"منظمة الأمن الجماعي".. ناتو مصغّر تقوده موسكو بمواجهة واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 5
اجتماع افتراضي سابق لقادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي. - en.odkb-csto.org
اجتماع افتراضي سابق لقادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي. - en.odkb-csto.org
دبي - الشرق

أثارت دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى عقد اجتماع في العاصمة موسكو، الاثنين، التساؤلات مجدداً بشأن طبيعة هذه المنظمة وأهدافها وطبيعة قدراتها.

بوتين دعا دول المنظمة إلى الاهتمام بالأمن البيولوجي، وأكد أن روسيا "ستستمر في مساهمتها في تعزيز التعاون مع جميع الدول الأعضاء بالمعاهدة، كما ستبذل كل ما في وسعها لتعزيز التعاون الفعال ضمن المنظمة وسنستمر في هذا الاتجاه". وشدد على "ضرورة تنسيق الموافق بين الدول الأعضاء، وخاصة حيال السياسة الخارجية".

جاءت دعوة بوتين بالتزامن مع إعلان فنلندا والسويد رغبتهما الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأعلن بوتين أن انضمام البلدان إلى الحلف يستوجب "رد فعل" من موسكو، كما يأتي بعد نحو 3 أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في إطار ما يسميه بوتين عملية عسكرية خاصة، فما هي هذه المنظمة التي تقودها روسيا وتتكون من 6 دول سوفييتية سابقة وما هي أبرز أهدافها؟.

التأسيس والعضوية

تأسست منظمة معاهدة الأمن الجماعي في 15 مايو 1992. وفي 7 أكتوبر 2002، وقع رؤساء أرمينيا، بيلاروسيا، كازاخستان، قيرغيزستان، روسيا وطاجكستان على ميثاقها في طشقند، بعد أشهر من تدخل تحالف تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك الوقت: "إننا نعيش في عالم سريع التغير، وبالتالي يتعين علينا تطوير المعاهدة التي تربطنا وتكييفها مع التهديدات الجديدة".

وعُين نيقولاي بورديوجا أميناً عاماً للمنظمة في 23 يونيو 2006، وانضمت أوزبكستان للمنظمة، وتم التصديق على قرار انضمامها رسمياً من قبل البرلمان الأوزبكي في 28 مارس 2008، لكن في 31 يوليو 2012 وجهت أوزبكستان مذكرة للأمين العام للخروج من المنظمة.

وأسس التكتل قوة رد سريع قوامها 20 ألف فرد عام 2009، وتعترف الأمم المتحدة بوحدة حفظ السلام التابعة له المكونة من 3600 عنصر، كما أن المنظمة حالياً مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي أكتوبر 2007 وقع رؤساء الدول الأعضاء في منظمة الأمن الجماعي أثناء قمتهم في العاصمة الطاجيكية دوشنبيه على بروتوكول يتضمن آلية تقديم المساعدات العسكرية التقنية للدول الأعضاء في المنظمة، في حال ظهور تهديد بالعدوان عليها، أو في حالة العدوان الفعلي عليها، أما المسائل العملية لتقديم مثل هذه المساعدات أثناء وقوع العدوان فتجري تجربتها من خلال المناورات العسكرية المشتركة التي تنظمها قيادات الأركان على 3 مستويات، استراتيجي وميداني وتكتيكي.

وأجريت المرحلة الأولى للمناورات في أرمينيا في يوليو 2008، والمرحلة الثانية في موسكو، فيما اشترك في المرحلتين الثالثة والرابعة القوات المرابطة في القاعدة العسكرية الروسية 102 الموجودة في الأراضي الأرمينية، وكذلك قوات أرمينية وقوات عائدة للدول الأعضاء الأخرى.

"ناتو مصغر"

وتبدو المنظمة إلى حد كبير شبيهة في تكوينها بحلف شمال الأطلسي "ناتو" الذي تقوده الولايات المتحدة.

ووفقاً للمتخصص في الشؤون الأوروبية الآسيوية ديفيد تيورتري، تُعد منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تهيمن عليها موسكو وجيشها الحديث "نوعاً من الثقل الموازن الروسي في مواجهة "ناتو" وهي "تعتمد على القدرة العسكرية الروسية لإظهار القوة".

واعتبر المسؤول العسكري الفرنسي السابق والباحث باسكال أوسير أن المنظمة "لا ثقل لها" من دون الروس، مؤكداً أنها "من بقايا حلف وارسو" الذي كان قائماً في حقبة الحرب الباردة.

ووصف أوسير منظمة معاهدة الأمن الجماعي بأنها "ناتو مصغّر.. تقوده روسيا مقابل الولايات المتحدة على الجانب الآخر".

وشدد على أن الجيوش في الحلف الأطلسي الذي يضم 30 دولة تعمل جنباً إلى جنب منذ أكثر من 70 عاماً، في حين أن التكتل الذي تقوده روسيا "متأخر كثيراً" عنه.

وتعاني منظمة معاهدة الأمن الجماعي أيضاً من افتقار موسكو إلى الموارد مقارنة بالولايات المتحدة الأكثر ثراءً، فضلاً عن ذلك، فإن لدى منظمة معاهدة الأمن الجماعي اهتمامات مختلفة جداً عن "ناتو".

وأشار تورتري إلى أن أعضاءها في آسيا الوسطى "يواجهون خطر تزعزع الاستقرار" في أفغانستان، وهي تنشر قوات في طاجيكستان وقرغيزستان وسط آسيا، في حين أن بيلاروسيا على الطرف المقابل مهتمة أكثر بكثير بحدودها مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل بولندا وليتوانيا ولاتفيا، أما أرمينيا فهي "منشغلة بنزاعها مع أذربيجان".

التدخل في كازاخستان

اعتبر أوسير أنَّ إرسال قوات عن طريق منظمة معاهدة الأمن الجماعي، في يناير الماضي، يعد "وسيلة تغطية لموسكو عبر إعطاء صورة لتدخل تشارك فيه كل دول القوقاز وليس فقط روسيا".

وبحسب وصفه، فإن الرسالة الضمنية (من موسكو) هي "أقوم بتسوية الفوضى وأقود منظمة يمكنها نشر قوات على الأرض، أنا مسؤولة هنا في بيتي، في منطقة نفوذي".

غير أنَّه حذَّر من أن ترتكب القوات "أخطاءً فادحة"، مشيراً إلى أنَّ "العسكريين ليسوا أبداً الخيار الصحيح لإخماد أعمال الشغب".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات