حذر وزير الخارجية التايواني جوزيف وو من أن الصين قد تستخدم المناورات العسكرية التي تنفذها حول الجزيرة، لفرض سيطرتها على مضيق تايوان بأكمله، ما يعرقل الملاحة الدولية والحركة الجوية ويعزّز جهود بكين لمنع الجيش الأميركي من الوصول إلى المنطقة، كما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
يأتي هذا التحذير فيما أعلن الجيش الصيني الثلاثاء، تمديد مناوراته الجوية والبحرية حول تايوان، بعدما كان يُفترض أن تستمرّ 4 أيام تنتهي الأحد، احتجاجاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه الأسبوع الماضي.
وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية الثلاثاء، أنها رصدت 45 مقاتلة صينية و10 سفن حربية حول الجزيرة. كذلك حلّقت 16 طائرة صينية عبر "خط الوسط" لمضيق تايوان.
ووصف ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية التدريبات التي تنفذها بلاده بأنها "تحذير للمستفزّ"، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة.
ورفض الناطق الصيني الإفصاح عمّا إذا كانت هذه المناورات قرب تايوان تشكّل "قاعدة جديدة"، كما أفادت "بلومبرغ".
في المقابل، نفذ الجيش التايواني تدريبات الثلاثاء، استمرت نحو ساعة بمدينة بينجتونج جنوب تايوان، كانت "محاكاة" للدفاع عن الجزيرة، ضد هجوم يشنّه الجيش الصيني على الشاطئ.
وشدد الجيش التايواني على أن هذه التدريبات ليست مرتبطة بالمناورات الصينية الأخيرة، ووصفها بأنها "روتينية".
في الأثناء، كرّرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي دفاعها عن زيارتها لتايوان، معتبرة أنها تستحق القيام بها "قطعاً".
وقالت بيلوسي لشبكة "إن بي سي" الأميركية: "لا يمكن أن نسمح للحكومة الصينية بعزل تايوان... لن يحدّدوا مَن الذي يمكنه الذهاب لتايوان".
"دافع يتجاوز تايوان"
واعتبر وزير خارجية تايوان أن "الصين أعلنت صراحة ملكيتها لمضيق تايوان"، لافتاً إلى أنها "تستهدف التأثير في حرية المجتمع الدولي في الملاحة بمياه مضيق تايوان ومجاله الجوي، من خلال إنكار الوضع القائم بأنه ممرّ مائي دولي".
وتابع: "على الرغم مما يبدو من أن الصين تستهدف تايوان الآن، إلا أن نشاطاتها في كل أنحاء العالم أظهرت أن دافعها يتجاوز تايوان بكثير".
وزاد: "الصين مصمّمة الآن على ربط بحرَي الصين، الشرقي والجنوبي، عبر مضيق تايوان، بحيث تصبح هذه المنطقة بأكملها مياهها الداخلية. وليس مرجّحاً أن تتوقف نياتها عند هذا الحدّ".
وأشار جوزيف وو إلى أن الجيش الصيني عبر "أول سلسلة جزر"، وتشمل جزراً في كل أنحاء شرق آسيا، بما في ذلك تايوان واليابان والفلبين، لتنفيذ مناورات عسكرية مرات عدة خلال السنوات الأخيرة.
وتحاول بكين غالباً فرض مطالبتها بالمياه والجزر المتنازع عليها مع دول مجاورة في بحر الصين الجنوبي، باستخدام جزر اصطناعية عسكرية شيّدتها في العقد الماضي.
أما في بحر الصين الشرقي، فتتحدى بكين بانتظام سيطرة اليابان على جزر "سينكاكو" المتنازع عليها، من خلال إبحار سفن لخفر السواحل في مياهها الإقليمية، بحسب "فاينانشيال تايمز".
"محو" خط الوسط
واعتبر جوزيف وو أن "وقف نشاط الصين في مضيق تايوان ليس ممكناً، إلا إذا تعاونت الدول المجاورة مع الولايات المتحدة لتأكيد حرية الملاحة، من خلال إبحار السفن الحربية في المنطقة".
ولفت إلى أن بكين رأت في زيارة بيلوسي لتايوان "عذراً" لتنفيذ مناوراتها، وزاد: "استخدمت الصين المناورات وخططها العسكرية، للإعداد لغزو تايوان. النية الحقيقية للصين تتمثل في تغيير الوضع القائم بمضيق تايوان والمنطقة بأكملها".
وجاء تحذير جوزيف وو، بعد تصريحات أدلى بها معلّقون عسكريون صينيون، اعتبرت أن التدريبات الصينية نجحت في "محو" خط الوسط بمضيق تايوان، وهي منطقة عازلة غير رسمية كان الجيش الصيني يحترمها سابقاً، قبل أن يخترقها عشرات المرات خلال الأيام الماضية.
وأضاف المعلّقون أن الجيش الصيني سينفذ عمليات منتظمة على جانب تايوان من الخط، فيما وصفت وزارة الخارجية الصينية منطقة التدريبات بأنها "مياه محيطة بأراضي الصين".
وأبلغ مسؤولون عسكريون صينيون نظراءهم الأميركيين خلال الأشهر الأخيرة، أن مضيق تايوان ليس مياهاً دولية. لكن كولن كال، وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية، أكد أن "قواتنا في المنطقة ستواصل عملياتها وتحليقها وإبحارها حيثما تسمح المياه الدولية بذلك. وذلك يشمل مضيق تايوان".
اقرأ أيضاً: