعة للوقت".

وأشار إلى أن بلاده تمكنت من تزويد شمال قبرص بالمياه، وأنها عرضت على القبارصة اليونانيين في الجزيرة تزويدهم بالمياه. مضيفاً: "وقلنا لهم فلنسمي هذا المشروع نبع السلام، لكنهم رفضوا".

وعن فتح مدينة فاروشا (مرعش) السياحية في قبرص، اعتبر أردوغان إعادة فتح المدينة "مشروع سلام"، مشدداً على أن جميع الخطوات سيتم اتخاذها على أساس القانون الدولي. 

وكان الرئيس التركي قال الثلاثاء، إن منطقة فاروشا في شمال قبرص، ستنهض مجدداً، وسيتم فتحها بطريقة "لا تضر بحقوق أي شخص وفي إطار القانون الدولي"، على حد تعبيره.

وتسببت تصريحات أردوغان في موجة تنديد من قبل الاتحاد الأوروبي والخارجية الأمريكية والبريطانية.

وقالت السلطات في "جمهورية شمال قبرص"، التي لا تعترف بها إلا أنقرة، الثلاثاء، إن جزءاً من فاروشا المهجورة، والذي هُجر لمدة 47 عاماً، سيخضع للسيطرة المدنية، من أجل إعادة التوطين المحتملة للقبارصة الأتراك، وسط معارضة دولية.

اعتراض أميركي

بدورها، أكدت المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند الأربعاء، أن الولايات المتحدة ترفض اقتراحاً كرره إردوغان في الأيام الأخيرة لحلّ قائم على دولتين في قبرص.

بعدما طُلب منها بإلحاح أثناء جلسة برلمانية، القول بشكل واضح ما إذا كانت الحكومة الأميركية ترفض مثل هذا الاقتراح، أجابت "نعم بالطبع".

وأضافت "نعتقد أن وحدها آلية ثنائية بقيادة القبارصة، يمكن أن تجلب السلام والاستقرار إلى قبرص".

رفض قبرصي يوناني

من جانبه، أبدى وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس، عقب اجتماع مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس في نيقوسيا، الأربعاء، رفضه لحلول تركيا بشأن المشكلة القبرصية.

ونقلت وكالة الأنباء القبرصية عن كريستودوليدس قوله: "الإجراءات الاستفزازية التي تقوم بها تركيا في قبرص المحتلة، تهدف إلى الترويج لأشكال أخرى من الحلول لمشكلة قبرص، والتي لن نقبلها نحن ولا المجتمع الدولي".

وأضافت "الوكالة" أن الوزيرين استنكرا "التصريحات الاستفزازية" التي صدرت الثلاثاء، في إطار زيارة الرئيس التركي إلى "الأراضي القبرصية المحتلة"، خصوصاً ما يتعلق بمنطقة فاروشا.

وأكد الجانبان "تنسيق الخطوات المقبلة" للرد على زيارة أردوغان، كما أشار وزير الخارجية القبرصي إلى أن الأيام القادمة ستكون "حاسمة".

تضامن مصري

من جهتها، أعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية، الأربعاء، عن "قلقها العميق" مما تم إعلانه بشأن تغيير وضعية منطقة فاروشا في قبرص، من خلال العمل على فتحها جزئياً، وأشارت إلى أن ذلك يعتبر مخالفة للقرارات الأممية، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

وأكد البيان مطالبة تركيا بضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن، وتجنب أي أعمال أحادية قد تؤدي إلى تعقيد الأوضاع وتزيد التوتر، مع ضرورة الالتزام الكامل بمسار التسوية الشاملة للقضية القبرصية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

إسرائيل ترفض "العدوان التركي"

وفي وقت سابق الأربعاء، بحث وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد "العدوان التركي" وموقف أنقرة "غير المقبول" تجاه قبرص، فيما ناشدت الأخيرة مجلس الأمن الدولي دعم أنقرة لجمهورية شمال قبرص بقرارات يمكنها إعادة توطين مدينة فاروشا.

وقال دندياس على "تويتر": "ركزنا على آخر التطورات بشأن القضية القبرصية، والتنسيق الوثيق للمبادرات على المستوى الأوروبي والعالمي لمعالجة الإجراءات غير القانونية لتركيا في فاروشا".

وأضاف أنه شكر لبيد على "موقف إسرائيل الواضح" في هذا الشأن، وأنها "جعلت المشاورات المباشرة بين اليونان وإسرائيل ممكنة من أجل إنفاذ الشرعية الدولية في شرق البحر المتوسط".

من جهته، قال وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس، إن بلاده تقدمت بطلب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن نقل جزء من فاروشا الساحلية المهجورة في الجزيرة المنقسمة عرقياً إلى سيطرة الأتراك.

وقال وزير الخارجية بعد لقائه نظيره اليوناني: "هذا انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي، وسيكون له تأثير سلبي على الجهود الجارية لاستئناف المحادثات".

وقالت السلطات في جمهورية شمال قبرص التي لا تعترف بها إلا أنقرة، الثلاثاء، إن جزءاً من فاروشا المهجورة، والذي هُجر لمدة 47 عاماً، سيخضع للسيطرة المدنية من أجل إعادة التوطين المحتملة للقبارصة الأتراك.

إلى جانب اليونان، عارض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا الخطة التي تم الكشف عنها عندما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزور نيقوسيا، الثلاثاء. ووصف أردوغان الخطة بأنها "حقبة جديدة" لفاروشا.

"انتقادات باطلة"

وقالت وزارة الخارجية التركية إن انتقادات الاتحاد الأوروبي "باطلة ولاغية" لأن لا علاقة لها بالواقع وتأخذ صف اليونان العضو في التكتل. وأضافت: "من غير الممكن أن يلعب الاتحاد الأوروبي أي دو إيجابي في التوصل إلى تسوية للقضية القبرصية".

وتعثرت مراراً جهود إحلال السلام في الجزيرة المقسمة عرقياً. وتقول القيادة الجديدة لجمهورية شمال قبرص، المدعومة من تركيا، إن التوصل إلى اتفاق سلام بين دولتين تتمتعان بالسيادة هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق والاستمرار.

ويرفض القبارصة اليونانيون حلّ الدولتين الذي يمنح السيادة لجمهورية شمال قبرص.

وغزت تركيا في 20 يوليو 1974 الثلث الشمالي من قبرص رداً على انقلاب نفذه جنرالات قبارصة يونانيون بهدف ضمها إلى اليونان، وقسمت الجزيرة منذ ذلك الحين بخط حدودي يفصل بين جمهورية قبرص (جنوباً) التي تقطنها غالبية قبرصية يونانية، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، وجمهورية شمال قبرص (التركية) في الثلث الشمالي من الجزيرة يسكنها قبارصة أتراك.

وتوقفت الحياة منذ ذلك الحين في فاروشا، إذ باتت المدينة الساحلية خالية من السكان وأصبحت منطقة عسكرية مطوّقة بالأسلاك الشائكة وتقع تحت السيطرة المباشرة للجيش التركي.

اقرأ أيضاً: