
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أوروبا ستواجه في الشتاء المقبل "مشكلات خطرة" بشأن إمدادات الغاز، مشيراً إلى أنها "تحصد ما زرعته"، بعدما فرضت عقوبات على موسكو إثر غزوها أوكرانيا، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى "استخدام كل أسلحته".
وجاء ذلك تزامناً، مع اتهامات وجهتها موسكو لواشنطن بأنها تدفع أوروبا إلى اتخاذ خطوة "انتحارية"، تتمثل في وقف تعاونها مع روسيا في قطاع الطاقة.
ووردت تصريحات أردوغان خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة، قبل توجّهه إلى البوسنة والهرسك، في إطار جولة في البلقان، تشمل أيضاً صربيا وكرواتيا، وفق ما ذكرت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.
وقال الرئيس التركي إن جولته تستهدف تعزيز سبل التعاون بين تركيا وتلك البلدان، كما سيبحث مع زعمائها سبل تعميق العلاقات وملفات إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.
وأضاف: "أعتقد أن أوروبا ستواجه هذا الشتاء مشكلات خطرة وحقيقية (بشأن إمدادات الغاز)، خلافاً لبلدنا الذي لا يعاني مثل هذه المشكلات".
وتابع أردوغان: "أوروبا تحصد ما زرعته، والعقوبات الأوروبية دفعت بوتين إلى التعامل بالمثل، سواء برغبته أم لا، واستخدام كل وسائله وأسلحته ضد أوروبا.. للأسف، الغاز الطبيعي أحدها".
وتتطابق تصريحات أردوغان مع تلك الصادرة عن موسكو، إذ إن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، حمّل "العقوبات المفروضة" على بلاده، مسؤولية توقّف شحنات الغاز الروسية إلى ألمانيا عبر خط "نورد ستريم 1".
ارتفاع أسعار الطاقة
وفي السياق، تسبّب ارتفاع أسعار الطاقة في العالم بعد غزو أوكرانيا، في أزمة اقتصادية بتركيا، إذ بلغ معدل التضخم السنوي 80%، فيما انهارت قيمة الليرة، وفقاً لـ"فرانس برس".
وتواجه أوروبا أسوأ أزمة في إمدادات الغاز بعد ارتفاع أسعار الطاقة، لدرجة أن المستوردين الألمان يناقشون احتمال تقنين الاستهلاك في أضخم اقتصاد بالاتحاد الأوروبي.
وتتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، روسيا بالابتزاز في قطاع الطاقة، بعدما خفّضت موسكو إمدادات الغاز لعملائها الأوروبيين. لكن موسكو تبرّر الأمر بمشكلات فنية في محطة ضغط، حالت العقوبات الغربية دون إصلاحها، كما أفادت وكالة "رويترز".
وسألت الوكالة الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عمّا يجب فعله من أجل استئناف ضخّ الغاز عبر "نورد ستريم 1"، فأجابت: "تسألونني أسئلة حتى الأطفال يعرفون الإجابة عنها: مَن بدأوا هذا الأمر عليهم إنهاؤه".
وأضافت أن الولايات المتحدة سعت منذ فترة طويلة إلى قطع علاقات الطاقة بين روسيا والقوى الأوروبية الكبرى، مثل ألمانيا، رغم أن موسكو كانت مورّداً للطاقة يمكن التعويل عليه منذ الحقبة السوفيتية. وتابعت: "إنه انتحار، ولكن على (الأوروبيين) كما يبدو اجتياز ذلك".
أردوغان واليونان
على صعيد آخر، كرّر الرئيس التركي انتقاده اليونان، بشأن ما تعتبره أنقرة "تحرّشاً" بمقاتلاتها في بحر إيجة، قائلاً: "ما زلنا نشعر بحساسية من تحرّش اليونان بالمقاتلات التركية، وأثينا بدأت تضبط نفسها بعدما أدركت ذلك".
وأشار إلى أن وزارة الدفاع التركية تتواصل مع قيادة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، لبحث المضايقات اليونانية للمقاتلات التركية. وأضاف: "أعتقد أن اليونان ستفكّر ملياً قبل أن تقرّر ماهية علاقاتها مع تركيا، وأقول مجدداً يمكن أن نأتي بغتةً ذات ليلة".
اقرأ أيضاً: