تحذير أميركي من قدرة "داعش خراسان" على مهاجمة الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة لتفجير مسجد شيعي أودى بعشرات الضحايا في قندوز بأفغانستان، 8 أكتوبر 2021 - REUTERS
صورة لتفجير مسجد شيعي أودى بعشرات الضحايا في قندوز بأفغانستان، 8 أكتوبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

حذّر مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الثلاثاء، من أن تنظيمي "داعش خراسان" و"القاعدة" في أفغانستان يعتزمان تنفيذ هجمات خارجية، واستهداف الولايات المتحدة "خلال 6 أشهر". 

وقال وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية كولين كال للكونجرس، إن "أوساط الاستخبارات الأميركية تُقدر أن تنظيم داعش في أفغانستان قد تصبح لديه القدرة على مهاجمة الولايات المتحدة خلال 6 أشهر على أقرب تقدير وأن لديه النية للقيام بذلك"، حسب ما نقلت وكالة "رويترز".

وأضاف كال أنه لم "يتحدد" بعد ما إذا كانت حركة طالبان، التي تناصب تنظيم داعش العداء، لديها القدرة على قتال التنظيم بشكل فعال بعد انسحاب الولايات المتحدة في أغسطس.

 450 أميركياً

وخلال الإدلاء بإفادته بشأن الأمن أفغانستان أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، قال كال إن ما يقرب من 450 أميركاً، لا يزالون عالقين في أفغانستان بعد انسحاب الجيش الأميركي في أغسطس، وهو عدد أكبر مما أعلنته إدارة الرئيس جو بايدن في وقت سابق، حسب ما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية.

وأضاف: "فيما يتعلق بعدد المواطنين الأميركيين الذين نقدر أنهم موجون حالياً في أفغانستان، فإن وزارة الخارجية على اتصال بـ196 مواطناً أميركياً على استعداد للمغادرة، ويجري اتخاذ ترتيبات لازمة لهم للقيام بذلك، إما عن طريق الجو أو البر، وتم الاتصال بـ243 مواطناً أميركياً غير مستعدين للمغادرة، إما لأنهم يريدون البقاء في أفغانستان، أو لأنهم ليسوا مستعدين".

وأشار إلى أن العدد كان 240 مواطناً أمريكياً، و157 مقيماً بشكل دائم وقانوني، لكن هذه الأرقام ترتفع إلى 314 و266 على التوالي، عند الأخذ في الاعتبار أولئك الذين خرجوا عبر وسائل بديلة، مثل الطائرات الخاصة، وليس من خلال الحكومة الأميركية.

يأتي ذلك، بعد أن أشار العضو البارز في اللجنة، السناتور الجمهوري من ولاية أوكلاهوما جيم إينهوف، إلى ما يعتقد أنه أرقاماً متناقضة، أو على الأقل "مربكة"، قدمتها الإدارة منذ الانسحاب في 31 أغسطس.

تهديد سيطرة طالبان

في سياق متصل، حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" من أن أعمال العنف التي يرتكبها تنظيم "داعش خراسان"، تقوّض ثقة الأفغان في طالبان وتهدد سيطرتها على البلاد، فبعد شهرين من استيلاء الحركة المتشددة على السلطة، "لا يزال العنف والموت والخوف تلاحق أفغانستان". 

وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير الثلاثاء، إنه "بعد انسحاب القوات الأميركية، فإن الحكام الجدد في كابول معرضون للخطر من جراء تمرد يشنه داعش خراسان، الذي لديه خلافات أيديولوجية عميقة مع طالبان".

وأشارت إلى أنه منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس الماضي، شن "داعش" سلسلة من الهجمات الانتحارية، تشمل هجوماً استهدف مطار كابول ومسجدين شيعيين، بالإضافة إلى هجمات على مواكب طالبان، ما أسفر عن مصرع المئات. 

مزيد من العنف

وفي غضون ذلك، حذر محللون، من ارتكاب المزيد من أعمال العنف، بينما يحاول "داعش" منع طالبان من إحكام قبضتها على أفغانستان.

وتبين، بحسب الصحيفة، أن "موقف داعش الأكثر تشدداً، كان أمراً جذاباً لمقاتلي طالبان الساخطين. فبعد استيائهم من إحجام النظام الجديد عن فرض قيود أكثر صرامة على النساء ومبادراته الدبلوماسية مع دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، غيّر أعضاء طالبان السابقون ولاءهم إلى داعش خراسان".

في هذا الإطار، قال أفيناش باليوال، نائب مدير مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية "سواس" بجامعة لندن، ومؤلف كتاب "عدو عدوي"، عن أفغانستان: "لقد انتهت الحرب الأميركية، لكن الحروب الأفغانية لم تنته".

وأضاف في تصريحات للصحيفة: "داعش خراسان يرى أن طالبان مجرد تنظيم سياسي من نوع آخر يعقد صفقة مع الأميركيين، وهذا ليس نقياً من الناحية العقائدية. وهدفهم هو زعزعة استقرار نظام يعاني بالفعل".

ووفقاً للصحيفة، لطالما كان هدف طالبان إقامة حكومة إسلامية في أفغانستان؛ لكن "داعش خراسان"، الذي ينشط في أفغانستان منذ عام 2015، يريد إقامة "خلافة إسلامية" تمتد عبر أفغانستان وباكستان وأجزاء من الهند وإيران.

"تقويض" الثقة

باليوال أشار إلى أن عناصر "داعش خراسان" يعتبرون أن طالبان، الذين أجروا محادثات مع القوى الإقليمية والولايات المتحدة في إطار سعيهم للحصول على اعتراف دبلوماسي، "قوميون قذرون خانوا القضية الإسلامية الكبرى".

وحذر باليوال من أن الهجمات "ستؤدي إلى تفاقم الانقسام الطائفي، لافتاً إلى  أن إشعال فتيله في الوقع أمر ليس من مصلحة طالبان".

ومضى قائلاً: "ربما تكون الدوافع وراء الهجمات غامضة، لكن التهديد بإراقة المزيد من الدماء هائل. العنف سيتزايد وسيكون شائعاً".

على نحو مماثل، قال نصرت الله حقبال، المحلل السياسي المقيم في كابول، إن العنف يقوض ثقة الشعب في طالبان، التي تعهدت بتحقيق السلام بمجرد توليها السلطة.

وأضاف حقبال: "هذه الهجمات تقلل من مصداقية حكومة طالبان. لقد ظلوا يدعون منذ سنوات أننا المجموعة الوحيدة التي يمكنها تأمين وتحقيق الاستقرار في أفغانستان. لكن داعش وأنصارهم يتحدون هذا الادعاء".

انقسام داخلي

ووفقاً للصحيفة يعتقد العديد من الأفغان، وبعض المحللين الأجانب، أن "داعش يتلقى دعماً من قوات أجنبية"، مثل الاستخبارات الباكستانية التي تريد ورقة ضغط لإقناع طالبان بالتعاون في قمع جماعة "تحريك طالبان باكستان"، التي استهدفت الحكومة الباكستانية.

بينما، يشك آخرون في أن وكالات استخبارات أميركية، وقادة حرب مناهضين لطالبان وحتى أعضاء سابقون في الجيش الأفغاني "يتعاونون مع داعش". 

وعن هذا يقول حقبال: "نعلم أن هناك وكالات وشبكات استخباراتية تدعم داعش خراسان لتحدي وخلق مشكلات لحكومة طالبان".

وفي الهند أشار مسؤولون في الحكومة ووكالات الاستخبارات إلى أن "المنافسة الداخلية في طالبان؛ بين شبكة حقاني وفصيل قندهار القوي بقيادة الملا بردار، نائب رئيس الوزراء تؤجج العنف".

ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتي هندي لم تذكر اسمه قوله: "ثمة انقسام واضح في طالبان. من المحتمل أن يكون أحد الفصائل يدعم تنظيم داعش في خراسان للقضاء على هيمنة الفصيل المناهض لحقاني".

اقرأ أيضاً: