واشنطن تضع "التدريب" و"نشر الصواريخ" على طاولة البحث مع موسكو

time reading iconدقائق القراءة - 7
علما روسيا والولايات المتحدة بالقرب من مصنع في مدينة لينينجراد - 27 مارس 2019 - REUTERS
علما روسيا والولايات المتحدة بالقرب من مصنع في مدينة لينينجراد - 27 مارس 2019 - REUTERS
واشنطن، دبي -الشرق

أعلن مسؤول كبير بالبيت الأبيض، السبت، استعداد الولايات المتحدة للتباحث مع روسيا بشأن ترتيبات تخص الصواريخ والتدريبات العسكرية للبلدين، خلال المحادثات الثنائيّة التي رجّح انطلاقها مساء الأحد في جنيف.

ومن المقرر أن يجتمع دبلوماسيون أميركيون وروس في سويسرا، لمحاولة نزع فتيل التوتر حول أوكرانيا، في ظل اتهامات توجهها الولايات المتحدة وأوروبا إلى موسكو بـ"التحضير لغزو جديد" لأوكرانيا.

وقال المسؤول الأميركي خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: "هناك بعض المجالات (...) التي نعتقد أنه من الممكن إحراز تقدم فيها"، شرط أن تكون التعهدات "متبادلة".

وأضاف المسؤول الكبير الذي طلب عدم ذكر اسمه: "قالت روسيا إنها تشعر بالتهديد من احتمال نشر أنظمة صواريخ هجومية في أوكرانيا... ليس لدى الولايات المتحدة أي نية للقيام بذلك. هذا مجال يمكن أن نتوصل إلى اتفاق بشأنه إذا وافقت روسيا على تقديم التزام متبادل". 

وأشار إلى أن موسكو "أعربت أيضاً عن اهتمامها بمناقشة مستقبل أنظمة صواريخ معينة في أوروبا، وفق مبادئ معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى... ونحن منفتحون على النقاش" في هذا الشأن. 

وأكد المسؤول أن واشنطن مستعدة لمناقشة "إمكان فرض قيود متبادلة على حجم ونطاق" التدريبات العسكرية التي تجريها روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

لكنه تدارك بالقول: "لن نعرف حتى نبدأ هذه المحادثات مساء غد، ما إذا كانت روسيا مستعدة للمناقشة بجدية وبحسن نية"، مضيفاً أن الروس والأميركيين "سيجرون على الأرجح محادثة أولى مساء الأحد" قبل "الاجتماع الرئيسي الاثنين".

وتابع المصدر: "ننظر إلى هذه المناقشات بواقعية وليس بتفاؤل"، مشيراً إلى أنها ستكون "استطلاعية"، ولن تؤدي إلى تعهدات نهائية.

وختم بالقول: "لن أفاجأ إذا بدأت وسائل الإعلام الروسية بالإبلاغ، ربما حتى أثناء إجراء المحادثات، أن الولايات المتحدة قدمت جميع أنواع التنازلات لروسيا. ستكون تلك محاولة متعمدة لإحداث انقسامات بين الحلفاء عبر التلاعب".

أجندة المباحثات

في سياق متصل، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن أشخاص مطلعين على خطط الإدارة، قولهم، إن المفاوضين الأميركيين يعتزمون الذهاب لمقابلة نظرائهم الروس، الاثنين، بمقترحات لمناقشة نشر الصواريخ ونطاق التدريبات العسكرية في أوروبا.

وقال مسؤول حكومي أميركي متخصص في الشؤون الروسية طلب عدم الكشف عن هويته: "بالطريقة التي يفكر بها الروس، هناك قناة واحدة فقط مهمة بالنسبة لهم وهي الحلول الثنائية. باقي الأمور من وجهة نظرهم مجرد ديكورات".

وأعرب المسؤول عن اعتقاده بأن "الروس ما زالوا مهتمين بإجراء حوار حقيقي ويريدون معرفة ما إذا كانت واشنطن مستعدة لمناقشة أي نوع من الالتزام الذي يقيد القوة الأميركية، والذي قد يشمل على سبيل المثال وضع قيود على نشر الصواريخ الأميركية في أجزاء من أوروبا يمكن أن تهدد موسكو".

وتابع المسؤول: "الروس ينتظرون ليروا ما سوف نطرحه، وسوف يعودون به ويقررون هل هذا جاد؟ هل هذا شيء يمكننا بيعه باعتباره انتصاراً كبيراً في ما بتعلق بالأمن، أم أنه، من وجهة نظرهم، مجرد محاولة أخرى لإيقافنا وعدم إعطائنا أي شيء؟".

وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يسعى لاختبار ما إذا كانت موسكو جادة بشأن إنهاء الأزمة الأوكرانية من خلال الجهود الدبلوماسية، أو أنها ستطرح "مطالب غير قابلة للتطبيق كوسيلة للتأخير أو ذريعة لغزو جديد".

ويرأس الوفد الأميركي في المحادثات الثنائية بجنيف، نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، بينما يقود الوفد الروسي نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف.

تنسيق أميركي أوروبي 

إلى ذلك، قالت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، في بيان، إن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بحث مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "الحشد العسكري الروسي" حول أوكرانيا، وشارك "تقييمه للوضع بعد زيارته لأوكرانيا، بما في ذلك خط التماس".

وأضاف البيان، أن المسؤولين أكدا مجدداً دعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "لسيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها"، وعلى ضرورة أن "توقف روسيا التصعيد"، وتعمل على "تنفيذ اتفاقيات مينسك بالكامل". 

وشدد الجانبان على أن "أي عدوان عسكري آخر ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وتكاليف قاسية"، وفق البيان.

كما ناقش بلينكن وبوريل المشاركات الدبلوماسية الثنائية ومتعددة الأطراف عقب المقترحات التي قدمها الاتحاد الروسي في ما يتعلق بآراء روسيا حول الترتيبات الأمنية في أوروبا.

وأكدا بحسب البيان "على الشراكة الدائمة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والالتزامات المشتركة بالأمن عبر المحيط الأطلسي ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة".

وفي وقت لاحق، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه "سنواصل ضمان التنسيق الأوروبي الأميركي بشأن أوكرانيا".

وأضاف في تغريدة عبر "تويتر": "ناقشت مع وزير الخارجية (الأميركي)، أنتوني بلينكن الحشد العسكري الروسي حول أوكرانيا، وحاجة روسيا إلى التهدئة والمشاركة في الجهود الدبلوماسية بشأن المنظومة الأمنية الأوروبية".

من جانبه، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن "الولايات المتحدة كانت واضحة مع روسيا بشأن العواقب الوخيمة التي ستواجهها، إذا اجتاحت أوكرانيا بما في ذلك الإجراءات الاقتصادية التي لم نستخدمها من قبل". 

وأضاف برايس في تغريدة على "تويتر": "هذ الوضوح انعكس من قبل مجموعة السبع، أكبر اقتصادات العالم، والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي".

وتأتي المحادثات بينما تواصل موسكو حشد القوات والعتاد على الحدود مع أوكرانيا، وتهدد باتخاذ إجراءات عسكرية، إذا فشلت واشنطن وحلفاؤها في معالجة مخاوف الكرملين الأمنية.

وسيعقب محادثات جنيف اجتماع خاص لمجلس الناتو، وروسيا في بروكسل، الأربعاء، وجلسة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا، الخميس، وهي فرص للولايات المتحدة لإشراك روسيا مع حلفائها وشركاء.

وتشمل قائمتين من المطالب الروسية قدمتهما موسكو إلى الولايات المتحدة والناتو الشهر الماضي، حظراً على انضمام أوكرانيا ودول سوفييتية سابقة أخرى إلى التحالف العسكري الغربي، وحظر نشر أي صواريخ قريبة بما يكفي لضرب روسيا، واستخدام الكرملين حق الفيتو حول المكان الذي يمكن أن تتمركز فيه قوات الناتو أو أي أسلحة لدى جميع جيرانها الشرقيين تقريباً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات