بينها سوريا ولبنان.. "خطر المجاعة" يخيم على أكثر من 20 دولة

time reading iconدقائق القراءة - 8
أحد مقار برنامج الغذاء العالمي. - REUTERS
أحد مقار برنامج الغذاء العالمي. - REUTERS
دبي- الشرق

حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، و برنامج الغذاء العالمي، من "ارتفاع معدلات الجوع الحاد في أكثر من 20 دولة، في الأشهر المقبلة، ما لم يتم توفير "مساعدات عاجلة ومكثفة"، بحسب تقرير صادر عن المنظمة. 

وجاءت اليمن، وجنوب السودان، وشمال نيجيريا، على قمة هرم الجوع في العالم، لأنها تواجه حالة "جوع حاد".

وذكر التقرير، الذي صدر، الثلاثاء، تحت عنوان "بؤر الجوع الساخنة"، أن "بعض الأسر التي تعيش في جنوب السودان، واليمن، تقع بالفعل في قبضة، أو تواجه خطر، الموت جوعاً".  

وعلى الرغم من أن أغلبية الدول المتضررة تقع في إفريقيا، إلا أنه من المنتظر أن ترتفع حالة "الجوع الحاد" بقوة في معظم مناطق العالم، "من أفغانستان في آسيا، وسوريا ولبنان في الشرق الأوسط، إلى هايتي في أميركا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي"، وفقاً للتقرير. 

ويتضور أكثر من 34 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، تحت وطأة "مستويات الطوارئ من الجوع الحاد (IPC4)"، ما يعني أنهم على مسافة خطوة واحدة من الدخول في أنفاق المجاعات.

"إنذار بكارثة"

وقال شو دونيو، المدير العام لمنظمة "فاو"، إن "حجم المعاناة ينذر بكارثة"، مضيفاً: "من واجبنا جميعاً أن نتحرك الآن، وأن نتحرك بسرعة، لإنقاذ ملايين الأرواح، وتأمين سبل العيش، والحيلولة دون وقوع أسوأ موقف يمكن أن تتعرض له البشرية". 

وتابع دونيو: "في كثير من المناطق بدأ الموسم الزراعي للتو، أو يوشك أن يبدأ، وعلينا ألا ندع الفرصة، من أجل حماية الغذاء المحلي وتحقيق الاستقرار في إنتاجه وزيادة هذا الإنتاج، تتسلل من بين أصابعنا".  

وقال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لـ "برنامج الأغذية العالمي": "إننا نشهد كارثة محققة تتكشف تفاصيلها أمام أعيننا، فالمجاعة الناجمة عن الصراعات، والتي أججتها الصدمات المناخية وجائحة كورونا، تطرق بقوة أبواب ملايين الأسر".  

وأضاف: "نحن بحاجة ماسة إلى اتخاذ 3 إجراءات لتجنب موت الملايين جوعاً، هي وقف القتال، والسماح لنا بالوصول إلى المجتمعات المتضررة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة، وقبل كل شيء نحتاج إلى المانحين لتقديم 5.5 مليار دولار لهذا العام".   

انعدام الأمن الغذائي 

ويحدد التقرير، العوامل التي أدت إلى هذا الارتفاع السافر في "انعدام الأمن الغذائي الحاد" في "البؤر الساخنة"، وأبرزها الصراعات، أو غيرها من أشكال العنف، التي يمكن أن يطول أمدها وتزداد حدتها في أجزاء من أفغانستان، وإفريقيا الوسطى، ووسط منطقة الساحل الإفريقي، وإثيوبيا، وشمال نيجيريا، وشمال موزمبيق، والصومال، وجنوب السودان، والسودان.   

وتوقع التقرير، أن تواصل جائحة كورونا تأثيرها في العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، ما يتركها عرضة لصدمات اقتصادية كبيرة.

ويحدد التقرير، أميركا اللاتينية باعتبارها "أكثر مناطق العالم تضرراً بسبب التدهور الاقتصادي"، فضلاً عن أنها ستكون "الأبطأ تعافياً". 

وفي الشرق الأوسط، تأثرت اليمن، وسوريا، ولبنان، بقوة بسبب الانخفاض السريع في قيمة العملة، والارتفاع الهائل في معدلات التضخم.  

ورجح التقرير، استمرار الظواهر المناخية القاسية بين أبريل ومايو المقبلين، ما يؤدي إلى انتشار الجوع في أجزاء عديدة من العالم، من أفغانستان إلى مدغشقر والقرن الإفريقي.  

ولا يزال انتشار الجراد الصحراوي في شرق إفريقيا، وعلى ساحل البحر الأحمر، يثير القلق، حيث يهدد الجراد الإفريقي المهاجر بتدمير المحاصيل الصيفية في كل من جنوب إفريقيا، وأجزاء من أنغولا، وبتسوانا، وناميبيا، وزامبيا، وزيمبابوي.  

كما يؤدي تزايد القيود المفروضة على الوصول إلى المجتمعات المتضررة في بعض البلدان من أجل مساعدتها، إلى تفاقم الأمور.  

إجراءات عاجلة 

ويوصي التقرير، بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة على المدى القريب في كل بؤرة من البقاع الساخنة، ومنها زيادة المساعدات الغذائية، وتوزيع بذور مقاومة للجفاف، ومعالجة وتطعيم رؤوس الماشية، وغيرها من الإجراءات.

وفي وقت سابق من مارس الجاري، دعت منظمة "فاو" و"برنامج الأغذية العالمي" إلى تقديم 5.5 مليار دولار في صورة منح، لتكثيف الإجراءات وتجنب حدوث مجاعات عبر توفير مجموعة من المساعدات الغذائية الإنسانية، وتدخلات الطوارئ، وتوفير سبل العيش.  

بؤر الجوع 

التقرير حدد دولاً أخرى باعتبارها "من بين أسوأ بؤر الجوع" في العالم، حيث "يزداد الجوع المهدِد للحياة باضطراد"، هي أفغانستان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، وهايتي، والسودان، وسوريا.  

ويبقى السكان في جنوب السودان واليمن وشمال نيجيريا أكثر عرضة لخطر "انعدام الأمن الغذائي الحاد". ففي جنوب السودان، وتحديداً في بعض أجزاء ولاية جونقلي، يرزح السكان تحت نير المجاعة منذ أكتوبر الماضي، وسط توقعات ببقاء هذا الوضع خلال موسم القحط من أبريل إلى يوليو المقبلين. وتدعو "فاو" و"برنامج الأغذية العالمي" إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومكثفة الآن لمنع الانتشار المحتمل للمجاعة وتفشي الموت على نطاق واسع، وانهيار سبل العيش في هذه المناطق تماماً. 

ومن المتوقع أن يواجه أكثر من 7 ملايين شخص في جميع أنحاء جنوب السودان في أزمة أو "مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد".

وفي اليمن، يرجح التقرير "استمرار العنف والانهيار الاقتصادي وعرقلة الاستجابات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة"، متوقعاً أن يواجه أكثر من 16 مليون يمني "مستويات عليا من انعدام الأمن الغذائي" بحلول يونيو المقبل، بزيادة حوالي 3 ملايين شخص مقارنة بنهاية العام الماضي.  

وفي منطقة الصراع في شمال نيجيريا، تظهر توقعات موسم القحط في الفترة من يونيو إلى أغسطس المقبلين، أن عدد السكان الذين يقبعون في "مستوى الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد" سيتضاعف على الأرجح، متجاوزاً 1.2 مليون شخص، منذ الفترة نفسها في العام الماضي.

اقرأ أيضاً: