وزير الدفاع الأميركي السابق: ترمب اقترح قصف المكسيك بالصواريخ لتدمير مصانع المخدرات

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الدفاع الأميركي الأسبق مارك إسبر - 15 مايو 2020 - AFP
وزير الدفاع الأميركي الأسبق مارك إسبر - 15 مايو 2020 - AFP
دبي - الشرق

قال مارك إسبر وزير الدفاع الأميركي السابق في مذكراته إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سأله في عام 2020 عن إمكانية إطلاق صواريخ على المكسيك "لتدمير مصانع المخدرات" والقضاء على العصابات التي تقوم بتهريبها هناك، مع التأكيد أن انخراط الولايات المتحدة في مثل هذه الضربة ضد جارتها الجنوبية "يجب أن يظل سرياً"، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".

وأضاف إسبر في مذكراته، التي أطلق عليها اسم "القَسَم المقدس"، أن تلك الواقعة من بين عدة مواقف تركته عاجزاً عن الكلام أثناء وجوده في منصبه في إدارة ترمب، وفق الصحيفة.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن إسبر كان لديه أيضاً مخاوف من إمكانية أن يسيء الرئيس استخدام الجيش في يوم الانتخابات من خلال استيلاء الجنود على صناديق الاقتراع، على سبيل المثال، وأنه حذر موظفيه من الانتباه لأي مكالمات "غير عادية" من البيت الأبيض في الفترة التي تسبق الانتخابات.

وأضافت الصحيفة أن الكتاب الذي سيتم نشره، الثلاثاء المقبل، يقدم وجهة نظر وزير الدفاع السابق بشكل صريح للغاية، ويسلط الضوء على أهم الفترات في رئاسة ترمب، بما فيها التي لم تكن معروفة أو لم يتم استكشافها من قبل بشكل كافٍ.

ونقلت الصحيفة عن إسبر قوله: "شعرت أنني أكتب من أجل التاريخ ومن أجل الشعب الأميركي"، لافتة إلى أنه أرسل كتاباته إلى أكثر من عشرين من كبار الجنرالات الأميركيين وبعض أعضاء مجلس الوزراء وغيرهم لتقييم مدى دقة محتوى الكتاب.

"شخص بلا مبادئ"

ويصف وزير الدفاع الأميركي السابق ترمب بأنه "شخص بلا مبادئ، ولا ينبغي له أن يكون في منصب عام لأنه لا ينظر إلا لمصلحته الشخصية فقط".

وذكر إسبر أن إدارة ترمب كانت منغمسة بشكل كامل في مخاوفها بشأن حملة إعادة انتخابه، إذ ارتبطت كل قراراتها بهذا الهدف، مشيراً إلى أنه فكر في الاستقالة عدة مرات، ولكنه كان يعتقد أن الرئيس محاط بالعديد من الرجال الموالين له والأشخاص الذين يهمسون له بأفكار خطيرة لدرجة أنه كان من الممكن تعيين أحد هؤلاء الموالين له مكان إسبر، ولذا فقد رأى أن مهمته الحقيقية هي البقاء في منصبه لضمان عدم حدوث مثل هذه الأشياء.

وأوضح إسبر في كتابه أن إحدى هذه الأفكار الخاصة بترمب، أنه لم يكن راضياً عن التدفق المستمر للمخدرات عبر الحدود الجنوبية، وظهرت خلال صيف عام 2020 عندما سأله الرئيس السابق، مرتين على الأقل، إذا كان بإمكان الجيش "إطلاق صواريخ على المكسيك لتدمير مصانع المخدرات الموجودة فيها"، وذلك لأن "الحكومة المكسيكية لا تسيطر على بلدها".

وعندما أعرب إسبر عن اعتراضه على الأمر لأسباب مختلفة، قال ترمب: "يمكننا فقط إطلاق بعض صواريخ باتريوت لتدمير المصانع بهدوء"، مضيفاً: "لن يعرف أحد أننا من قام بالقصف، إذ يمكنني القول إن الولايات المتحدة لم تنفّذ هذه الضربة"، وهي الجملة التي قال وزير الدفاع إنه كان سيعتقد أنها مزحة لو لم يشاهد تعبير وجه ترمب في ذلك الوقت.

"إطلاق النار على المتظاهرين"

وفقاً لمذكرات إسبر، فإن ترمب بدا أكثر جرأة وبات يتصرف بشكل أكثر غرابة بعدما تمت تبرئته في أول محاكمة لعزله. وكان من رغباته في ذلك الوقت نشر 10 آلاف جندي في شوارع واشنطن في 1 يونيو 2020، بعد اندلاع احتجاجات كبيرة ضد وحشية الشرطة في أعقاب مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، إذ سأل حينها الرئيس السابق إسبر عن المتظاهرين قائلاً: "ألا يمكنك إطلاق النار عليهم؟".

كما ذكر إسبر موقفاً حدث قبل شهر تقريباً من هذه الواقعة، إذ قال في المذكرات إن ترمب تصرف خلاله بشكل غريب الأطوار في اجتماع عُقد في 9 مايو 2020 مع رؤساء هيئة الأركان المشتركة بشأن الصين، ما أثار مخاوف أحد الضباط الذين حضروا اللقاء، إذ أخبر هذا الضابط إسبر بعد عدة أشهر أن الاجتماع قاده إلى البحث في التعديل 25 الذي يمكن بموجبه لنائب الرئيس وأعضاء مجلس الوزراء عزل الرئيس من منصبه، وذلك لمعرفة ما هو مطلوب وتحت أي ظروف يمكن استخدام هذا التعديل.

وكتب إسبر في مذكراته أنه لم يعتقد أبداً أن سلوك ترمب كان يرقى إلى مستوى الحاجة لاستخدام التعديل 25، ومع ذلك فإنه رسم صورة له باعتباره شخصاً لم يستطع التحكم في عواطفه أو تفكيره طوال عام 2020.

وتحدث إسبر عن بعض المسؤولين الذين رأى أنه كان لهم تأثير هام أو خطير على ترمب، وجاء مستشار السياسة ستيفن ميللر على رأس القائمة، إذ يروي وزير الدفاع السابق أن الأخير اقترح إرسال 250 ألف جندي إلى الحدود الجنوبية، مدعياً أن قافلة كبيرة من المهاجرين كانت في طريقها لدخول البلاد، ولكن كان رد إسبر حينها هو أن "القوات المسلحة الأميركية ليس لديها 250 ألف جندي لإرسالهم إلى الحدود من أجل هذا الهراء".

وأثناء اجتماع أعضاء من فريق الأمن القومي الأميركي في غرفة العمليات، في أكتوبر 2019، لمشاهدة ما تم في الغارة التي قتلت زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، اقترح ميللر "جلب رأس الأخير وغمسه في دماء خنزير لتحذير الإرهابيين الآخرين"، وهو ما رد عليه إسبر بأن ذلك سيكون "جريمة حرب"، الأمر الذي نفاه ميللر للصحيفة بشكل قاطع، ووصف وزير الدفاع السابق بـ"الأحمق".

واعتبر إسبر أن كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترمب، مارك ميدوز، كان يمثل مشكلة كبيرة للإدارة وفريق الأمن القومي على وجه الخصوص. وكتب أيضاً عن الاشتباكات المتكررة مع مستشار الأمن القومي لترمب، روبرت أوبراين، قائلاً إنه كان يدعو إلى تبني نهج عدواني تجاه إيران دون النظر في التداعيات المحتملة، وهي التعليقات التي أعرب أوبراين عن شعوره بالمفاجأة وخيبة الأمل منها، فيما لم يرد متحدث باسم ترمب على طلب الصحيفة التعليق على تصريحات إسبر.

أقيل وزير الدفاع السابق مارك إسبر من منصبه من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 9 نوفمبر 2020، بعد توترات ظهرت بين إسبر وترمب علناً واستمرت فترة طويلة. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات