يتجه أرمين لاشيت إلى فقدان سطوته على المحافظين في ألمانيا، إذ إن تداعيات هزيمتهم الانتخابية الساحقة، الأحد الماضي، قد تتحوّل إلى صراع مفتوح على السلطة، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وافق لاشيت على التنحي عن رئاسة ولاية شمال الراين ـ فستفاليا، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في ألمانيا، مذعناً لضغوط مارسها نوابها. وواجه مقاومة لخطة تنصيب زعيم مؤقت لتكتل المحافظين في البرلمان، إذ رغب في تولّي المنصب لاحقاً، ولكنه نجح في صدّها الآن.
يكافح لاشيت للحفاظ على سلطته بعد أسوأ نتيجة انتخابية لحزبَي "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي" المحافظين. وفيما يواصل زعيم "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" السعي إلى تشكيل ائتلاف حكومي مع أحزاب أخرى، فإنه يتعرّض لضغوط متزايدة من حلفاء له ويفقد مجالاً للمناورة، بحسب "بلومبرغ".
وقد يؤدي فراغ السلطة في معسكر المحافظين إلى تعزيز موقف "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" في سعيه للتوصل إلى اتفاق لائتلاف حكومي مع حزبَي "الخضر" و"الديمقراطيين الأحرار"، علماً أن مناقشات أولية بدأت في هذا الصدد.
"شرعية أخلاقية لتشكيل حكومة"
وذكرت "بلومبرغ" أن ماركوس سودير، رئيس حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، قوّض مجدداً آمال لاشيت في انتزاع منصب المستشارية. وقال سودير، الذي تحدى لاشيت في انتخابات تمهيدية نُظمت في أبريل الماضي، إن الحزب الاشتراكي مُحقّ في إجراء مفاوضات لائتلاف حكومي مع حزبَي "الخضر" و"الديمقراطيين الأحرار"، بعد نيله غالبية المقاعد في البرلمان الألماني.
واعتبر أن ثمة "فرصة ضئيلة" لدى ائتلاف بديل يقوده المحافظون، إذا فشلت تلك المحادثات، وشدد على "أهمية قبول نتيجة الانتخابات واستحالة تفسير هذه النتيجة بأنها تتيح شرعية أخلاقية لتشكيل حكومة".
ورأى سودير أن لدى زعيم الاشتراكيين، أولاف شولتز، "أفضل الفرص بشكل واضح" لخلافة أنجيلا ميركل في منصب المستشار، كما هنأ شولتز بفوزه، وهذا ما اعتبرته "بلومبرغ" انتقاداً غير مباشر للاشيت الذي لم يفعل ذلك بعد.
وخلال اجتماع عُقد في مدينة دوسلدورف، الاثنين، أبلغ لاشيت مسؤولي حزبه أنه سيستقيل من منصب زعيم ولاية شمال الراين ـ فستفاليا،أواخر أكتوبر المقبل. كذلك وافق على أن يخلفه هندريك ويست، وزير النقل في الولاية، الذي كان لاشيت عارضه سابقاً، علماً أن الحزب الاشتراكي هزم "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" في الولاية خلال الانتخابات، في مؤشر مقلق قبل انتخابات إقليمية مرتقبة العام المقبل.
"لن نكون متملّقين"
وفيما كان يُتوقّع أن يتنحى لاشيت عن منصبه زعيماً لولايته، سعى إلى الاحتفاظ بمزيد من السيطرة على المرحلة الانتقالية بقوله ،الاثنين، إنه سيستمر في منصبه حتى أثناء محادثات محتملة لتشكيل ائتلاف حكومي.
وخلال اجتماع الثلاثاء لتكتل المحافظين في البرلمان الألماني، أراد رالف برينكهاوس في البداية إعادة انتخابه رئيساً للتكتل لمدة عام، لكن لاشيت سعى إلى إقناع النواب بأن التفويض يجب أن يكون محدوداً، إذ يريد الاحتفاظ بخيار تولّي المنصب، إذا فشل في محاولته لخلافة ميركل في المستشارية، وفق "بلومبرغ".
وأعلن الطرفان توصلهما إلى تسوية لتمديد ولاية برينكهاوس ستة أشهر، أقرّها 85% من النواب، علماً أن أحداً لم ينافس برينكهاوس الذي قال بعد الاجتماع: "هناك أشخاص كثيرون محبطون جداً في القاعة"، مضيفاً أن النقاش كان "جوهرياً".
وإذا فشل شولتز في التوصل إلى اتفاق على ائتلاف مع حزبَي "الخضر" و"الديمقراطيين الأحرار"، يمكن لحزبَي "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي" المحاولة في هذا الصدد.
ومع ذلك، قد يرغب الحزبان بأن يتولّى المستشارية شخص آخر غير لاشيت، وفي هذه الحالة يُعتبر سودير الأوفر حظاً. وقال الأخير، وهو رئيس وزراء بافاريا: "نحن منفتحون على المحادثات، ولكننا لن نكون متملّقين".
اقرأ أيضاً: