"واشنطن بوست": أميركيون مدرجون بقائمة المراقبة الإرهابية شاركوا باقتحام الكابيتول

time reading iconدقائق القراءة - 5
عنصر من الحرس الوطني الأميركي خلال حراسة مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن، 14 يناير 2021 - REUTERS
عنصر من الحرس الوطني الأميركي خلال حراسة مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن، 14 يناير 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة على أدلة جمعها مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، أن عشرات الأشخاص المدرجين على القائمة الأميركية لمراقبة الإرهابيين، شاركوا في الاحتجاجات المؤيدة للرئيس دونالد ترمب، التي شهدتها العاصمة في 6 يناير، وتطورت إلى اقتحام مبنى الكابيتول.

وأشارت المصادر إلى أن غالبية هؤلاء الأفراد، يُشتبه في انتمائهم لجماعات متعصبة للعرق الأبيض،  إذ أثار سلوكهم في فترات سابقة الوكالات الأمنية الأميركية، ما دفعها إلى إدخال أسمائهم في قاعدة البيانات الوطنية الخاصة بمراقبة الإرهاب "TSDB "، والتي تضم مجموعة ضخمة من الأسماء باعتبارها تشكّل خطراً أمنياً محتملاً.

وأوضح مسؤولون حاليون وسابقون أن القوانين الأميركية لا تمنع الأشخاص المدرجين بقائمة مراقبة الإرهابيين من ارتياد أي أماكن عامة أو تجارية، في حين على العكس من ذلك، تمنع قائمة "حظر الطيران" المشتبه بهم في قضايا إرهاب من صعود الطائرات.

واعتبرت المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، أن تجمّع عدد كبير من أشخاص، يُفترض أنهم يخضعون للمراقبة، في مكان واحد، دون تدابير أمنية كافية، يُشكل مثالاً على الإخفاقات الاستخباراتية التي سبقت هجوم الأسبوع الماضي، الذي خلّف 5 وفيات، ودفع أعضاء مجلس النواب إلى الهرب للنجاة بحياتهم.

ويأتي التقرير في أعقاب تحقيق نشرته الصحيفة الأميركية قبل أيام، ويوضح بالتفصيل فشل مكتب التحقيقات الفيدرالي في التعامل الجاد مع تحذيرات استخباراتية سابقة، أشارت إلى رصد مناقشات عبر الإنترنت بشأن خطط مجموعات متعصبة لمهاجمة الكونغرس، والقيام بأعمال عنف تتضمن تحطيم الأبواب والنوافذ في مبنى الكابيتول، احتجاجاً على فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية. 

غير أن بعض المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة قالوا إنه "على الرغم من أن قائمة مراقبة الإرهابيين تضم مئات آلاف الأسماء، وتهدف إلى تحسين جمع المعلومات، ومشاركتها بين وكالات التحقيق، إلا أنها أبعد ما تكون عن كونها وسيلة مضمونة لكشف التهديدات في وقت مبكر".

وأشاروا إلى أن وضع اسم شخص ما على القائمة لا يعني أنه سيخضع للمراقبة طوال الوقت، أو حتى في معظم الأوقات، لكن القائمة، وفق قولهم، "يمكن أن تُنبه المؤسسات المعنية بالأمن، مثل حرس الحدود أو الشرطة المحلية، للانتباه من هؤلاء الأشخاص في حال مصادفتهم".

وذكرت "واشنطن بوست"، أن عملاء فيدراليين زاروا عدداً من الأميركيين المتعصبين المشتبه بهم، قبل تجمع أنصار ترمب أمام الكابيتول في 6 يناير، ونصحوهم بعدم السفر إلى العاصمة.

وفي حين امتثل الكثيرون، أكدت مصادر مطلعة على مجريات التحقيق، أن عشرات آخرين مدرجة أسماؤهم في قائمة مراقبة الإرهابيين، حضروا إلى مكان الاحتجاجات وشاركوا باقتحام الكابيتول.

وأنشأت الولايات المتحدة "قائمة مراقبة الإرهابيين" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، ويشرف عليها مركز فحص الإرهاب التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

وتُستخدم القائمة كأداة للتحقيق والإنذار المبكر، لكن الغرض الأساسي منها هو مساعدة مختلف الوكالات الحكومية على متابعة حركة الأفراد المشتبه بهم وأنشطتهم، وتحديد ما إذا كانت تُشكل مخاطر محتملة.

ويرجّح مسؤولون أميركيون أن يستغرق التحقيق في اقتحام مقرّ الكونغرس، أشهراً عدة، بعد توجيه اتهامات إلى أكثر من 170 شخصاً تورّطوا بالأمر.