زيلينسكي يحث الروس على الفرار من الجنوب الأوكراني.. وموسكو: هجوم فاشل

time reading iconدقائق القراءة - 9
قصف مجمع سكني خاص في ميكولايف - 29 أغسطس 2022 - SES Ukraine via REUTERS
قصف مجمع سكني خاص في ميكولايف - 29 أغسطس 2022 - SES Ukraine via REUTERS
دبي-وكالات

حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية على الفرار من هجوم شنته قواته بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، مشيراً إلى أن الجيش الأوكراني يستعيد أراضي البلاد، رغم أن روسيا قالت إن الهجوم فشل.

وجاء هجوم كييف بعد عدة أسابيع من الجمود النسبي في الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين ودمرت مدناً وتسببت في أزمة طاقة وغذاء عالمية وسط عقوبات اقتصادية غير مسبوقة.

كما أجج المخاوف من حدوث كارثة إشعاعية جراء القصف القريب من محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية.

وتعهد زيلينسكي، في كلمته الليلية مساء الاثنين، بأن تلاحق القوات الأوكرانية الجيش الروسي "حتى الحدود".

وأضاف: "إذا كانوا يريدون النجاة، فإن الوقت قد حان لفرار الجيش الروسي. عودوا إلى منازلكم"، مضيفاً أن "أوكرانيا تستعيد ما يخصها".

وقال أوليكسي أريستوفيتش وهو مستشار كبير لزيلينسكي إن "الدفاعات الروسية اختُرقت في غضون ساعات قليلة".

وأضاف أن القوات الأوكرانية تقصف العبّارات التي تستخدمها موسكو لجلب الإمدادات إلى جيب من الأراضي التي تحتلها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون.

"فشل ذريع"

وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن وزارة الدفاع أن القوات الأوكرانية حاولت شن هجوم في منطقتي ميكولايف وخيرسون لكنها تكبدت خسائر بشرية فادحة، مضيفةً أن "محاولة الهجوم التي أقدم عليها العدو فشلت فشلاً ذريعاً".

وقال مسؤولين بالسلطة المحلية المعينة من قبل موسكو للوكالة، إن وابلاً من الصواريخ الأوكرانية أدى لانقطاع المياه والكهرباء عن بلدة نوفا كاخوفكا التي تحتلها روسيا.

وفي ميكولايف قال مسؤولون وشهود إن قصفاً روسياً جديداً للمدينة الساحلية التي ظلت في أيدي الأوكرانيين على الرغم من القصف الروسي المتكرر خلال الحرب، أسفر عن سقوط شخصين على الأقل وإصابة نحو 24 آخرين وسوى منازل بالأرض.

الصراع هو أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945، وتحول إلى حد بعيد إلى حرب استنزاف، خاصة في الجنوب والشرق، وغلب عليه القصف المدفعي والضربات الجوية. واستولت روسيا على مساحات واسعة من الجنوب في المرحلة الأولى من الحرب.

وقالت القيادة الجنوبية الأوكرانية، الاثنين، إن قواتها بدأت تحركات هجومية في عدة اتجاهات، منها منطقة خيرسون التي تقع إلى الشمال من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

وذكرت المتحدثة باسم القيادة التي رفضت الإدلاء بتفاصيل عن الهجوم، أن أوكرانيا قصفت أكثر من 10 مواقع في الأسبوع الماضي و"أضعفت العدو بلا شك"، لكن القوات الروسية في الجنوب ما زالت "قوية للغاية".

تجنيد متطوعين

وفي ظل التحركات الأوكرانية في جنوب البلاد، أعلنت مسؤولة أميركية، الاثنين، أن الجيش الروسي يواجه صعوبة كبيرة في تجنيد متطوعين للمشاركة في حربه في أوكرانيا لدرجة أنه فتح باب التجنيد أمام السجناء، مشيرةً إلى أن المجندين الجدد غالباً ما يكونون "مسنين وفي حالة بدنية سيّئة ويفتقرون للتدريب". 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الأسبوع الماضي بزيادة عديد القوات المسلحة الروسية بنسبة 10% أي بما مقداره 137 ألف جندي بحلول يناير 2023. 

من جهتها، قالت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع الأميركية لصحافيين طالبةً عدم ذكر اسمها إنه "من غير المرجح أن تنجح هذه الجهود"، مشيرة إلى أن الجيش الروسي عانى تاريخياً في تحقيق أهدافه على مستوى التجنيد.

ووفقاً لتقديرات الولايات المتحدة فإن عديد الجيش الروسي كان عند بدء غزوه لأوكرانيا في فبراير الماضي، أقلّ بـ150 ألف عسكري من العدد الذي أعلنته موسكو يومها وهو مليون عسكري.

ومنذ بدأ الغزو حاولت روسيا إرسال عسكريين محترفين إلى الجبهة بدلاً من المجندين، لكن الحرب كلفتها الكثير على صعيد الموارد البشرية كما المادية.

وبحسب المسؤولة الكبيرة بالبنتاجون فإن "روسيا بدأت بالفعل بتجنيد المزيد من أجل تشكيل كتيبة واحدة من المتطوعين على الأقل في كل منطقة واستحداث فيلق ثالث في الجيش".

وأضافت أن الروس "فعلوا ذلك بإلغاء الحد الأقصى لسن المجندين الجدد وكذلك أيضاً عن طريق تجنيد سجناء"، كما "يمكننا أن نلاحظ أن العديد من هؤلاء المجندين الجدد كانوا مسنين وفي حالة بدنية سيئة ويفتقرون للتدريب".

واعتبرت المسؤولة أن "كل هذه الأمور تشير إلى أن المجندين الجدد الذين قد تجتذبهم روسيا بحلول نهاية العام لن يعززوا القوة القتالية للبلاد".

بعثة السلامة النووية

 وقالت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، إن السلطات التي عينتها روسيا في مدينة إنيرهودار الأوكرانية اتهمت قوات كييف، الثلاثاء، بقصف منطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية مجدداً.

وأضافت الوكالة نقلاً عن سلطات المدينة أن قذيفتين انفجرتا قرب مبنى لتخزين الوقود المستهلك بالمحطة.

ويسعى العالم جاهداً لتجنب كارثة في محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا وتحتلها روسيا، حيث تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محيطها.

ومن المقرر أن تصل بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشأة هذا الأسبوع لفحص وتقييم أي ضرر لحق بها والتي استولت عليها القوات الروسية في مارس لكن لا يزال يديرها موظفون أوكرانيون.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا، إن البعثة التي يقودها المدير العام رافائيل جروسي ستقيم ظروف العمل وتتحقق من أنظمة السلامة والأمن. وستنفذ أيضاً "أنشطة حماية عاجلة"، في إشارة إلى تتبع المواد النووية.

وقال دبلوماسي روسي كبير إن بلاده "تأمل أن تؤدي زيارة البعثة المرتقبة للمحطة إلى تبديد التصورات الخاطئة حول وضع المحطة البائس المزعوم".

ووصف الكرملين مهمة الوكالة بأنها "ضرورية"، وحث المجتمع الدولي على الضغط على أوكرانيا لخفض التوتر العسكري عند المحطة. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن "البعثة يجب أن تقوم بعملها بطريقة محايدة سياسياً".

ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوكرانيا إلى سحب العتاد العسكري والجنود من المجمع النووي لضمان عدم اعتباره هدفا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "ما زلنا نعتقد أن الإغلاق المحكوم لمفاعلات زابوريجيا النووية سيكون الخيار الأكثر أماناً والأقل خطورة على المدى القريب"، لكن الكرملين استبعد عدة مرات إخلاء الموقع.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات