الاتحاد الأوروبي يشترط تعهدات من تركيا لتعزيز التعاون معها

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بروكسل، مارس 2020 - AFP
رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بروكسل، مارس 2020 - AFP
بروكسل -أ ف ب

طلب الاتحاد الأوروبي من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، تعهدات بـ"حسن النية"، من أجل تعزيز العلاقات الصعبة بينهما، في وقت رحبت أنقرة بـ"النهج الإيجابي"، ورفضت الانتقادات بشأن شرق المتوسط. 

وجاء في بيان صدر عن زعماء الاتحاد الأوروبي، الخميس، خلال عقدهم قمة افتراضية، أن "الاتحاد الأوروبي على استعداد للتعامل مع تركيا بنهج تدريجي ومتناسب، من أجل تعزيز التعاون في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، واتخاذ المزيد من القرارات خلال اجتماع المجلس الأوروبي في يونيو، شرط الاستمرار في وقف التصعيد".

ويرغب الأوروبيون في تطبيع العلاقات مع تركيا بعد عام من التوترات، لكنهم سيعمدون إلى تحرك "تدريجي ومشروط ويمكن العودة عنه"، كما أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، في رسالة الدعوة إلى القمة الأوروبية.

من جهته، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس، عند وصوله القمة لتقديم تقرير يستعرض الخيارات المتاحة: "شهدنا تطورات إيجابية من تركيا، لكن الوضع لا يزال هشاً".

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الخميس، أمام نواب البرلمان الألماني: "لن تكون المناقشات سهلة، لكنني آمل أن نحقق نتيجة".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال محادثاته الثلاثاء والأربعاء في حلف شمال الأطلسي، أنه "لم يعد سراً على أحد أن لدينا خلافات مع تركيا".

لكن الأميركيين والأوروبيين على حد سواء، يرفضون قطع الجسور مع أنقرة. وذكر بلينكن أن "تركيا حليف قديم وقيم ولدينا مصلحة كبيرة في الحفاظ عليه ضمن حلف الأطلسي".

من جانبه، لخص رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الموقف الأوروبي، بالتشديد على "أهمية تجنب المبادرات التي تثير الانقسام وضرورة احترام حقوق الإنسان".

تحذيرات

وجاء قرار الرئيس التركي بالانسحاب من اتفاقية إسطنبول لمنع العنف ضد المرأة غداة محادثات مع شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، بمنزلة صفعة.

وحذر وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، من أن قرارات السلطات التركية الأخيرة "تزيد من مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن تراجع الحقوق الأساسية، وتقوّض مصداقية الالتزام بالإصلاح".

وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة "فرانس برس": "نلاحظ عدم وجود إشارات سلبية منذ بداية العام، لكن لا أحد ساذج لأن عدة عوامل تفسر هذا السلوك: تبدل الرئيس في الولايات المتحدة وهشاشة الاقتصاد التركي، وتداعيات عقوبات أوروبية محتملة".

وعلّق دبلوماسي آخر رفيع المستوى، أن "الحصيلة متفاوتة، لا يمكننا القول إن تركيا تسهل على الاتحاد الأوروبي الخوض في برنامج العمل الإيجابي الذي تحدثنا عنه. نحن في موقع ترقب".

وقال دبلوماسي آخر، إن مسودة الإعلانات الخاصة بالقمة نوقشت حتى اللحظة الأخيرة للتوصل إلى توافق، إذ اعتبرت قبرص واليونان أنها تتضمن "الكثير من الحوافز، لكن ليس ما يكفي من الشروط".

ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خيبة أمل لدى أردوغان، الذي قال إنه "ينتظر نتائج ملموسة" رداً على رغبته تطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

وقال الدبلوماسي: "سيكون هناك يقظة مشددة في الأشهر المقبلة لكي نحدد في يونيو ما إذا كانت الشروط متوافرة" لتطبيع العلاقات، مضيفاً: "إذا لوحظ تراجع، فسيكون الاتحاد الأوروبي قادراً على الدفاع عن مصالحه. الأدوات جاهزة".

تركيا ترفض الانتقادات

من جهتها، رحبت تركيا الخميس بجهود وبيانات الاتحاد الأوروبي الهادفة لتعزيز المناخ الإيجابي الذي
تبدى مؤخراً بين أنقرة والتكتل، لكنها رفضت انتقادات بشأن عملياتها في شرق البحر المتوسط، بعد تصاعد التوتر في المنطقة بسبب خلاف مع اليونان عضو الاتحاد.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، إنها "تأمل ألا يؤدي رهن الخطوات التي يعتزم الاتحاد اتخاذها بشروط، وتأجيل التنفيذ إلى قمة التكتل في يونيو المقبل، إلى ضياع الزخم الإيجابي". كما اتهمت الوزارة الاتحاد الأوروبي بـ"انتهاك القانون الدولي بوصفه العمليات التركية في شرق البحر المتوسط بأنها غير قانونية".

اقرأ أيضاً: