
أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، الجمعة، تراجعه عن مقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة في أكتوبر، قائلاً إن "المصلحة اقتضت" خوضه الانتخابات.
وأضاف الصدر في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية أنه تسلّم "ورقة إصلاحية من القوى السياسية"، وأنها "جاءت وفقاً لتطلعاته".
وأشار الصدر إلى أن "المصلحة اقتضت أن نخوض الانتخابات"، مضيفاً: "سنخوض الانتخابات بعزم وإصرار".
ويأتي إعلان الصدر عن ترشحه بعدما قال في منتصف يوليو الماضي إنه ينوي "مقاطعة" الانتخابات العراقية، وسحب دعمه لأي حزب، في خطوة أربكت خطط الانتخابات المبكرة التي دعا إليها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وقال الصدر في خطاب مدته 5 دقائق عبر قناته التلفزيونية الدينية الخاصة آنذاك: "لن أشارك في هذه الانتخابات، فالوطن أهم من كل ذلك".
يحظى الصدر بشعبية كبيرة في العراق، يتزعم "سرايا السلام" وهي فصيل مسلح ضمن "الحشد الشعبي"، ويعد فاعلاً في السياسة العراقية ومعارضاً شديداً للنفوذ الأميركي والإيراني في البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ويُعرف الصدر، بحسب الوكالة، بـ"مناوراته السياسية التي أربكت في بعض الأحيان المراقبين، وكان يُتوقع أن يحقق أنصاره مكاسب كبيرة في ظل نظام الدوائر الانتخابية المتعددة الجديد".
مطلب رئيسي
الانتخابات المبكرة تعتبر مطلباً رئيسياً للحركة الاحتجاجية الواسعة في العراق، والتي انطلقت في أكتوبر 2019.
ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية بموجب قانون انتخابي جديد يقلل من حجم الدوائر، ويلغي التصويت على أساس القوائم لصالح منح الأصوات للمرشحين الأفراد.
وكشفت مصادر لـ"الشرق"، الأسبوع المنصرم، أن مقتدى الصدر كان يربط مشاركته في الانتخابات التشريعية المقبلة بالقضاء على ظاهرة "السلاح المتفلت"، لافتة إلى أن هذا المطلب يتعارض مع مواقف قوى أخرى مثل "العصائب"، و"ائتلاف دولة القانون".
وتوقعت المصادر أن "يحصل التيار الصدري على 40 إلى 45 مقعداً، في حال قرر المشاركة في الانتخابات، ما يمثل تراجعاً عن العدد الذي تمتلكه كتلته البرلمانية (سائرون) حالياً، وهو 55 مقعداً"، علماً أن التيار الصدري يتطلع للحصول على منصب رئاسة الحكومة المقبلة.