روسيا وأوكرانيا تحشدان قواتهما استعداداً لـ"معركة الشرق"

time reading iconدقائق القراءة - 4
جنود من القوات الموالية لروسيا يقودون دبابات في الطريق إلى ماريوبل جنوب شرق أوكرانيا، 17 أبريل 2022 - REUTERS
جنود من القوات الموالية لروسيا يقودون دبابات في الطريق إلى ماريوبل جنوب شرق أوكرانيا، 17 أبريل 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

تحشد كل من روسيا وأوكرانيا قواتهما استعداداً لمعركة كبرى في شرق أوكرانيا، حيث تسيطر القوات الموالية لروسيا على مناطق شاسعة فيها.

ويمهد الانتشار العسكري الروسي الواسع في شرق أوكرانيا وما حولها، لمرحلة جديدة من الحرب، من المرجح أن تكون مختلفة تماماً عن القتال الذي اتسم به الغزو الروسي لأوكرانيا خلال الشهرين الماضيين، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وستقاتل القوات الروسية هذه المرة على مقربة من قواعدها في غرب البلاد، ما يمنحها خطوط إمداد أقصر، كما أن أراضي شرق أوكرانيا يعرفها القادة الروس بشكل أفضل.

وخلال الأسابيع الأولى من الحرب، تمكنت أوكرانيا من وقف التقدم الروسي نحو كييف وفي أجزاء أخرى من شمال البلاد، باستخدام وحدات صغيرة مسلحة بأسلحة مضادة للدبابات لنصب كمائن للمدرعات الروسية التي اصطفت على الطرق، ولكن "معركة الشرق" من المرجح أن تكون تقليدية أكثر في المواجهة.

"تدمير دونباس"

تأتي هذه التحركات في وقت اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بالرغبة في "تدمير" منطقة دونباس (شرق) تماماً، فيما تعهّد ببذل كل ما في وسعه للدفاع عنها بدءاً بمدينة ماريوبْل الساحلية الاستراتيجية، حيث طلب من الجنود المحاصرين القتال "حتى النهاية".

وقال زيلينسكي، الاثنين، في رسالة بالفيديو: "الجنود الروس يستعدون لشن هجوم في شرق بلادنا في مستقبل قريب. إنهم يريدون حرفياً القضاء على دونباس وتدميرها". وأضاف: "مثلما يدمر الجنود الروس ماريوبْل، فإنهم يريدون تدمير مدن أخرى ومجتمعات أخرى في منطقتي دونيتسك ولوغانسك".

وأضاف موجهاً حديثه إلى مواطنيه: "لا تتعاونوا مع المحتلين، يجب أن تصمدوا أمامهم"، فيما ردّد على مسامع الغربيين أن "الحاجة إلى فرض حظر على شحنات النفط من روسيا، تفرض نفسها كل يوم".

وسيشكل استيلاء روسيا على مدينة ماريوبْل انتصاراً مهماً لموسكو، لأنه سيسمح لها بتعزيز مكاسبها في المنطقة الساحلية المطلة على بحر آزوف، من خلال ربط منطقة دونباس التي يسيطر موالون لها على جزء منها، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

"حرب جديدة"

والأسبوع الماضي، قال زيلينسكي إن القوات الروسية "تغير استراتيجيتها. إنهم يعززون قواهم للدفع بقوة أكبر" في الشرق.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن الجنرال الأميركي المتقاعد بن هودجز القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا: "يمكن القول تقريباً بأنا سنشهد حرباً جديدة بشكل كامل الآن"، فيما يتوقع معركة "هجوم كلاسيكي وقوة نيران ثقيلة".

ويقول مسؤولون وخبراء عسكريون غربيون، إن الهدف الروسي الرئيسي هو محاولة عزل بعض من أفضل القوات الأوكرانية، المتمركزة قبالة المناطق التي تحتلها روسيا في منطقة دونباس.

ولهذا الغرض، كانت القوات الروسية تتحرك جنوباً من المنطقة القريبة من خاركوف ومن المتوقع أيضاً أن تتقدم شمالاً من ماريوبْل، إذا أكملوا سيطرتهم على تلك المدينة الساحلية على بحر آزوف، بحسب الصحيفة.

في المقابل، تعمل القوات الأوكرانية على إحباط التقدم الروسي من الشمال، واستهدفت القوات الروسية مراراً في محيط مدينة إزيوم (شرق)، وتحاول بكل قوتها وبيأس التمسك بماريوبل، حتى مع تضاؤل إمداداتها من الذخيرة والمواد الغذائية.

وإذا سيطرت روسيا على شرق أوكرانيا، فقد تحاول تكثيف الضغط باتجاه الغرب مجدداً. والسيطرة على أوديسا، آخر ميناء على البحر الأسود تحت إدارة حكومة كييف، ما سيحول أوكرانيا إلى دولة غير ساحلية. ويمكن أن تحاول القوات الروسية أيضاً الاستيلاء على دنيبرو، المدينة الجنوبية الشرقية على نهر دنيبر، لشن هجوم جديد على كييف.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات