حذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الجمعة، من أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا يضر بالأفارقة بشكل خاص من خلال مفاقمة انعدام الأمن الغذائي، وإثقال كاهل اقتصاد القارة بعبء كانت في غنى عنه.
وقالت يلين في حديثها من السنغال في مستهل جولة تشمل 3 دول إفريقية، إن إنهاء الحرب سيكون أفضل شيء لمساعدة الاقتصاد العالمي.
ولفتت إلى أن تقديرات وزارة الخزانة أشارت إلى أن سقف الأسعار على النفط الخام والمنتجات المكررة من موسكو الذي تبنته مجموعة السبع للحد من عائدات روسيا من شأنه توفير 6 مليارات دولار سنوياً لأكثر 17 دولة إفريقية استيراداً للنفط.
وأضافت أن بعض الدول الناشئة توفر مبالغ أكثر من خلال استخدام سقف الأسعار للتفاوض على تخفيضات أكبر مع روسيا، وأن وزارة الخزانة تشجع دولاً أخرى على فعل ذلك.
وفي 5 ديسمبر الماضي، فرضت مجموعة السبع وأستراليا سقف أسعار على النفط الروسي، وحظرت استخدام خدمات التأمين البحري والتمويل وغيرها من الخدمات المقدمة من الغرب للشحنات التي يزيد السعر فيها عن 60 دولاراً للبرميل.
ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ سقف آخر يستهدف المنتجات البترولية المكررة الروسية، مثل الديزل وزيت الوقود، في 5 فبراير.
وأشارت يلين إلى أن واشنطن قدمت مساعدات إغاثية وغذائية طارئة إلى إفريقيا، بنحو 13 مليار دولار العام الماضي، وأنها تؤسس حالياً شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة وإفريقيا لتلبية الاحتياجات الغذائية على المدى القصير لأكثر من 300 مليون إفريقي.
استراتيجية جديدة
ووفق بيان لوزارة الخزانة الأميركية، لفتت يلين إلى أنها التقت الشهر الماضي، رؤساء دول إفريقية بينهم الرئيس السنغالي ماكي سال، خلال قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا التي استضافها واشنطن.
وأضافت: "هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لمواجهة التحديات العديدة التي تواجه إفريقيا والعالم. لكننا نعتقد أن إفريقيا ستشكل مستقبل الاقتصاد العالمي. يمكن للازدهار الديمغرافي في إفريقيا أن يخلق فرصة اقتصادية هائلة. ويمكن لمواهبها ومواردها تنمية الصناعات العالمية ودفع الابتكار العالمي".
وتابعت: "نجاح إفريقيا سيعني نجاحنا جميعاً. والولايات المتحدة هنا كشريك لمساعدة إفريقيا على تحقيق إمكاناتها الاقتصادية الهائلة في الداخل، وتعزيز قيادتها المتنامية في الخارج".
وأشارت يلين إلى أن "الوعود المبشرة لإفريقيا هي سبب صياغة الولايات المتحدة لاستراتيجية جديدة تجاه إفريقيا جنوب الصحراء"، موضحة أن "هذه الاستراتيجية تسعى لتحديث علاقتنا من خلال التركيز على ما يمكننا القيام به معاً، بدلاً مما يمكننا فعله لبعضنا البعض".
وأوضحت أنها "علاقة تقوم على التعاون المتبادل والطموح الأكبر. وهذا هو السبب في أننا نبذل جهوداً جادة ومتضافرة لتعميق واستدامة المشاركة مع إفريقيا. في هذا العام الجديد، سيسافر الرئيس ونائبة الرئيس والعديد من وزراء الحكومة إلى عدد من البلدان الإفريقية".
وزادت: "مشاركتنا ليست لإبرام صفقات، أو للاستعراض، أو على المدى القصير. نحن هنا للعمل معاً كأصدقاء وشركاء على المدى الطويل، خلال لحظات التوتر وأوقات الفرص".
وأعلنت يلين أنها تعتزم خلال رحلتها نقل "رسالة الوعد والشراكة هذه مباشرة إلى شعوب السنغال وزامبيا وجنوب إفريقيا والقارة على نطاق أوسع".
ومضت قائلة: "سأبدأ بمناقشة الفرص الاقتصادية الهائلة لإفريقيا. وبعد ذلك، سأنتقل إلى شراكتنا بشأن الأولويات العالمية، بما في ذلك المناخ والصحة والنزاع. وأخيراً، سأناقش كيف يعتمد النجاح في كل هذه الأهداف على مؤسسات قوية ومنفتحة وخاضعة للمساءلة".
محاولات لتعزيز العلاقات
ويلين هي الأولى من بين عدد من كبار المسؤولين الأميركيين الذين يعتزمون زيارة إفريقيا هذا العام، بينهم الرئيس جو بايدن، مع سعى واشنطن إلى تعزيز العلاقات مع القارة وتوفير ثقل مقابل للثقل الذي تتمتع به الصين، التي جعلت قروضها العديد من الدول مثقلة بالديون.
وبدأت الوزيرة الأميركية رحلتها بعد أيام من جولة إفريقية لوزير الخارجية الصيني تشين جانج بدأها في 9 يناير وانتهت في 16 من الشهر نفسه، ضمت إثيوبيا والجابون وأنجولا وبنين ومصر ومقر الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.
وزيارة يلين إلى إفريقيا التي تستمر 11 يوماً تأتي بعد شهر تقريباً من اجتماع بايدن مع أكثر من 40 من قادة دول القارة في واشنطن، حيث أعلن الرئيس الأميركي التزامات استثمارية وصفقات بأكثر من 15 مليار دولار.
والثلاثاء، أكد مسؤول أميركي أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيزور بكين في أوائل فبراير.
وسيكون بلينكن أول وزير للخارجية الأميركية يزور الصين منذ أكتوبر 2018، حين أجرى سلفه مايك بومبيو المعروف بانتقاداته الحادة لبكين، توقفاً مقتضباً إثر محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في بيونج يانج.
اقرأ أيضاً: