بعد اتهامات الإضرار بالأطفال.. فيسبوك تبطئ طرح منتجات جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
شعار فيسبوك  - Getty Images
شعار فيسبوك - Getty Images
دبي-الشرق

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الأربعاء، أن شركة فيسبوك أبطأت طرح بعض المنتجات الجديدة لها، على خلفية تقارير تفيد بأن منصاتها للتواصل الاجتماعي تتسبب في أضرار خاصة للأطفال.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر، لم تكشف هوياتهم، أن الشركة أبطأت طرح المنتجات الجديدة في الأيام الماضية، وسط تقارير إعلامية وجلسات استماع في الكونجرس تتعلق بمجموعة من الوثائق الداخلية التي تظهر أضراراً من منصاتها.

وكانت جلسة استماع قد بدأت داخل مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، للموظفة السابقة في فيسبوك فرانسيس هوجين، والتي سربت مجموعة وثائق داخلية كشفت عن ممارسات قالت إنها "تعطي الأولوية للربح على أمان المستخدمين"، وممارسات أخرى "تشكل خيانة للديمقراطية".

 وركزت الجلسة برئاسة السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال على ممارسات حماية الأطفال على الإنترنت وخاصة في فيسبوك.

"مراجعات للسمعة"

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن مسؤولين تنفيذيين في شركة التواصل الاجتماعي علقوا أيضاً بعض الأعمال المرتبطة بالمنتجات الحالية، في حين يشارك أكثر من عشرة أشخاص في إجراء "مراجعات تتعلق بالسمعة" لفحص أسباب انتقاد فيسبوك، ولضمان عدم تأثير المنتجات سلباً في الأطفال.

وقال الرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرج في منشور الثلاثاء، إنه طلب من مسؤولي شركته "مراجعة دقيقة" لسير العمل في جميع جوانب الشركة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكتب: "لقد قضيت الكثير من الوقت أفكر في أنواع التجارب التي أريد أن يتمتع بها أطفالي والآخرين عبر الإنترنت، ومن المهم جداً بالنسبة لي أن يكون كل شيء نبنيه آمناً وجيداً للأطفال".

"إنستجرام كيدز"

يأتي ذلك في أعقاب إعلان فيسبوك الأسبوع الماضي "إيقافاً مؤقتاً" لخطط إنتاج "إنستجرام كيدز" بعد أن أعرب مشرعون وآخرون عن مخاوفهم بشأن تأثيرات منصة مشاركة الصور على الصحة العقلية للصغار. 

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادرها أن فيسبوك شدد القيود على المعلومات التي يتم مشاركتها داخلياً خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأشار بعض الأشخاص إلى أن "فريقاً داخل الشركة يفحص جميع الأبحاث الداخلية التي قد تضر بصورة فيسبوك إذا تم نشرها على الملأ".

وقال المتحدث باسم فيسبوك آندي ستون، إن الفريق يتطلع إلى فهم أعمال البحث الداخلي في الشركة بشكل أفضل والسياق الذي تم فيه ذلك، مضيفاً: "بالطبع، لدى المشرعين الكثير من الأسئلة ويريد فريقنا التأكد من أن لديهم معلومات دقيقة حول ما نقوم به".

وأكد بعض أعضاء مجلس الشيوخ أنهم سيكتبون رسائل إلى فيسبوك للمطالبة بمزيد من المعلومات، كما توقع أعضاء بالكونجرس  استدعاء المديرين التنفيذيين الآخرين لجلسات استماع إضافية بشأن هذه المسألة، وأنهم قد يستدعون وثائق من الشركة، وفقاً لـ "وول ستريت جورنال".

نفي زوكربيرج

ونفى زوكربيرج، الثلاثاء، أن يكون عملاق التواصل الاجتماعي يروج للحقد والانقسامات في المجتمعات، ويؤذي الأطفال ويحتاج إلى تنظيم، مشيراً إلى أن الاتهامات الموجهة لشركته بتغليب الربح المالي على السلامة هي "بكل بساطة غير صحيحة".

وتابع زوكربيرج في مذكرة طويلة إلى موظفيه نشرها على صفحته بفيسبوك: "الحجة القائلة بأننا نروج عمداً لمحتوى يجعل الناس غاضبين بهدف تحقيق ربح مادي هي أمر غير منطقي بتاتاً".

وذكر أن فيسبوك يجني المال من الإعلانات، وأن المعلنين يطالبونهم دائماً بعدم عرض إعلاناتهم بجانب محتوى ضار أو مثير للغضب، وأضاف: "لا أعرف أي شركة تكنولوجية تعمل على بناء منتجات تجعل الناس غاضبين أو مكتئبين، كل الحوافز الأخلاقية والتجارية والمنتجات تشير إلى الاتجاه المعاكس".

التأثير في الأطفال

زوكربيرج لفت إلى أنه ركز بشكل خاص على الأسئلة التي أثيرت بشأن عمل فيسبوك مع الأطفال، وأنه قضى الكثير من الوقت في التفكير بالتجارب التي يريد أن يخوضها أطفاله وغيرهم على الإنترنت.

وأوضح: "الحقيقة هي أن الشباب يستخدمون التكنولوجيا، لكن فكر في عدد الأطفال في سن المدرسة الذين لديهم هواتف بدلاً من تجاهل هذا، ويجب على شركات التكنولوجيا بناء تجارب تُلبي احتياجاتهم مع الحفاظ على سلامتهم أيضاً".

ونوه إلى أن شركته ملتزمة بشدة بالقيام بعمل رائد في تلبية احتياجات الأطفال، معتبراً أن "ماسنجر كيدز Messenger Kids معروف على نطاق واسع بأنه أفضل وأكثر أماناً من البدائل الموجودة".

جلسة استجواب

وأتى موقف زوكربيرج بعد جلسة عقدتها لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي، واستجوبت خلالها موظفة سابقة في فيسبوك سرّبت وثائق داخلية للشركة، واتهمت عملاق التواصل الاجتماعي بأنه يغذي الانقسامات، ويؤذي الأطفال، ويحتاج بشكل عاجل إلى التنظيم.

وأدلت فرانسيس هوجن بشهادتها في مبنى الكابيتول هيل بعدما سربت مجموعة من البحوث الداخلية إلى السلطات وإلى صحيفة "وول ستريت جورنال" تحذر من أن فيسبوك قد يكون مضراً بالصحة العقلية للمراهقين.

وتحدثت هوجن أمام أعضاء مجلس الشيوخ غداة مواجهة فيسبوك وتطبيقاته، واتساب وإنستجرام وماسنجر، عطلاً غير مسبوق استمر 7 ساعات تقريباً، وأثر في "مليارات المستخدمين"، وفقاً لموقع "داون ديتيكتور" المتخصّص برصد أعطال الخدمات الرقمية.

ويهدد نواب الكونجرس منذ سنوات بوضع أطر تنظيمية لفيسبوك والشبكات الاجتماعية الأخرى لمواجهة الانتقادات التي تواجهها شركات التكنولوجيا العملاقة في ما يتعلق بتجاهلها مسائل الخصوصية، وبأنها توفر منصات مثالية لنشر معلومات مضللة.

اقرأ أيضاً: