أردوغان: لا تراجع عن التعاون العسكري مع روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى استقبال نظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، روسيا، 29 سبتمبر 2021 - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى استقبال نظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، روسيا، 29 سبتمبر 2021 - via REUTERS
موسكو-رويترز

أجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، محادثات تتناول إمكانية التوسع في مبيعات النظم الدفاعية الروسية لأنقرة، والحد من تجدد العنف في شمال غرب سوريا، واستبعد أردوغان التراجع عن التعاون العسكري بين بلاده وروسيا، وفق ما أفادت وكالة "بلومبرغ" الأميركية.

وأعرب أردوغان عن استعداده لمناقشة العلاقات العسكرية مع نظيره الروسي، قبل دقائق من دخول الزعيمين في مفاوضات ثنائية مغلقة في منتجع سوتشي الروسي على ساحل البحر الأسود.

وقال أردوغان لبوتين في بداية المحادثات "الخطوات التي نخطوها معاً فيما يتعلق بسوريا لها أهمية كبيرة. والسلام هناك يتوقف على العلاقات التركية الروسية".

وأشار بوتين إشارة عابرة إلى سوريا في تعليقاته الافتتاحية، قائلاً إنها من المجالات التي حقق فيها التعاون بين البلدين قدراً كبيراً من النجاح.

وأضاف الرئيس الروسي أن "المفاوضات مع تركيا صعبة أحياناً، لكن البلدين تعلما كيفية التوصل إلى حلول وسط مفيدة للطرفين.

وعقب اللقاء، أعرب الرئيسان عن ارتياحهما للمباحثات الذي تناولا خلالها التوتر الأخير بين البلدين في سوريا.

وصرح بوتين في ختام ثلاث ساعات من المحادثات: "شكرا لزيارتك. كان ذلك مفيدا جدا، سوف نبقى على اتصال"، وفق مشاهد بثها الكرملين.

من جهته، وصف إردوغان اللقاء بأنه "مثمر" بدون كشف المزيد من التفاصيل. وكان هذا أول لقاء وجها لوجه بين الرئيسين منذ 18 شهراً، في ظل التدابير المتخذة لمكافحة وباء كوفيد-19.

وقال الكرملين إن "الرئيس فلاديمير بوتين أنهى فترة العزل الذاتي، بسبب احتمال الإصابة بفيروس كورونا، بالاجتماع مع الرئيس رجب طيب أردوغان".

وقال مسؤولون أتراك قبل الاجتماع إن أردوغان سيطالب بوتين بعودة العمل بوقف إطلاق النار المتفق عليه العام الماضي، لإنهاء هجوم تشنه روسيا وسوريا على مقاتلين تدعمهم تركيا، في محافظة إدلب السورية.

"لن نتراجع"

ويتضمن جدول الأعمال محادثات بشأن شراء تركيا المزيد من بطاريات الدفاع الصاروخي الروسية "إس-400"، وهو ما تعارضه واشنطن بشدة.

وقال أردوغان في تصريحات تليفزيونية "هناك خطوات نتخذها بشكل مشترك في صناعة الدفاع"، وسيكون من المفيد لنا "التحدث عنها". 

وفيما يبدو أنها إشارة إلى الأميركيين، أوضح أردوغان لبوتين أنه يريد بحث المزيد من التعاون الدفاعي "بغض النظر عن الاعتراضات". وأضاف "في الجمعية العامة للأمم المتحدة وجه لنا الأشخاص المعتادون أسئلة عن قضايا معينة بالتحديد".

وأضاف "قدمنا لهم الرد اللازم على أي حال. وليس من الممكن بالنسبة لنا أن نتراجع عن الخطوات التي أخذناها. وأنا أؤمن بصفة خاصة أن من الأهمية الكبرى بالنسبة لنا أن نستمر بتقوية العلاقات التركية الروسية كل يوم".

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قد اشترت بطاريات الدفاع الصاروخي الروسية "إس-400" في عام 2019، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات أميركية على صناعاتها الدفاعية، وتحذيرات من واشنطن بإجراءات أخرى، إذا اشترت أنقرة المزيد من العتاد الروسي.

وفي الأسبوع الماضي، أشار أردوغان إلى أن تركيا لا تزال تنوي شراء دفعة ثانية من بطاريات "إس-400"، وقال إنه "لا يوجد بلد يمكن أن يملي على أنقرة تصرفاتها".

عقوبات أميركية

وتقول واشنطن إن صواريخ "إس-400" تمثل تهديداً لطائراتها المقاتلة طراز إف-35 ولنظم الدفاع الأشمل لحلف شمال الأطلسي.

وتقول تركيا إنها غير قادرة على شراء نظم دفاع جوي، من أي دولة حليفة في حلف الأطلسي، بشروط ترضاها.

وفي مقابلة مع شبكة (سي بي إس نيوز) الأميركية، قال أردوغان "في المستقبل لن يكون بإمكان أحد التدخل فيما يتعلق بنوع الأنظمة الدفاعية التي نحصل عليها، ومن أي دولة نحصل عليها وعلى أي مستوى". وتابع "لا أحد يمكنه التدخل في ذلك. نحن وحدنا الذين نتخذ مثل هذه القرارات".

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على هيئة الصناعات الدفاعية التركية، ورئيسها إسماعيل دمير و3 آخرين من العاملين بها في ديسمبر من العام الماضي، في أعقاب حصول تركيا على الدفعة الأولى من الصواريخ "إس-400".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عندما سُئل عن تصريحات أردوغان "نحث تركيا على كل مستوى وفي كل مناسبة على عدم الاحتفاظ بمنظومة "إس-400"، والامتناع عن شراء أي معدات عسكرية روسية أخرى".

وأوضح  "نقول لتركيا بكل وضوح إن أي مشتريات أسلحة روسية كبيرة تهدد بفرض عقوبات، بموجب قانون كاتسا، بخلاف تلك التي فُرضت في ديسمبر عام 2020"، وذلك في إشارة إلى قانون مواجهة أعداء أميركا بالعقوبات المعلن في عام 2017.

اقرأ أيضاً: