
أبلغ مسؤولون من روسيا وأوكرانيا عن قصف جديد بالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا، الاثنين، فيما أعلنت روسيا أنها ستبذل "كل ما هو ضروري" للسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المحطة، بينما أكدت الأمم المتحدة أن لديها القدرات اللوجستية والأمنية لدعم الزيارة، وفق ما أفاد المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان، الاثنين، إنه "في إطار تعاون وثيق مع الوكالة وقيادتها، سنبذل كل ما هو ضروري ليصل متخصصو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة، ويقدموا تقييماً واقعياً للأعمال التدميرية (التي تتعرض لها) من الجانب الأوكراني".
واستولت روسيا على المحطة، وهي الأكبر في أوروبا، في مارس بعد وقت قصير من بدء غزوها لأوكرانيا.
وتعرضت المحطة للقصف في الأيام الماضية، وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالقصف، الذي تقول كل منهما إنه يُعَرض المحطة للخطر.
وبينما تقول روسيا إن أوكرانيا تطلق النار بتهور على المحطة، تقول كييف إن روسيا هي التي تقصفها لتتهم أوكرانيا بالتسبب في أي انقطاع للكهرباء.
ونقلت وكالة "رويترز" عن فلاديمير روجوف، المسؤول المعين من قبل روسيا في المدينة، قوله إن نحو 25 قذيفة مدفعية ثقيلة من مدافع "هاوتزر إم777"، المصنوعة في الولايات المتحدة، سقطت بالقرب من المحطة النووية والمناطق السكنية.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن الخدمة الصحفية لإدارة إنيرهودار التي تقع بها المحطة، والمعينة من قبل روسيا، إن القوات الأوكرانية هي التي فتحت النار، وإن انفجارات دوت بالقرب من المحطة.
في المقابل، يتهم مسؤولون أوكرانيون أيضاً القوات الروسية بأنها تستخدم المحطة كدرع لها، وهي تقصف البلدات والمدن الأوكرانية القريبة.
وحذر الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الجنود الروس، الذين قال إنهم يهاجمون المحطة أو يستخدمونها كقاعدة لإطلاق النار منها، من أنهم سيصبحون "هدفاً خاصاً" للقوات والأجهزة الأمنية الأوكرانية.
وقال أندريه ييرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، على "تويتر": "يظن الروس أن بإمكانهم إرغام العالم على الانصياع لشروطهم بقصف محطة زابوريجيا للطاقة النووية". وأضاف: "هذا لن يحدث. على العكس، سيعاقبهم جيشنا بضربات شديدة دقيقة ومؤلمة".
وفي الأسبوع الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف جميع الأعمال القتالية بالقرب من المحطة.
الحيطة والحذر
ونسب تقرير إلى ميخائيل أوليانوف، المندوب الدائم لروسيا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قوله إنه سيتم الإعداد لزيارة للمحطة، تقوم بها الوكالة في المستقبل القريب، لكن ما زالت أمامها عقبات.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن أوليانوف قوله: "بالنسبة لنا، أهم شيء هو أن نوفر الأمن المطلق للبعثة الدولية".
وفي الإطار ذاته، قالت زاخاروفا إن موسكو تحث واشنطن والعواصم الغربية على دفع كييف نحو وقف "الهجمات" على المحطة.
ونقلت وكالة "تاس" عن زاخاروفا القول إن ما وصفته بالتصريحات "غير الملائمة" للاتحاد الأوروبي ستعرقل زيارة بعثة الوكالة للمحطة.
والأربعاء، دعا وزراء خارجية مجموعة السبع روسيا إلى تسليم السيطرة الكاملة على المحطة لأوكرانيا على الفور.
وقال وزراء الخارجية، في بيان، إنه "يتعين على روسيا الاتحادية سحب قواتها على الفور من داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً، وأن تحترم أراضي أوكرانيا وسيادتها".
وجاء في البيان: "في هذا السياق، نطالب روسيا بتسليم السيطرة الكاملة على الفور لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية إلى مالكها السيادي الشرعي، أوكرانيا، وكذلك جميع المنشآت النووية داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً للحفاظ على أمان وسلامة عملياتها".
"الوضع معقد"
على الصعيد الميداني، تقول أوكرانيا منذ أسابيع إنها تخطط لشن هجوم مضاد لاستعادة زابوريجيا وإقليم خيرسون المجاور، وهو الجزء الأكبر من الأراضي، التي احتلتها روسيا بعد غزوها في 24 فبراير ولا تزال تسيطر عليها.
ومدد البرلمان الأوكراني، الاثنين، الأحكام العرفية لثلاثة أشهر أخرى، فيما أبلغت القوات الأوكرانية في وقت سابق عن قصف روسي عنيف ومحاولات للتقدم صوب عدة بلدات في منطقة دونيتسك الشرقية، التي أصبحت محوراً رئيسياً في الحرب المستمرة منذ 6 أشهر، لكنها قالت إنها صدت العديد من الهجمات.
كما أفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية بقصف روسي على أكثر من 12 بلدة على الجبهة الجنوبية، لا سيما منطقة خيرسون، التي تسيطر القوات الروسية على أغلب مساحتها، لكن القوات الأوكرانية تستعيد السيطرة على مناطق فيها بشكل مطرد.
وقالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا، الاثنين، إن الوضع معقد لكن تحت السيطرة. وذكرت في إفادة صحافية أن "العدو لا يجرؤ على التقدم براً، لكنه يطلق نيران المدفعية والصواريخ على المناطق الخلفية".
ورداً على سؤال حول قصف أوكرانيا لجسر أنتونيفسكي في منطقة خيرسون، الأحد، قالت المتحدثة إن القوات الأوكرانية تواصل استهداف طرق الإمدادات التي يستخدمها الروس.
ضحايا قبالة الشاطئ
إلى ذلك، قالت الشرطة الأوكرانية الاثنين، إن انفجار عبوة ناسفة أودى بحياة 3 مدنيين وأصاب اثنين آخرين عندما كانوا يسبحون قبالة ساحل البحر الأسود بمنطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا.
وقالت الشرطة في بيان: "في الماء، ونتيجة لانفجار جسم مجهول قُتل 3 رجال (25 و32 و53 عاماً)"، وأصيب رجل وامرأة.
وأغلقت السلطات الأوكرانية الشواطئ هذا العام بسبب الألغام وقذائف المدفعية الناتجة عن الحرب مع روسيا وعن القصف الروسي. وزرع الجيش الأوكراني أيضاً ألغاماً على الساحل تحسباً لهجوم بر-مائي.
وقالت شرطة المنطقة في بيان: "نشدد مرة أخرى على أن السباحة في المسطحات المائية بمنطقة أوديسا خطيرة الآن وممنوعة.. شواطئ وسواحل المنطقة مجهزة بعبوات ناسفة لحمايتها".
استهداف "فاجنر"
وأعلنت أوكرانيا، الاثنين، أنها استهدفت قاعدة لمجموعة "فاجنر" شبه العسكرية المتهمة بالقتال إلى جانب القوات الروسية، ودمرت جسراً بالقرب من بلدة ميليتوبول.
وقال حاكم منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا سيرجي جايداي، على "تيليجرام"، إن قاعدة هذه المجموعة العسكرية الخاصة "دُمِّرت بضربة دقيقة" على مدينة بروباسنا، الأحد.
وتُتهم مجموعة فاجنر الأمنية المثيرة للجدل بنشر مسلحين بدعم من الكرملين في أماكن تشهد نزاعات، من بينها سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي، ولكن الكرملين ينفي أي علاقة له بها.