كييف تقصف خيرسون.. ومعارك دامية في سيفيرودونيتسك

time reading iconدقائق القراءة - 9
مبنى مدمر في ليسيتشانسك بينما يتصاعد الدخان من مدينة سيفيرودونيتسك القريبة جراء المعارك الدائرة بين القوات الروسية والأوكرانية في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا. 9 يونيو 2022 - AFP
مبنى مدمر في ليسيتشانسك بينما يتصاعد الدخان من مدينة سيفيرودونيتسك القريبة جراء المعارك الدائرة بين القوات الروسية والأوكرانية في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا. 9 يونيو 2022 - AFP
دبي-الشرقوكالات

أعلنت القوات الأوكرانية، الجمعة، أنها تهاجم منطقة خيرسون (جنوب) المحتلة التي تخشى أن تضمها روسيا، بينما تواصل "الصمود" في مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية شرق البلاد.

وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني عبر فيسبوك: "قصفت قواتنا الجوية مواقع روسية، وأماكن تتركز فيها المعدات والأفراد، ومستودعات بمحيط خمس بلدات في منطقة خيرسون".

ويتواصل قتال شوارع في هذه المنطقة التي احتلتها القوات الروسية في شكل شبه كامل منذ الأيام الأولى للغزو الذي بدأ في 24 فبراير.

وبينما تدعو السلطات التي نصّبتها موسكو إلى ضم المنطقة لروسيا، قال أحد المفاوضين الروس بشأن النزاع في أوكرانيا في الأول من يونيو الى أنه سيتم قريبا تنظيم استفتاء في خيرسون، ويمكن أن يتم ذلك في يوليو.

وتصف أوكرانيا مشروع الاستفتاء بأنه "غير قانوني" على غرار الاستفتاء الذي نظمته روسيا في شبه جزيرة القرم عام 2014 وأفضى إلى ضمها. 

والمعلومات شحيحة حول ما يحدث في هذه المنطقة المرتبطة بشبه جزيرة القرم بمساحة أرضية.

آخر تطورات حرب أوكرانيا ميدانياً

في حوض دونباس تستمر المعركة وتزايد شراسة في مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية ومدينة ليسيتشانسك المتاخمة لها.

واحتدم القتال بين القوات الروسية والأوكرانية، في شوارع سيفيرودونيتسك، شرقي أوكرانيا، وأصبحت المعركة الجارية وسط أنقاض المدينة الصناعية، من أكثر المعارك دموية في الحرب، فيما يزعم الجانبان أن كلاً منهما كبّد الطرف الآخر خسائر فادحة.

وسيفيرودونيتسك ومدينتها التوأم ليسيتشانسك الواقعة على الضفة المقابلة لها على نهر "سيفيرسكي دونيتس" هما آخر أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا من إقليم لوغانسك في شرق البلاد، الذي تعتزم موسكو السيطرة عليه في إطار أهدافها الأساسية من الحرب.

وفي تقييمها اليومي للغزو الروسي لأوكرانيا، قالت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، على تويتر، إنه على الرغم من استمرار القتال في مدينة سيفيرودونيتسك، فإن موسكو والقوات الموالية لها "لم تحرز" تقدماً يذكر في محاولاتها لتطويق المنطقة الأوسع من الشمال والجنوب.

وأضافت الوزارة: "تكافح روسيا من أجل توفير الخدمات العامة الأساسية لسكان الأراضي التي تحتلها، إذ كان الوصول إلى مياه الشرب المأمونة غير منتظم، في حين يستمر الانقطاع الكبير في خدمات الهاتف والإنترنت".

وحذّر البيان من احتمالية أن يكون هناك نقص حاد في الأدوية في منطقة خيرسون، وتعرض مدينة ماريوبل الساحلية لخطر تفشي وباء الكوليرا بشكل كبير، بعد رصد حالات متفرقة في مايو الماضي.

ويستمر "قتال شرس" داخل سيفيرودونيتسك، بحسب حاكم لوغانسك سيرهي جايداي. وتوقع في منشور على الإنترنت، أن تحاول قوات موسكو الاستفادة من انخفاض منسوب المياه لعبور نهر سيفيرسكي دونيتس، مضيفاً: "نحن نراقب وإذا حدث أي شيء فسنتصرف بشكل استباقي".

"أخبار إيجابية"

من جهته، أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، بأن أنباءً "إيجابية" وردت من منطقة زابوروجيا جنوب شرقي أوكرانيا، لافتاً إلى أن قوات بلاده "تحقق نجاحاً" من خلال التصدي للقوات الروسية.

وأضاف زيلينسكي في كلمة مصورة أن "القوات الأوكرانية تتقدم تدريجياً في منطقة خاركوف شرق العاصمة كييف، وتحرر أرضنا".

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إنها نجحت في صدّ هجوم روسي قرب مدينة توشكيفكا، فيما حققت القوات الروسية "نجاحاً جزئياً" في اتجاه مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية شرقي البلاد. 

وأضافت في بيان عبر حسابها في فيسبوك: "في اتجاه سيفيرودونيتسك، نفذ المحتلون الروس عمليات هجومية، لكنهم لم ينجحوا، أما في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة توشكيفكا، فقد نجح الجيش الأوكراني في صد هجوم روسي".

ويخوض الجنود الأوكرانيون في سيفيرودونيتسك واحدة من "أصعب المعارك" منذ بداية الحرب في 24 فبراير، بحسب الرئيس الأوكراني، الذي قال في تسجيل فيديو مساء الأربعاء إن المعارك الدائرة في المدينة الاستراتيجية ستحدد "مصير" منطقة دونباس.

وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية، قالت في وقت سابق الخميس، إن قواتها استعادت السيطرة على بعض الأراضي من القوات الروسية في الجزء الجنوبي الشرقي في عملية مضادة في مدينة خيرسون.

وأضافت في بيان عبر "تويتر"، أنها تحتاج من الغرب إلى "قاذفات صواريخ وصواريخ من أعيرة تختلف عن الصواريخ سوفييتية الصنع، والمئات من العربات المدرعة الإضافية، ومقاتلات وأنظمة دفاع صاروخي". 

وكشفت عن تسلمها 250 عربة مدرعة من طرازات مختلفة وآلاف القطع من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات وقاذفات القنابل من الدول الغربية.

"حرب بالوكالة"

في سياق موازٍ، قال الممثل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن الشحنات الغربية من الأسلحة الثقيلة التي تُسلّم إلى حكومة كييف تعد "تصعيداً واضحاً" للنزاع في أوكرانيا.

وأضاف: "هذا تصعيد واضح للنزاع. قد يجبر ذلك روسيا على اتخاذ قرار بنقل القوات الأوكرانية إلى حيث لا يمكنها الوصول إلى أراضي روسيا أو جمهوريات دونباس"، وفق ما أوردته وكالة "تاس".

وتابع: "أوكرانيا مجرد بيدق في لعبة جيوسياسية أكبر. هذه حرب بالوكالة من الغرب مع روسيا".

من جانبه، قال رئيس الوفد الروسي للمفاوضات بشأن الأمن العسكري وتحديد الأسلحة في فيينا كونستانتين جافريلوف لقناة "روسيا 24" الخميس، إن موسكو "سترد على الفور إذا تعرضت روسيا لهجوم بأنظمة أسلحة بعيدة المدى".

وأضاف: "نسلط الضوء بشكل خاص على تسليم مدافع هاوتزر بعيدة المدى، التي لا تهدد دونباس فحسب، بل روسيا أيضاً. إذا تعرض الاتحاد الروسي لهجوم بهذه الصواريخ بعيدة المدى فإن الرد سيكون فورياً".

وتأتي تلك التصريحات في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية إرسال مدافع هاوتزر بعيدة المدى إلى جانب أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات