حملة صينية تدفع هونج كونج لقطع علاقاتها مع أبرز نقابة للمدرّسين

time reading iconدقائق القراءة - 4
تظاهرة لمعلّمين خلال مسيرة نظمتها "نقابة المدرسين المحترفين في هونج كونج" - 17 أغسطس 2019 - REUTERS
تظاهرة لمعلّمين خلال مسيرة نظمتها "نقابة المدرسين المحترفين في هونج كونج" - 17 أغسطس 2019 - REUTERS
دبي -الشرق

أعلنت السلطات في هونج كونج أنها ستقطع علاقاتها مع أبرز نقابة للمدرّسين في المدينة، وهو ما اعتبرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أحدث محاولة لتغيير نظام التعليم الذي حمّلته بكين مسؤولية تأجيج نزعة تمرد اجتماعي وانشقاق لدى الطلاب.

جاء ذلك بعدما دعت وسيلتا إعلام رسميتان صينيان، السبت، إلى القضاء على "نقابة المدرّسين المحترفين في هونج كونج"، ووصفتها بأنها "ورم خبيث" تصرّفت مثل منظمة سياسية، تحرّض على الشغب في المستعمرة البريطانية السابقة.

وبعد ساعات على نشر التقريرَين، أعلن مكتب التعليم في هونج كونج أنه لن يعترف بعد الآن بالنقابة التي تضمّ نحو 95 ألف عضو، مشيراً إلى أنه سيوقف عقد اجتماعات مع ممثليها، أو سماع مخاوف تثيرها.

واتهم المكتب النقابة بالانخراط في دعاية سياسية تحت ستار منظمة تعليمية، واتهمها بأنها حضّت المدرّسين على إطلاق حملات لمقاطعة الفصول الدراسية، وحرّضت الطلاب على الانضمام إلى "نشاطات عنيفة وغير قانونية"، خلال احتجاجات واسعة شهدتها المدينة عام 2019.

حملة إعلامية صينية

من جانبها أصدرت النقابة بيانَين السبت، أعلنت فيهما أنها لم تحرّض على احتجاجات طلابية، وعارضت النزعة الانفصالية، منذ تأسيسها قبل أكثر من 4 عقود.

وأضافت أن مكتب التعليم في هونج كونج قلّص اجتماعاته مع النقابة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، معتبرة أن إنهاء العلاقات بين الجانبين بشكل كامل سيمثّل خسارة لقطاع التدريس في المدينة.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا)، و"صحيفة الشعب"، استخدمتا لغة متشابهة السبت، في الدعوة إلى التحقيق بدور النقابة في التحريض على الاضطرابات  بهونج كونج، على الرغم من أن النقابة نأت عن مجموعتين اتهمتهما بكين بانتهاك قانون الأمن القومي الذي فرضته في المستعمرة البريطانية السابقة.

يأتي ذلك بعدما انسحبت النقابة في الأشهر الماضية، من "الجبهة المدنية لحقوق الإنسان"، وهي مجموعة مدافعة عن الحقوق المدنية نظمت بعضاً من أضخم الاحتجاجات عام 2019، و"تحالف هونج كونج لدعم الحركات الديمقراطية الوطنية في الصين"، الذي نظم طيلة سنوات وقفة احتجاجية في المدينة، في 4 يونيو، إحياءً لذكرى أحداث ساحة تيانانمن عام 1989.

كتب مدرسية جديدة

وأحكمت الصين قبضتها على هونج كونج بعدما شهدت احتجاجات استمرت أشهراً عام 2019، وأقرت قانوناً للأمن القومي قبل سنة لكبح الاضطرابات، وأقدمت على سجن واعتقال ساسة وناشطين.

ومنذ ذلك الحين، أعادت السلطات الصينية صياغة الكتب المدرسية للطلاب، منذ رياض الأطفال، وأزالت محتوى تعتبره غير وطني، إذ رأت في نظام التعليم على الطراز البريطاني بالمدينة مجالاً أساسياً يشكّل تهديداً لحكمها، وفق "وول ستريت جورنال".

وفي أواخر يوليو الماضي، اعتقلت شرطة الأمن القومي في هونج كونج 5 أشخاص، اتهمتهم بالتآمر لارتكاب فتنة، من خلال كتب للأطفال تصوّر استهداف الذئاب للخراف، في إشارة إلى حملة الصين على مؤيدي الديمقراطية في المدينة.

اقرأ أيضاً: