بعد 12 عاماً في السلطة.. هل وصل نتنياهو إلى نهاية الطريق؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  خلال مؤتمر صحافي في القدس - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس - REUTERS
القدس/دبي -الشرقرويترز

استحوذت أجواء الترقب على الساحة السياسية الإسرائيلية، الأحد، مع احتمال إعلان زعيم حزب"يمينا" نفتالي بينيت، موافقته على تشكيل حكومة ائتلافية مع رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، ما من شأنه إنهاء فترة حكم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، التي استمرت 12 عاماً.

وبعد أربعة انتخابات برلمانية غير حاسمة جرت في غضون عامين، ينتهي الأربعاء المقبل تفويض مدته 28 يوماً حصل عليه لابيد لتشكيل حكومة جديدة، إذ تعود فرصه في النجاح إلى حد كبير إلى السياسي بينيت "صانع الملوك"، الذي يستحوذ حزبه على 6 مقاعد في البرلمان.

ووفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن بينيت أبلغ لابيد بقراره الجمعة الماضي، واتفقا على أن بينيت سيخدم أولاً كرئيس للوزراء حتى سبتمبر 2023، وبعد ذلك سيتولى لابيد المنصب حتى تنتهي المدة في نوفمبر 2025، لكن مصادر في "يمينا"، قالت إنه "لا تزال هناك بعض الخلافات مع لابيد، ولا تزال عالقة دون حلّ".

ولفتت الصحيفة إلى أن "التوقيع على الصفقات الائتلافية النهائية، وتقديمها للكنيست سيتم الاثنين، في حين يمكن أن تتم مراسم أداء اليمين في وقت مبكر الأربعاء"، مشيرة إلى أنه من الناحية القانونية، بمجرد أن يخبر لابيد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بأنه يمكن أن يشكل حكومة، فإنه "يملك أسبوعاً حتى تصوّت الحكومة على كسب الثقة في الكنيست".

"حشد النواب"

وسيتعين على بينيت حشد نواب حزبه للانضمام إلى ما وصفه خصوم نتنياهو، بأنه "حكومة تغيير، تضم فصائل من اليسار والوسط واليمين".

ومع الافتقار لأغلبية برلمانية بعد انتخابات 23 مارس الماضي، قد يكون مثل هذا التجمع المتنوع "هشاً"، وسيحتاج دعماً خارجياً من أعضاء عرب في الكنيست تختلف آراؤهم السياسية اختلافاً حاداً عن توجهات "يمينا"، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".

والتزم بينيت الصمت العلني في الأيام الماضية، كما أجّج نتنياهو زعيم حزب "الليكود" التكهنات المتعلقة بنهاية عهده الوشيكة في تغريدة ومقطع فيديو مدته 3 دقائق، نُشر الجمعة، وكتب قائلاً: "تحذير حقيقي"، مشيراً إلى أن خطر احتمال تشكيل حكومة يسارية وارد".

وأضاف نتنياهو أن "مفاوضي الليكود ويمينا توصلوا إلى ما وصفه باتفاق بعيد المدى، لكن بينيت رفض التوقيع عليه. الاتفاق سيخلق ائتلافاً من 59 عضواً في الكنيست، أي أقل من المطلوب بعضوين"، ورفض بينيت تشكيل حكومة أقلية، في حين اتهم نتنياهو بينيت بـ"رفض حكومة يمينية والسعي بدلاً من ذلك لأن يصبح رئيساً للوزراء في حكومة يسار".

"لم تصبح حقيقة"

بينيت الذي شغل منصب وزير الدفاع سابقاً، عكس المسار من قبل فيما يتعلق بالإطاحة بنتنياهو، الذي تولى السلطة في ولايات متعاقبة منذ عام 2009، ويواجه حالياً محاكمة بتهم تتعلق بـ"الفساد"، وهو ما ينفيه.

وتردد على نطاق واسع التوصل إلى اتفاق مع لابيد، قبيل اندلاع الحرب على غزة مطلع الشهر الجاري والتي استمرت لمدة 11 يوماً، قبل التوصل إلى اتفاق وقف نار متزامن بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إذ قال بينيت حينها إنه "سيتخلى عن جهود تشكيل ائتلاف مع الوسط واليسار". ولكن مع صمود وقف النار المتزامن يمكن لشراكة لابيد وبينيت أن تعود لمسارها.

من جانبه، قال يوسي فيرتر، كاتب المقالات السياسية في صحيفة "هآرتس"، إن "حكومة التغيير المناهضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم تصبح حقيقة واقعة بعد". وأضاف: "من السابق لأوانه الاحتفال، كما أنه من المبكر جداً أيضاً إبداء الندم"، مشككاً في تحمّل نواب حزب "يمينا" الضغوط من اليمين بشأن اتفاق مع لابيد.

وإذا أخفق لابيد في إعلان تشكيل حكومة بحلول الأربعاء، فسيصبح إجراء انتخابات للمرة الخامسة منذ أبريل 2019، مرجحاً، وهو احتمال قال بينيت إنه "يريد تجنبه".