واشنطن: على الصين أن تكون "قوة مسؤولة".. وبكين تطالب بوقف "تحديها"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال استقباله نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ويندي شيرمان، في بكين، 26 يوليو 2021 - @DeputySecState
وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال استقباله نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ويندي شيرمان، في بكين، 26 يوليو 2021 - @DeputySecState
دبي-الشرق

دعت نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ويندي شيرمان، الصين إلى تجاوز الخلافات القائمة، والعمل مع الولايات المتحدة لتسوية القضايا العالمية الصعبة مثل تغير المناخ، وجائحة كورونا، باعتبارها "قوة عالمية مسؤولة"، فيما حضت بكين واشنطن على أن تتوقف عن "تحدي" النظام الاشتراكي.

وقالت شيرمان، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية بعد محادثات، الاثنين، مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ونائبه شيه فنغ، إن الولايات المتحدة ترحب بالمنافسة الاقتصادية القوية مع الصين؛ لكنها لا تريدها أن "تنحرف إلى صراع".

ووفقاً للوكالة، لم تَرُق للصين الانتقادات الأميركية بصدد قضايا متعلقة بحقوق الإنسان وصولاً إلى طموحاتها الإقليمية، وقالت مراراً إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتوقع التعاون، في الوقت الذي تقمع أيضاً تنمية الصين، وهي تهمة نفتها شيرمان.

وأضافت شيرمان في مقابلة عبر الهاتف، بعد فترة وجيزة من اختتام اجتماعات متتالية مع وانغ، وشيه في مدينة تيانغين الصينية: "توجد بعض الأمور التي تتجاوز الاختلافات المحددة، وهي المسؤولية العالمية التي تقع على عاتق القوى العظمى".

محادثات صريحة

ووصفت شيرمان، التي أدت اليمين الدستورية في أبريل الماضي، الاجتماعات بأنها خطوة أخرى في عملية، محاولة حل القضايا الحاسمة مع الصين.

وأضافت: "سنرى ما إذا كانت هناك متابعة، ويمكننا التحرك خطوة أخرى. في المراحل الأولى من بناء هذه العلاقة، لا يوجد سبيل لمعرفة ما إذا كنا سنصل إلى جميع النتائج التي كنا نأمل إحرازها".

وأشارت إلى أنهم أجروا محادثات صريحة بشأن "المسائل التي نختلف حولها، وأعددنا قائمة طويلة بالمخاوف الأميركية".

ويشمل ذلك ما وصفته شيرمان بـ"جرائم ضد الإنسانية" ضد أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ الصيني، وقمع الديمقراطية في هونغ كونغ، واستغلال الصين مصالحها الاقتصادية للضغط على دول أخرى، و"أعمالها العدائية" حول تايوان وفي بحر الصين الجنوبي والشرقي.

وأعربت شيرمان عن القلق إزاء الضغط على الصحفيين الأجانب في الصين، وضغطت من أجل "إطلاق سراح بعض الأميركيين والكنديين المحتجزين في الصين"، قائلة: "الناس ليسوا أوراق مساومة".

وكانت الصين حاكمت كنديين اثنين بتهم تتعلق بـ"الأمن القومي"، وذلك بعد اعتقال كندا الرئيسة التنفيذية لشركة "هواوي" المطلوب في الولايات المتحدة.

"تحدي" النظام الاشتراكي

في المقابل، حض وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الولايات المتحدة، على إلغاء جميع العقوبات من جانب واحد، والتعريفات الجمركية، وكذلك "الولاية القضائية طويلة الذراع" ضد الصين في أقرب وقت.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية، أكد يي خلال لقائه مع شيرمان، أنه ينبغي على الولايات المتحدة "ألا تتحدى أو تشوه أو تحاول الإطاحة بنظام الاشتراكية في الصين". وأضاف: "تطور الصين ليس تحدياً أو استبدالاً للولايات المتحدة".

وبشأن المسائل المتعلقة بإقليم شينجيانغ والتبت وهونغ كونغ، قال يي إن واشنطن يجب ألا "تضر بوحدة أراضي الصين".

بدوره اتهم شيه الولايات المتحدة بمحاولة "السيطرة على التنمية في الصين"، وقال إنه "يتعين عليها تغيير المسار، واعتناق المنافسة العادلة، والعمل مع الصين على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي".

وتعتبر الصين الانتقادات لسياساتها في شينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان، تدخلاً في شؤونها الداخلية.

قضايا مشتركة

من جهتها، قالت شيرمان إن الولايات المتحدة ترحب بالمنافسة القوية، وتعتقد أنه من المهم للصين أن تنمو وتحسن حياة شعبها، ولكن بطريقة تتفق مع القواعد الدولية، ولا تنتقص من أي دولة أخرى.

وأضافت: "نتوقع أن يفهموا أن حقوق الإنسان ليست مجرد مسألة داخلية، بل هي التزام عالمي وقعوا عليه"، بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وأوضحت شيرمان، وهي ديمقراطية سبق لها العمل في محادثات كوريا الشمالية وإيران، في عهد إدارتي الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما، إن الصين والولايات المتحدة يمكنهما العمل معاً بشأن تغير المناخ، وجهود مكافحة المخدرات، والقضايا الإقليمية مثل كوريا الشمالية وإيران وأفغانستان وميانمار.

ولفتت إلى أن الجانبين تبادلا الآراء بشأن المخاوف والقضايا التي يأملان حلها، مضيفة: "آمل أن نرى تلك القرارات من أجل العديد من الأشخاص، الذين تعتمد حياتهم ومستقبلهم عليها. لكن سوف ننتظر".

هذه الاجتماعات، هي ثاني محادثات مباشرة بين كبار الدبلوماسيين في البلدين منذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه في يناير، بعد أربعة أشهر من تراشق كلامي عنيف بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، والدبلوماسي الصيني المخضرم يانغ جيتشي في ألاسكا، شهر مارس الماضي.

اقرأ أيضاً: