
تأججت في الولايات المتحدة القضية التي نشرتها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" عن "دفع روسيا مكافآت لعناصر مرتبطة بحركة طالبان، لتقوم بمهاجمة جنود أميركيين في أفغانستان"، لتبلغ حدّ اتهام الرئيس دونالد ترامب بـ"عدم قراءة التقارير اليومية التي ترفعها إليه أجهزة المخابرات".
أكد البيت الأبيض أن "الرئيس يقرأ" تلك التقارير بانتظام، وهو "مطلع بشكل دائم ويبلّغ بقضايا الاستخبارات"، وفق ما أوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض الثلاثاء، مضيفة أن "الرئيس هو أكثر شخص مطلع على الأرض في شأن التهديدات التي نواجهها".
يأتي هذا التوضيح وسط معلومات تزعم أن ترامب يفضّل الاعتماد على وسائل إعلام محافظة للاطلاع على أبرز القضايا اليومية، لا على التقارير اليومية المرفوعة إليه، ولكنه يأتي أيضاً بعدما أكد البيت الأبيض قبل أيام - في معرض نفيه مقالتَي الصحيفتين الأميركيتين- أن ترامب لم يطلع على هذه القضية من أساسها.
وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني السبت، أن "الرئيس ترامب ونائبه مايك بنس لم يطلعا على المعلومات المزعومة، لأنه لم يكن هناك توافق في أوساط الاستخبارات على هذه المعلومات"، نافية بذلك ما ورد في مقال "نيويورك تايمز" أن ترامب تسلم منذ فبراير بلاغاً خطياً حول تلك المكافآت الروسية المزعومة لـ"طالبان".
قضية ما قبل الانتخابات
وأثار هذا النفي تساؤلات عن مدى اطلاع الرئيس الأميركي على ملفات حساسة، ليشكل فصلاً جديداً من فصول محاولة "محاصرة" ترامب قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها مع الديموقراطي جو بايدن.
وفي هذا السياق، جدّد أعضاء ديموقراطيون في الكونغرس المطالبة بأن يطلعوا مباشرة من قادة أجهزة الاستخبارات على توضيحات في شأن صحة قضية المكافآت الروسية، ما يدل على تشكيكهم في إفادات البيت الأبيض بشأنها على الرغم من الاجتماع الذي خُصص لهم الثلاثاء للتوضيح.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس آدم شيف: "أجده أمراً لا يمكن تفسيره أن الرئيس، في ضوء هذه المزاعم العلنية جداً، لم يخرج أمام الأميركيين ليقول لهم إنه سيفتح تحقيقاً لمعرفة إذا كان الروس يضعون مكافآت على رؤوس عسكريين أميركيين".
وردّ ترامب بموقف يصرّ على أن القضية "مجرد خدعة أخرى" مفبركة بهدف إيذائه وحزبه قبيل الانتخابات. وكتب في تغريدة على "تويتر"، أن "قصة المكافآت الروسية هي مجرد قصة أخرى من روايات الأخبار الكاذبة، التي تهدف فقط إلى إيذائي والحزب الجمهوري".
وأضاف أن "المصدر السري (الذي سرّب القصة المفترضة لنيويورك تايمز) على الأرجح غير موجود، تماماً مثل القصة نفسها". وتحدّى الصحيفة بالقول: "إذا كان لدى نيويورك تايمز -الفاقدة للصدقية- مصدر، فلتكشفه!".
وكان ترامب نفي في وقت سابق عبر "تويتر" علمه بتفاصيل القضية، إذ قال إن "أحداً لم يقدّم لي إيجازاً أو يبلغني، أو يبلغ نائب الرئيس مايك بنس أو رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، بشأن الهجمات المزعومة على جنودنا في أفغانستان من قبل الروس"، واصفاً صحيفة "نيويورك تايمز"بـ "الإعلام الكاذب".
وتابع أن "الجميع ينفون الأمر (روسيا وطالبان إضافة إلى إدارته).. لم نتعرّض لهجمات كثيرة، ولم تكن أي جهة أكثر تشدداً حيال روسيا من الإدارة الحالية".
وتأتي هذه القضية وسط مساعٍ يبذلها ترامب لسحب الجنود الأميركيين من أفغانستان وطيّ صفحة أطول حرب للولايات المتحدة.