
قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأحد، إن بلاده "جادة وعازمة"، على بحث جميع الملفات العالقة بين العراق والكويت، معلناً تشكيل لجنة سياسية عليا، للتفاوض بشأن هذه الملفات.
وأشار الكاظمي الذي يزور الكويت، في بيان إلى "استعداد الحكومة العراقية للتعاون، والعمل مع الحكومة الكويتية بما يجسد العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين".
وأشاد الكاظمي بـ"موقف دولة الكويت، في الوقوف إلى جانب الحكومة العراقية، ومساندتها في تحقيق تطلعاتها الاقتصادية، التي تتضمن تنفيذ الأهداف المنصوص عليها في الورقة البيضاء، وتحقيق الإصلاح في القطاعين العام والخاص، وتطوير القطاع المصرفي، فضلاً عن الربطين الاقتصادي والتجاري مع الدول المجاورة للعراق".
وأعرب عن تطلعه إلى "تضافر الجهود الحكومية بين العراق والكويت، لتحديد موعد عقد اجتماعات الدورة الثامنة للجنة الوزارية العليا العراقية-الكويتية المشتركة في العراق"، التي مضى أكثر من عامين على انعقاد دورتها الأخيرة السابعة، وعبّر الكاظمي عن "رغبة العراق في تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الزيارات الرسمية بين الجانبين".
وأكد الكاظمي أن "الحكومة جادة وعازمة، على بحث جميع الملفات العالقة بين العراق والكويت، إذ تم في هذا الصدد تشكيل اللجنة السياسية العليا، للتفاوض بشأن الملفات العالقة مع الكويت".
ومن أهم الملفات العالقة بين الكويت والعراق، قضية ترسيم الحدود البحرية، وملف الديون والتعويضات، والأسرى والمفقودين خلال حرب الخليج عام 1990، وميناء مبارك الكبير، الواقع أقصى شمال غربي الخليج.
تطلعات اقتصادية
من جهة أخرى، أعرب الكاظمي خلال لقائه عدداً من رجال الأعمال الكويتيين، عن تطلع بلاده لـ"إنشاء منطقة صناعية وتجارية مشتركة مع الكويت، لتطوير الشراكة الاقتصادية في هذا المجال".
وأشار إلى أن "التعاون العراقي-الكويتي في مجالي النفط والطاقة، هو محط اهتمام كبير من قبلنا، ونتطلع إلى تطوير هذه العلاقات عبر تشجيع الجانب الكويتي، للإسراع بتنفيذ ما يتعلق به من أعمال الربط الكهربائي الخليجي".
البحث عن الرفات
من جانبه، قدّم رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، شكره إلى "العراق، حكومةً وشعباً، لدورهم في البحث عن رفات المفقودين الكويتيين من ضحايا النظام البائد"، وفق قوله.
وأثنى على "الدور المميز لحكومة الكاظمي في المنطقة، وتقريب وجهات النظر، وهذا ما تحتاجه المنطقة في الوقت الحالي".
وأكد الصباح "أهمية الوقوف مع العراق، ولا سيما بعد حربه ضد تنظيم داعش، ودفاعه عن العالم والمنطقة في معركته التي قادها ضد الإرهاب".
وترأّس الكاظمي والشيخ صباح خالد الحمد الصباح، المباحثات الموسعة بين الوفدين العراقي والكويتي، إذ بحث الاجتماع مجمل الملفات لتعزيز التعاون بين البلدين، في قطاعات الاقتصاد، والصحة، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والنقل، وغيرها.
وفي الفترة الأخيرة، سلمت العراق رفات الكثير من الكويتيين المفقودين في حرب الخليج، وذلك بعدما تجاوزت بغداد صعوبات كثيرة للعثور عليها، من خلال اعتماد صور الأقمار الصناعية التي اشترتها لجنة الصليب الأحمر الدولية، وبدأت دراسات في السنوات السابقة، خصوصاً بين عامي 1990-1991 لتحديد مواقع الدفن، مستعينة بتقنيات خاصة لتحليل التربة.
قمة بغداد
وكان الكاظمي أعلن خلال لقائه أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، في وقت سابق الأحد، عن رغبة بغداد في مشاركة كويتية على أعلى المستويات، في قمة قادة دول الجوار العراقي والإقليمي التي تستضيفها بغداد نهاية الشهر الجاري.
من جهته، أكد الشيخ نواف الأحمد أن الكويت ستظل مسانداً للعراق وحكومته، في مواجهة الكثير من التحديات والمشاركة في تذليل العقبات، من أجل تعزيز أفضل العلاقات، بما يضمن مصالح شعبي البلدين.