تعهدت مجموعة السبع في بيان، الاثنين، بـ"دعم أوكرانيا طالما لزم الأمر"، و"الوقوف إلى جانبها" في مواجهة الغزو الروسي، فيما أبلغ الرئيس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة المجموعة رغبته في أن تنتهي الحرب الروسية في أوكرانيا آخر العام.
قالت المجموعة في بيان: "سنواصل تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا، والوقوف بجانبها طالما لزم الأمر"، كما عبّرت عن "قلقها العميق" بشأن تسليم بيلاروس صواريخ روسية ذات قدرة نووية.
وأكدت مجموعة السبع تصميمها على "تقليل الواردات الروسية بما في ذلك الذهب"، والالتزام بـ"تشديد الضغط الاقتصادي" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
والتزمت دول مجموعة السبع أيضاً بـ"مواصلة تقديم الأسلحة الدفاعية لأوكرانيا"، ولكنها أشارت إلى أنها ستترك لكييف "قرار التوصل إلى تسوية مستقبلية مع الروس بدون أي ضغوط أو تأثيرات خارجية".
ودان القادة "المحاولات الروسية لاستبدال المسؤولين الأوكرانيين المنتخبين ديمقراطياً بمسؤولين غير شرعيين"، مؤكدين عزمهم الاستمرار في "تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي، والوقوف مع أوكرانيا طوال المدة التي يتطلبها الأمر".
زيادة تكلفة الحرب
وأضاف البيان أن قادة مجموعة السبع سيعملون على "زيادة تكاليف الحرب الروسية على أوكرانيا من خلال فرض عقوبات تستهدف المسؤولين عن جرائم الحرب، وممارسة سلطة غير شرعية في أوكرانيا".
ورحّب قادة مجموعة السبع "بالعمل الجاري للتحقيق في جرائم الحرب وغيرها من الجرائم الفظيعة"، مجددين مطالبهم بأن "تضع روسيا حداً لهذه الحرب، وأن توقف فوراً دون قيد أو شرط جميع الأعمال العدائية، وتسحب قواتها ومعداتها العسكرية من كل أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دولياً".
ولفت البيان إلى مواصلة التنسيق بشأن تدابير التعرفة الجمركية على الواردات من روسيا، واستكشاف المسارات الممكنة لاستخدام الإيرادات لمساعدة أوكرانيا "بما يتماشى مع تشريعاتنا الخاصة".
وأضاف قادة مجموعة السبع: "سنعمل على مواءمة وتوسيع العقوبات التي تستهدف تقييد وصول روسيا إلى المدخلات الصناعية الرئيسية، والخدمات والتقنيات التي تنتجها اقتصاداتنا، ولا سيما الداعمة للقاعدة الصناعية المسلحة الروسية وقطاع التكنولوجيا".
أزمة الغذاء
دعا البيان روسيا إلى "وقف استهداف البنى التحتية، والسماح بتصدير المنتجات الزراعية في أوكرانيا"، كما حمّل موسكو "مسؤولية أزمة الأمن الغذائي في العالم".
ودعت قمة السبع روسيا "بشكل عاجل" إلى تمكين المرور الحرّ للشحن الزراعي من الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود.
وأضاف البيان: "مصممون على دعم أوكرانيا بقوة في إنتاج وتصدير الحبوب والزيت والمنتجات الزراعية الأخرى، وسندعم المبادرات المنسقة التي تعزز الأمن الغذائي العالمي، وتعالج أسباب تطور أزمة الغذاء العالمية".
وقال قادة مجموعة السبع إن العقوبات ستشمل "أولئك الذين يقفون وراء مشاركة روسيا في الجهود المبذولة لزيادة انعدام الأمن الغذائي العالمي عن طريق سرقة وتصدير الحبوب الأوكرانية أو غير ذلك".
دعم اللاجئين
قال قادة مجموعة السبع إنهم يسعون إلى "توفير ممر آمن للاجئين الأوكرانيين، بما في ذلك زيادة تبسيط إجراءات الهجرة ومتطلبات التأشيرة، وتعزيز الجهود لمنع المخاطر المتزايدة للاتجار بالبشر".
وتابع البيان: "نهدف إلى زيادة تسهيل اندماج اللاجئين من أوكرانيا في أسواق العمل لدينا لحماية وضمان حقوقهم العمالية، وتوفير الوصول إلى الحماية الاجتماعية والتعليم المناسبين، طالما كان ذلك ضرورياً".
وطالب قادة مجموعة السبع روسيا بـ"السماح على الفور بالعودة الآمنة للمواطنين الأوكرانيين الذين يتم أخذهم بالقوة في كثير من الأحيان إلى روسيا دون موافقتهم"، بحسب البيان.
زيلينسكي يريد انتهاء الحرب
أبلغ فولوديمير زيلينسكي قادة مجموعة السبع الملتئمين في ألمانيا بأنه يرغب أن تنتهي الحرب الروسية بحلول آخر العام، قبل أن يبدأ فصل الشتاء المقبل، حسبما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أوروبيين.
ونقلت وكالة "فرانس برس" أيضاً عن مصادر، داخل قمة المجموعة المقامة في قصر إلماو بألمانيا، أن زيلينسكي حضّ قادة مجموعة السبع على "بذل أقصى الجهد لإنهاء الحرب في بلاده قبل نهاية 2022".
وأشارت المصادر إلى أن زيلينسكي الذي تحدث عبر الفيديو، خلال اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع، "كان لديه رسالة قوية جداً"، قائلاً: "يتعين علينا بذل قصارى جهدنا لمحاولة إنهاء هذه الحرب قبل نهاية العام". ودعا قادة الدول السبع إلى "تشديد العقوبات" على موسكو.
قال مسؤول أوروبي لـ"رويترز" إن زيلينسكي طلب أنظمة دفاع مضادة للطائرات، وفرض مزيد من العقوبات على روسيا وتوفير ضمانات أمنية. وأضاف مسؤول آخر أن زيلينسكي طلب أيضاً المساعدة في تصدير الحبوب من أوكرانيا، ودعماً من أجل إعادة الإعمار.
عقوبات جديدة
وفي السياق، قال مسؤول أميركي كبير، الاثنين، إن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ستلتزم، الثلاثاء، بمجموعة جديدة من الإجراءات المنسقة التي تهدف إلى زيادة الضغط على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، في حين تضع المجموعة اللمسات الأخيرة على اتفاق لوضع حد أقصى لسعر النفط الروسي بحسب "رويترز".
وقال البيت الأبيض في بيان إن زعماء مجموعة السبع سيتعهدون "بالتزام أمني طويل الأمد غير مسبوق لتقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا بقدر ما تتطلب الحاجة"، بما في ذلك تزويدها بالأسلحة الحديثة في الوقت المناسب.
من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتز لمحطة "زد.دي.إف" الألمانية، الاثنين، إن المناقشات بشأن حظر استيراد الذهب الروسي مستمرة، وسيكون من الضروري إجراؤها مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي. وأعطى الاتحاد رداً حذراً، الأحد، على خطة قدمتها بريطانيا والولايات المتحدة واليابان وكندا لحظر استيراد الذهب الروسي الذي تم استخراجه أو تكريره حديثاً.