لافروف: الموقف العربي من الأزمة الأوكرانية "متزن وموضوعي"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يستقبل وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف في الجزائر - 10 مايو 2022 - facebook.com/AlgerianPresidency
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يستقبل وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف في الجزائر - 10 مايو 2022 - facebook.com/AlgerianPresidency
دبي-الشرق

أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف الثلاثاء، عن تقديره للموقف العربي الموحد من الأزمة الأوكرانية، واصفاً إياه بأنه "متزن وموضوعي"، مضيفاً أن بلاده حريصة على "توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري والتقني" مع الجزائر.

وقال الوزير الروسي، في مؤتمر صحافي من مقر رئاسة الجمهورية الجزائرية، بعد لقاء الرئيس عبد المجيد تبون، إنه أطلع الرئيس الجزائري على آخر مستجدات "العملية الروسية الخاصة" في إقليم دونباس" بشرق أوكرانيا، والتي قال إن روسيا تشنها بـ"التعاون مع قوات الإقليم".

وأشاد لافروف بـ"موقف الجزائر الموضوعي" بشأن الحرب في أوكرانيا، وقدّم الشكر للجزائر على "تفهمها لمجموع القضايا المرتبطة بهذه الأزمة وما يحيط بها".

وذكر لافروف أن "الرئيس فلاديمير بوتين يأمل بعقد لقاء شخصي مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون"، مشيراً إلى أنه "يدعوه لزيارة روسيا".

ورداً على سؤال بشأن إمدادات الغاز الجزائري إلى أوروبا، قال لافروف إن بلاده "تقف مع الجزائر بشكل موحد في منتدى الدول المصدرة للغاز، للوفاء بالاتفاقيات السابقة، وهذا ما سيكون عليه الحال في المستقبل". 

ووصل لافروف إلى الجزائر مساء الاثنين في زيارة غير معلنة، إذ لم تعلن الخارجية الروسية ولا الجزائرية عن الزيارة من قبل، كما أن أجندة لافروف لهذا الأسبوع لم تتضمن أي زيارة للجزائر ولا لأي بلد آخر في منطقة المغرب العربي، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".

ولكن رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الروسية بمجلس النواب الجزائري عبد السلام باشاغا، قال لـ"الشرق"، الاثنين، إن لافروف سيزور الجزائر لبحث "العلاقات الثنائية الاستراتيجية والمستجدات الدولية والإقليمية".

وتعود آخر زيارة لوزير الخارجية الروسي للجزائر إلى يناير 2019، أي قبل أكثر من شهرين من استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، تحت ضغط احتجاجات شعبية غير مسبوقة.

توسيع التعاون مع الجزائر

وفي سياق آخر أعرب لافروف، عن الارتياح الروسي إزاء تطور العلاقات بين روسيا والجزائر، وقال إن حجم التبادل التجاري بينهما وصل إلى 3 مليارات دولار وأن هناك فرصاً "لآفاق أوسع من ذلك".

وتابع أن الشركات الروسية مهتمة بتطوير علاقات التعاون مع الشركاء الجزائريين، مضيفاً أنه ناقش التعاون في المجال العسكري والفني والتنسيق اللاحق في هذه المجالات مع الرئيس تبون، مضيفاً: "نقدر عالياً في موسكو الثقة الجزائرية في التعاون في هذا المجالات".

والتقى لافروف، نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، الثلاثاء، وقال إن بلاده حريصة على مواصلة "اتصالاتها الوثيقة" مع الجزائر، و"توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري والتقني" بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان إن لافروف عبّر لنظيره الجزائري رمطان لعمامرة، عن سروره بتواجده في الجزائر لمواصلة "اتصالاتنا الوثيقة بشأن القضايا الرئيسية على جدول الأعمال الثنائي والحوار الإقليمي الدولي".

وقال لافروف بحسب البيان، إن العام الجاري "مليء بالذكريات السنوية، بما في ذلك الذكرى الستون لاستقلال الجزائر، والذكرى الستون لإقامة علاقات دبلوماسية بين بلدينا".

وشدّد لافروف، على أن بلاده عملت بنشاط على تطوير الحوار السياسي مع الجزائر، و"توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري والتقني والعلاقات التعليمية الإنسانية والثقافية، في الامتثال الكامل للمبادئ المنصوص عليها في عام 2001، في الإعلان الثنائي بشأن الشراكة الاستراتيجية".

وقال الوزير الروسي، إنه "بالنظر إلى التطور السريع للعلاقات الودية والوثيقة في جميع المجالات، فإن بلاده دعمت أصدقائنا الجزائريين لإعداد وثيقة استراتيجية حكومية دولية جديدة، تعكس الجودة الجديدة للشراكة الثنائية".

وزار لافروف، مقام الشهيد في الجزائر العاصمة، إحياءً للذكرى الـ 60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ووضع إكليلاً من الزهور في مقام الشهداء، تكريماً لضحايا حرب التحرير بحسب ما ذكرت قناة"الجزائر الدولية" الرسمية.

شراكة استراتيجية ووساطة بحرب أوكرانيا

وقال عبد السلام باشاغا رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الروسية بمجلس النواب الجزائري، في تصريحات لـ"الشرق"، إن الزيارة الروسية تأتي بهدف تعميق الشراكة الاستراتيجية وتأكيد متانة العلاقات الجزائرية الروسية التي تمتد 60 عاماً.

مشيراً في السياق ذاته إلى أن الزيارة التي تأتي في وقت تتواصل فيه الأزمة الأوكرانية، ستكون فرصة للجزائر للتأكيد على موقفها الداعي "لإيجاد حل سياسي للصراع الدائر".

وتطرح الجزائر، التي تعد عضواً في المجموعة التي شكلتها الجامعة العربية للوساطة في الأزمة الأوكرانية، نفسها كبلد محايد يقف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة.

في منتصف الشهر الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية مع الرئيس الجزائري تم التطرق خلالها إلى الوضع في أوكرانيا، وجرى الاتفاق على "تفعيل اتصالات على مختلف المستويات".

وتناولت المكالمة "بحث قضايا المنطقة، وتم التعبير فيها عن القلق من تفاقم الوضع المتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تم التأكيد على أهمية تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط".

كما أكد الرئيسان خلال الاتصال نيتهما مواصلة التنسيق الثنائي في إطار صيغة "أوبك+" وفي إطار منتدى الدول المصدرة للغاز من أجل ضمان الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات