بايدن للهند: ليس من مصلحتكم شراء مزيد من النفط الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستين ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. 12 أبريل 2022. - AFP
وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستين ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. 12 أبريل 2022. - AFP
واشنطن - رويترز

قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن قال لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إن شراء المزيد من النفط الروسي ليس في مصلحة الهند، ويمكن أن يعرقل رد الولايات المتحدة على الحرب في أوكرانيا.

وفي مستهل محادثات عن بعد استمرت ساعة، وصفها مسؤولون أميركيون بأنها "دافئة" و"صريحة"، صرح بايدن ومودي بتنامي قلقهما حيال الدمار داخل أوكرانيا، لا سيما في بوتشا حيث سقط كثير من المدنيين.

وأفاد مسؤول بأن بايدن لم يصل إلى حد تقديم "طلب صريح" لمودي يوم الاثنين، مشيراً إلى أن الهند لديها مخاوف بشأن تعزيز العلاقات بين روسيا والصين. لكن بايدن أبلغ مودي بأن تعزيز وضع الهند على المستوى الدولي "لن يتحقق بالاعتماد على مصادر الطاقة الروسية"، حسبما قال مسؤولون أميركيون.

من جهتها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، أن الرئيس "أوضح أنه ليس من مصلحتهم (الهند) زيادة" واردات النفط الروسي.

ورفض وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، خلال مؤتمر صحافي في وقت لاحق من الاثنين، الإجابة عن سؤال بشأن مشتريات الهند من الطاقة من روسيا، قائلاً إن "التركيز يجب أن يكون على أوروبا لا الهند".

وتابع: "ربما يكون إجمالي مشترياتنا خلال الشهر أقل مما تشتريه أوروبا في مساء يوم واحد".

"تردد" هندي

وجرت محادثات موسعة بين قيادة البلدين في وقت تسعى الولايات المتحدة لمزيد من المساعدة من الهند لممارسة ضغوط اقتصادية على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، والذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة".

وقال مودي: "في الآونة الأخيرة، كانت أنباء سقوط مدنيين أبرياء في مدينة بوتشا مقلقة للغاية. نددنا بها على الفور، وطالبنا بإجراء تحقيق مستقل".

وأشار إلى أنه اقترح خلال محادثات أجراها في الفترة الأخيرة مع روسيا، أن يجري الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وحاولت الدولة الواقعة في جنوب آسيا موازنة علاقاتها مع روسيا والغرب، لكنها على خلاف الأعضاء الآخرين في دول الحوار الأمني الرباعي، الذي يضم أيضاً الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، لم تفرض عقوبات على روسيا.

وفي الآونة الأخيرة، قال بايدن إن الهند هي الوحيدة من بين دول الرباعي التي كانت "مترددة إلى حد ما" في اتخاذ إجراءات ضد روسيا.

واشترت الهند 13 مليون برميل على الأقل من النفط الخام الروسي منذ غزو أوكرانيا في أواخر فبراير، بعد تخفيضات كبيرة في أعقاب العقوبات الغربية على الكيانات الروسية. وذلك مقارنة بنحو 16 مليون برميل للعام الماضي بأكمله، بحسب البيانات التي جمعتها "رويترز".

واشنطن: "مستعدون للتعاون"

ولم تكشف بساكي عما إذا كانت الهند قدمت أي التزامات بشأن واردات الطاقة، لكنها قالت إن واشنطن مستعدة لمساعدتها على تنويع مصادر الطاقة.

وأضافت، في إشارة إلى تصريحات مودي بشأن الحرب الاثنين، أن "جزءاً من هدفنا الآن هو البناء على ذلك وتشجيعهم على فعل المزيد. ولهذا السبب من المهم إجراء محادثات بين الزعماء".

من جهته، قال مسؤول أميركي إن بلاد لم تطلب من الهند "القيام بأي شيء على وجه الخصوص. الهند ستتخذ قراراتها"، بعد "محادثة صريحة للغاية".

وجرت محادثات في واشنطن الاثنين، جمعت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار ووزير الدفاع الهندي راجناث سينغ.

وقال بلينكن، إن "علاقات الهند مع روسيا تطورت على مدى عقود، في وقت لم تكن فيه الولايات المتحدة قادرة على أن تكون شريكاً للهند، لكن ذلك تغير في ما بعد".

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات: "اليوم نحن قادرون وراغبون في أن نكون من شركاء الهند المفضلين في كل المجالات تقريباً".

تحديثات دفاعية

ولفت الوزراء إلى أن حاجة الهند لتحديثات دفاعية كانت من الموضوعات الرئيسية التي ناقشها الجانبان باستفاضة.

وقال وزير الدفاع الأميركي، إن البلدين وقعا اتفاقاً ثنائياً لدعم تبادل المعلومات والتعاون في مجال الفضاء.

وأبلغ بايدن مودي أنه يتطلع إلى لقائه في اليابان في 24 مايو تقريباً خلال اجتماع لدول الرباعي. وقال مسؤولون إن الزعيمين ناقشا أيضاً مجموعة من القضايا الأخرى.

انتقاد نادر

وخلال المؤتمر الصحافي، قال بلينكن إن بلاده ترصد ما وصفه بـ"تزايد في انتهاكات من بعض المسؤولين بالهند لحقوق الإنسان"، في انتقاد مباشر نادر من واشنطن لسجل حقوق الإنسان في الدولة الآسيوية.

وفي الإفادة الصحافية المشتركة، أكد بلينكن أن بلاده تتواصل "بانتظام مع شركائنا الهنود بشأن هذه القيم المشتركة (لحقوق الإنسان)، ولهذا، فإننا نرصد بعض التطورات المثيرة للقلق في الهند مؤخراً، ومنها زيادة انتهاكات حقوق الإنسان من جانب بعض مسؤولي الحكومة والشرطة والسجون".
              
ولم يخض بلينكن في تفاصيل. ولم يعلق سينغ وجايشانكار، اللذان تحدثا بعد بلينكن خلال الإفادة الصحافية، على مسألة حقوق الإنسان.

تصنيفات