حضّ الرئيس شي جين بينغ المسؤولين الصينيين، على إيجاد صورة "جديرة بالثقة ومحبوبة ومحترمة" للبلاد.
واعتبرت وكالة "بلومبرغ" ذلك إشارة إلى أن بكين قد تتطلّع إلى تلطيف نهجها الدبلوماسي المتشدد.
وأضافت الوكالة أن شي جين بينغ ربما يعيد التفكير في استراتيجية التواصل التي يتبعها في العالم، في ما يعمل الرئيس الأميركي جو بايدن لتعزيز علاقات بلاده، بعدما أضعفتها سياسات "أميركا أولاً" التي انتهجها سلفه دونالد ترمب.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) عن شي جين بينغ قوله لقياديين بارزين في الحزب الشيوعي الصيني، إن على البلاد "تكوين صداقات على نطاق واسع، وتوحيد الأغلبية، وتوسيع دائرة الأصدقاء باستمرار، مع الذين يتفهّمون الصين ويحبّونها".
وتحدث الرئيس الصيني عن "لهجة" بكين في تواصلها مع العالم، داعياً إلى أن تكون "منفتحة وواثقة، ولكن أيضاً متواضعة".
"دبلوماسية دولة كبرى"
وأشارت "بلومبرغ"، إلى أن شي جين بينغ نحّى جانباً استراتيجية "الاختباء" التي اتبعها الحزب الشيوعي منذ عقود، وأرساها الزعيم الراحل دينغ شياو بينغ، وتستهدف الابتعاد عن الأضواء دولياً، لمصلحة "دبلوماسية دولة كبرى".
وذكرت الوكالة أن الصين ردّت بشكل متزايد، على الانتهاكات المتصوّرة لمصالحها الأساسية من دول أجنبية، من خلال تدابير تجارية، وفرض حظر على السفر واحتجاجات دبلوماسية، وهو نهج يُنتقد أحياناً، باعتباره دبلوماسية "الذئب المحارب" التي حُمّلت مسؤولية نكسات دبلوماسية مع شركاء، بدا أنهم منفتحون على توثيق علاقاتهم مع بكين، مثل الاتحاد الأوروبي والفلبين.
وقال وانغ يوي، مدير "معهد الشؤون الدولية" بجامعة رينمين، ودبلوماسي صيني سابق، إن الدبلوماسية الأكثر حزماً التي انتهجتها بكين، شكّلت رداً على غربيين، رأوا فيها تهديداً.
وأضاف: "صورة الصين في الغرب تدهورت منذ فيروس كورونا المستجد، وهذا يتطلّب تعاملاً جدياً. على العالم أن يقبل تعزيز الصين قوتها. سيكون ذلك النموّ الحقيقي للقوة".
وأشارت "بلومبرغ"، إلى وجوب الانتظار، لترقّب تأثير محتمل لهذا الأمر، في سياسات الصين بشأن نزاعات، مع دول مثل الولايات المتحدة أو أستراليا، علماً أن "مركز بيو للأبحاث" أفاد في أكتوبر الماضي، بأن مسحاً أعدّه في 14 دولة، أظهر أن الآراء إزاء الصين تحوّلت إلى سلبية بشكل حاد العام الماضي.
"تشويه صورة الصين"
واعتبر وانغ يوي أن تأكيد الصين على تفوّق الاشتراكية سبّب قلقاً في الغرب، كما أن السخرية من فشل دول أخرى في كبح كورونا، كان "مبالغاً فيه بعض الشيء".
وشمل النقاش بشأن التواصل مع العالم، محاضرة ألقاها تشانغ ويوي، وهو أستاذ في جامعة فودان، يروّج بقوة لتفوّق نموذج الحوكمة الصيني على الديمقراطيات الغربية.
وقال وانغ ون، وهو عميد "معهد تشونغيانغ للدراسات المالية" في جامعة رينمين، ومستشار للحكومة الصينية، إن هذه هي الجلسة الأولى في هذا الصدد، التي يعقدها المكتب السياسي للحزب الشيوعي، ويضمّ 25 عضواً.
وتابع أن بكين ستواصل الدفاع عن مصالحها في الخارج، وزاد: "يرى القادة الصينيون أن تشويه صورة الصين أدى إلى تأثيرات سلبية في مصالح أساسية. يأمل القادة أن يهتم كل مستوى في الحكومة، بالتواصل الدولي، ويؤدي دوراً فعالاً للتواصل دولياً".