"وكالة الطاقة": إيران لم تجب عن أسئلتنا بشأن معدن اليورانيوم

time reading iconدقائق القراءة - 9
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي - AFP
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي - AFP
دبي -الشرق

أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، تقريراً شديد اللهجة قالت فيه إنّ مهام المراقبة التي تجريها في إيران تعرّضت "لعرقلة جدية"، مشيرة إلى أن طهران لم تجب عن الأسئلة بشأن معدن اليورانيوم الذي وجد في أماكن لم "غير معترف بها".

وعلّقت إيران في فبراير بعض عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردّاً على رفض الولايات المتحدة رفع العقوبات عنها، كما حدّت من وصول الوكالة إلى معدّات مراقبة مثل الكاميرات.

وكانت إيران توصلت أول الأمر إلى اتفاق مؤقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزمت بموجبه الحفاظ على التسجيلات التي مصدرها هذه المعدات، بهدف تسليمها في نهاية المطاف للوكالة.

لكنّ الاتفاق بين إيران والوكالة انتهى في 24 يونيو، وأورد التقرير أن طهران "لم تتواصل مع الوكالة على الإطلاق بشأن هذا الأمر لأشهر".

وكتبت الوكالة التابعة للأمم المتحدة "منذ فبراير 2021، تعرضت أنشطة التحقق والمراقبة لعرقلة جدية في ضوء قرار إيران وقف تنفيذ التزاماتها النووية" الواردة في اتفاق 2015 مع القوى الدولية الكبرى.  

وأفاد مصدر دبلوماسي بأن المعدات تتم صيانتها عادة كل ثلاثة أشهر، وأنه سيكون هناك الآن تساؤل عما إذا كانت جميع أنظمة المراقبة "لا تزال تعمل".

وذكر تقرير الوكالة الذي نقلته وكالة "فرانس برس"، أن إحدى كاميراتها دمّرت، وأخرى "لحقت بها أضرار بالغة" في ورشة لمكونات أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج. 

وكان التلفزيون الحكومي الإيراني ووكالة "تسنيم" للأنباء أفادا في يونيو، بأنه تم إحباط "عملية تخريبية" في مبنى قرب كرج تابع لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

"غير مستعدة للتحاور"

ويشير التقرير إلى إعراب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي عن استعداده للذهاب إلى إيران للقاء حكومة الرئيس الجديد المحافظ إبراهيم رئيسي.

ومع ذلك لم تتم تلك الزيارة، وقال مصدر دبلوماسي إن إيران "غير مستعدة للتحاور" على ما يبدو مع الوكالة الدولية.

ويضيف التقرير أن ثقة الوكالة "بقدرتها على الحفاظ على استمرارية إطلاعها تتراجع بمرور الوقت وتدهورت الآن بشكل كبير"، ويجب "على إيران تصحيح الوضع فوراً".

وتابع التقرير أن إيران عزّزت مخزونها من اليورانيوم المخصب فوق النسبة المسموح بها في اتفاق 2015.
ويمنع الاتفاق إيران من تخصيب اليورانيوم بما يزيد على 3,67%، وهي نسبة أقل بكثير من عتبة 90% اللازمة لتطوير سلاح نووي.

بالإضافة إلى ذلك، يفترض أن يكون لديها مخزون إجمالي لا يتجاوز 202,8 كيلوغرام، أي ما يعادل 300 كيلوغرام في شكل مركب. ويقدّر التقرير أن إيران لديها الآن 2441,3 كيلوغرام.

ورغم أن الرقم الإجمالي أقل مما كان عليه في التقرير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران في مايو، فإن ذلك يرجع إلى أن بعض اليورانيوم المخصب المنخفض المستوى، قد تم تخصيبه الآن إلى مستوى أعلى.

وتشمل تلك الكمية 84,3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمئة (ارتفاعاً من 62,8 كيلوغرام في آخر تقرير للوكالة في مايو)، إضافة إلى 10 كيلوغرامات مخصبة بنسبة 60% (ارتفاعاً من 2,4 كيلوغرام).

"لم تجب عن الأسئلة"

وفي تقرير ثانٍ صدر الثلاثاء، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لم يتحقق أي تقدم تقريباً بشأن استفساراتها المعلقة الأخرى عن نشاط نووي محتمل غير معلن في عدة مواقع في إيران.

ونقلت وكالة "رويترز" عن التقرير، أنه "لم يتحقق تقدم في قضيتين رئيسيتين، هما تفسير آثار اليورانيوم التي عُثر عليها العام الماضي وقبله في العديد من المواقع القديمة وغير المعلنة، والوصول على وجه السرعة لبعض معدات المراقبة حتى تتمكن الوكالة من مواصلة تتبع أجزاء برنامج إيران النووي.

وأضافت الوكالة في التقرير الآخر: "يشعر المدير العام بقلق متزايد من أن قضايا الضمانات الموضحة أعلاه في ما يتعلق بالمواقع الأربعة في إيران، والتي لم يتم الإعلان عنها للوكالة، لا تزال من دون حل حتى بعد قرابة العامين".

وبيّن أن على إيران أن تحل القضايا العالقة ذات الصلة بالمواقع، والتي تشمل أسئلة عن موقع رابع لم تفتشه الوكالة الدولية للطاقة الذرية "من دون مزيد من التأخير".

وأشار التقرير إلى أن هجوماً على ما يبدو استهدف في يونيو ورشة إنتاج بمجمع شركة تكنولوجيا مكونات أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج، كان أسوأ مما أقرت به إيران التي وصفته بأنه "محاولة تخريب إسرائيلية"، قائلة إن أضراراً طفيفة لحقت بالمبنى لا المعدات.

"قلق متزايد"

وقاد اتفاق 2015 إلى تخفيف العقوبات الغربية والأممية على طهران مقابل فرض قيود مشددة على برنامجها النووي تحت مراقبة الأمم المتحدة.

ورداً على سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بلاده من الاتفاق قبل ثلاث سنوات، وفرضه لاحقاً عقوبات قاسية على إيران، تخلت الأخيرة عملياً عن معظم التزاماتها الواردة في الاتفاق.

لكنّ خلف ترمب، الرئيس جو بايدن يريد إعادة واشنطن إلى الاتفاق الذي يحمل اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

وبدأت في أبريل الماضي في فيينا محادثات برعاية الاتحاد الأوروبي ترمي لعودة الولايات المتحدة إلى هذا الاتفاق، مقابل تخفيضها الإجراءات العقابية التي فرضتها على طهران، لكنّ هذه المفاوضات ما لبثت أن علّقت في 20 يونيو بعد يومين من فوز الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي.

وحتى الآن لم يتمّ الإعلان عن أيّ موعد لاستئناف محادثات فيينا على الرّغم من الدعوات المتكرّرة من الغرب الذي يشعر بالقلق من تصعيد إيران الأخير في برنامجها النووي.

وفي هذا السياق، أعلنت واشنطن أنّ مبعوثها إلى إيران روبرت مالي سيبدأ الثلاثاء زيارة تستمر حتى الجمعة، وتشمل كلاً من موسكو وباريس، بهدف إجراء "مشاورات" مع روسيا والأوروبيين حول "البرنامج النووي الإيراني، وضرورة إبرام اتفاق ووضعه بسرعة موضع التنفيذ" لإحياء معاهدة 2015.

وكان وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبد اللهيان ألمح في نهاية أغسطس الماضي، إلى أنّ بلاده لن تعود إلى طاولة المفاوضات قبل شهرين أو ثلاثة.

وتطالب طهران برفع جميع العقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة أو أعادت فرضها عليها منذ عام 2017.

إيران ترد

وعلى الفور، نقلت قناة "العالم" عن مندوب إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي
الثلاثاء، دعوته لأعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ"الامتناع عن الضغط على الوكالة" و"محاولة ابتزازها كأداة لأغراضهم السياسية".

وقال آبادي: "لا يمكن لأحد أن يطالب إيران بتعليق أنشطتها النووية بموجب هذا الاتفاق". وأضاف: "الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحاول وبضغوط من بعض أعضائها أن تضخم القضايا"، وطالبها بأن "تحافظ على استقلاليتها وحيادها ومهنيتها".

تسريع التخصيب

كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت الشهر الماضي أن إيران "عجلت بتخصيب اليورانيوم لديها، إلى قرب درجة صنع الأسلحة النووية، ولجأت من أجل هذا الغرض إلى مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، تُخصب إحداهما اليورانيوم إلى درجة نقاوة 60%".

وقالت الوكالة في تقريرها المرفوع إلى الدول الأعضاء لديها، إن إيران كانت تستخدم مجموعة مؤلفة من 164 جهاز طرد مركزي طراز "آي.آر-6" للتخصيب، إلى ما يصل إلى 60% في مفاعل فوق الأرض في نطنز، مشيرة إلى أنها تحققت من أنها تستخدم الآن هذه المجموعة ومجموعة أخرى مكونة من 153 جهازاً من طراز "آي.آر-4" للغرض ذاته.

وذكرت الوكالة أن إيران "أحرزت تقدماً في تخصيب معدن اليورانيوم"، على الرغم من تحذيرات الغرب من أن عملاً من هذا القبيل يهدد محادثات إحياء الاتفاق النووي.

وأوضحت أنه "في 14 أغسطس 2021، تحققت الوكالة من أن إيران استخدمت 257 جراماً من اليورانيوم 235 المخصب حتى 20%، في شكل رابع فلوريد اليورانيوم من أجل إنتاج 200 جرام من معدن اليورانيوم 235 المخصب، حتى 20%".

وأضافت أن هذه الخطوة، هي الثالثة في خطة من أربع خطوات تعمل عليها إيران في هذا الإطار.

اقرأ أيضاً: