أثار قرار الإدارة الأميركية إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا لمساعدتها في الحرب ضد روسيا، جدلاً داخل الحزب الديمقراطي، خصوصاً مع إنفاق واشنطن ملايين الدولارات لمساعدة دول أخرى على تنظيف مخلفات هذه القنابل.
وأفاد تقرير لموقع "أكسيوس"، الأربعاء، بأن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، بالموافقة على تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية، وهو سلاح محظور على نطاق واسع، تسبب بمخاوف إنسانية، حتى لدى بعض أعضاء الحزب الديمقراطي.
وقال النائب الديمقراطي عن تكساس خواكين كاسترو، والذي يشغل منصب عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن هناك الكثير من "عدم الاتساق" في قرار إرسال هذا النوع من الأسلحة إلى أوكرانيا.
وأضاف كاسترو للموقع: "أعتقد أن الحقيقة المتمثلة في أنه سيتعين علينا إنفاق الملايين والملايين من الدولارات بعد 50 عاماً، لمحاولة التخلص من الأضرار، يجب أن تكون درساً كافياً لنا لمنع هذا النوع من الأسلحة".
وأنفقت الولايات المتحدة منذ عام 1993 أكثر من 4.6 مليار دولار، لمساعدة دول أخرى على إزالة الألغام الأرضية، وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، بما فيها القنابل العنقودية، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.
كما أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 376 مليون دولار، على دعم أنشطة تدمير الأسلحة التقليدية في أكثر من 65 دولة ومنطقة خلال العام المالي 2022 فقط.
وألقت الولايات المتحدة ما يقرب من 270 مليون قنبلة عنقودية على لاوس خلال حرب فيتنام، نحو ثلثها لم ينفجر. وأمضت واشنطن عقوداً في المساعدة على تمويل عمليات الإزالة، بحسب الموقع.
وقالت بيتي ماكولوم، النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا في بيان عارضت فيه قرار بايدن، إن القنابل العنقودية لا تخلّف سوى "البؤس، والموت، وعمليات الإزالة الباهظة التي تستمر لأجيال بعد استخدامها".
ضحايا لاوس
وأضافت ماكولوم أن الولايات المتحدة تنفق عشرات الملايين من الدولارات سنوياً لإزالة قنابل عنقودية من لاوس، تستمر في قتل وتشويه المدنيين.
وتسقط القنابل العنقودية في كثير من الأحيان خارج النطاق المستهدف، وأن ما يصل إلى 40% منها لا ينفجر عند الاصطدام بالهدف، ما يعني أنها قد تتسبب في إصابة أو قتل المدنيين بعد فترة طويلة من انتهاء الصراع. وتحظر أكثر من 120 دولة هذا السلاح بموجب اتفاقية الذخائر العنقودية.
ولكن إدارة بايدن تقول إن نسبة عدم انفجار القنابل العنقودية التي سترسلها إلى أوكرانيا، لا تتجاوز 2.35%.
زيادة التمويل؟
ونقل "أكسيوس" عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن الولايات المتحدة تعهدت، في وقت سابق، بتقديم 91.5 مليون دولار للمساعدة في مواجهة التحديات الإنسانية الملحة التي تشكلها مخلفات الحرب المتفجرة الناجمة عن الغزو الروسي.
وذكر الموقع أن الخارجية والبيت الأبيض لم يردا على أسئلة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتعهد بزيادة تمويل إزالة القنابل غير المنفجرة بعد قرار بايدن.
ولفت مايكل تيري، المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الأميركية، في تصريح للموقع، إلى أن "ذلك سيكون أحد أكبر التحديات المتعلقة بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة منذ الحرب العالمية الثانية".