روسيا توافق على تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية 60 يوماً فقط

time reading iconدقائق القراءة - 8
صوامع الغلال في ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود. 19 أغسطس 2022 - REUTERS
صوامع الغلال في ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود. 19 أغسطس 2022 - REUTERS
جنيف/ دبي/ كييف -الشرقرويترزأ ف ب

ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، الاثنين، أن موسكو لا تُعارض تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود الأوكرانية لمدة 60 يوماً فقط، وهو ما اعتبرته كييف يتعارض مع الاتفاقية، لكنها لم تعلن رفض الموقف الروسي. 

جاء ذلك في ختام يوم من المحادثات بين روسيا وممثلين عن الأمم المتحدة في جنيف بشأن تمديد "اتفاق الحبوب"، الذي أسفر عن تصدير أكثر من 24 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وفقاً للأمم المتحدة، منذ يوليو 2022.

واعتبر وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، الاثنين، الاقتراح الروسي بشأن تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية لمدة 60 يوماً، يتعارض مع الاتفاقية الأساسية الموقعة في يوليو 2022، والتي تنتهي مدّتها في 18 مارس الجاري، لكنّه لم يرفض عرض موسكو بشكل قاطع.

وكتب الوزير في تغريدة على تويتر، أن "الاتفاقية تنصّ على تمديد لمدة 120 يوماً على الأقلّ، وموقف روسيا القاضي بتمديدها لمدة 60 يوماً فقط يتعارض إذًا مع الوثيقة الموقعة من جانب تركيا والأمم المتحدة".

وأوضح أن أوكرانيا تنتظر "الموقف الرسمي" للأمم المتحدة وتركيا كـ"ضامنَين" للاتفاقية.

وتنتهي في 18 مارس الجاري، المرحلة الحالية من الاتفاق الذي يُسَهِل تصدير المنتجات الزراعية من موانئ أوكرانية جنوب البحر الأسود في ظل الغزو الروسي، ولا يمكن تمديده إلا بإذن من موسكو.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي فيرشينين، خلال مؤتمر صحافي "لقد أكملنا للتو جولة أخرى من المشاورات للوفد الروسي المشترك مع ممثلي الأمم المتحدة برئاسة الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) ريبيكا جرينسبان، ورئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مارتن جريفيث".

وأضاف "الجانب الروسي لا يعترض على تمديد آخر لمبادرة البحر الأسود بعد انتهاء الولاية الثانية في 18 مارس، ولكن فقط لمدة 60 يوماً".

التزام أممي

وأكدت الأمم المتحدة، الاثنين، التزامها باتفاق الحبوب في البحر الأسود، قائلة إن مديرها العام أنطونيو جوتيريش، سيبذل قصارى جهده للحفاظ على "سلامته" بعد أن طرحت موسكو تجديده لفترة أقصر.

وأشارت الأمم المتحدة، في بيان، في وقت متأخر، الاثنين، بعد اجتماع في جنيف: "أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الأمم المتحدة ستفعل كل ما في وسعها للحفاظ على سلامة مبادرة حبوب البحر الأسود وضمان استمرارها".

من جانبه، وصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الاثنين، إن المفاوضات بشأن مبادرة الحبوب تواجه "لحظة حاسمة".

وأضاف برايس أن "العالم بحاجة إلى المبادرة التي قال إنها سمحت بشحن الحبوب إلى الدول النامية وساعدت في خفض أسعار المواد الغذائية"، وتابع: "هذه أداة مهمة في وقت حرج".

"مسألة معقدة"

وفي تصريحات قبل أيام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه "إذا لم يطبق سوى نصف بنود الاتفاق، فإن مسألة تمديده تصبح معقّدة إلى حد ما"، مشيراً إلى أن بنوداً تتعلق بصادرات الحبوب والأسمدة الروسية، لم يتم تطبيقها.

وتابع: "زملاؤنا الغربيون، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يعلنون بشكل مؤسف أنه لا توجد عقوبات مطبقة على الأغذية والأسمدة، لكن هذا الموقف غير نزيه".

وأردف: "في الواقع تحظر العقوبات دخول السفن الروسية التي تحمل الحبوب والأسمدة إلى الموانئ المقابلة، كما تمنع العقوبات السفن الأجنبية من دخول الموانئ الروسية لتسلم هذه الشحنات".

واحتجت روسيا، في وقت سابق، على أن أغلب الحبوب الأوكرانية المصدرة بموجب الاتفاق تُرسل إلى دول غنية، وأشارت إلى عدم تفعيل "الجزء الثاني" من الاتفاق الخاص بمذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة لتيسير تصدير الأغذية والأسمدة الروسية.

ولم تستهدف العقوبات الغربية بشكل واضح صادرات روسيا الزراعية، لكن موسكو تقول إن القيود المفروضة على مدفوعاتها وعمليات النقل والإمداد وشركات التأمين تمثل "حاجزاً" أمام قدرتها على تصدير حبوبها وأسمدتها.

وكانت موسكو قد شككت في احتمال تمديد الاتفاقية، إذ احتجت سابقاً على أن أغلب الحبوب الأوكرانية المصدرة بموجب الاتفاق تُرسل إلى دول غنية، وأشارت إلى عدم تفعيل "الجزء الثاني" من الاتفاق الخاص بمذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة لتيسير تصدير الأغذية والأسمدة الروسية.

بدوره، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تمديد الاتفاق.

وقال زيلينسكي بعد محادثات مع جوتيريش إن "مبادرة حبوب البحر الأسود ضرورية للعالم"، مشدداً على أهمية الاتفاق بالنسبة للأمن الغذائي وأسعار الأغذية عالمياً، مشيراً إلى أن تمديد الاتفاق "ضروري جداً للعالم".

"مطالب عالقة"

في المقابل، قال مصدر دبلوماسي تركي، والذي ترعى بلاده الاتفاق، الأربعاء الماضي، إن مطالب روسيا المتعلقة بتمديد الاتفاق "لم تتحقق بعد"، مضيفاً أن أنقرة "تعمل بكل جهدها لضمان استمرار الاتفاق".

وأضاف المصدر "تعمل تركيا بكل جهدها لتمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ولا تزال المفاوضات جارية. مخاوف روسيا، أو بالأحرى الصعوبات التي تواجهها، لم يتم تذليلها بعد، لكن تركيا تؤدي دورها من أجل تحقيق توافق بين جميع الأطراف".

وكانت وزارة الخارجية الروسية، قالت الأسبوع الماضي إن موسكو "لن توافق على تمديد اتفاق البحر الأسود، إلا إذا وُضعت مصالح منتجيها الزراعيين في الحسبان".

وأشارت روسيا، التي رفعت الحصار عن 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود بموجب الاتفاق، إلى ضرورة إزالة عقبات أمام صادراتها الزراعية قبل أن تسمح باستمرار الاتفاق.

وللمساعدة في إقناع روسيا بالسماح لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب في البحر الأسود، تم إبرام اتفاق لثلاث سنوات العام الماضي وافقت بموجبه الأمم المتحدة على المساعدة في تسهيل صادرات الأغذية والأسمدة الروسية.

وتهدف مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا، في يوليو 2022، إلى الحيلولة دون حدوث أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بالتصدير الآمن للحبوب المحاصرة بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا من 3 موانئ.

وتم مد الاتفاق 120 يوماً في نوفمبر الماضي، وسيحتاج إلى إعادة التجديد في 18 مارس، لكن لا يمكن تجديده إن عارضت روسيا، وأشارت موسكو بالفعل إلى أنها "غير راضية" عن كيفية تنفيذ الاتفاق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات