مع الانسحاب من أفغانستان.. "القاعدة" تتعهد بـ"حرب على كل الجبهات" ضد أميركا

time reading iconدقائق القراءة - 7
قوات أميركية بعد مغادرتها أفغانستان - 10 ديسمبر 2020 - AFP
قوات أميركية بعد مغادرتها أفغانستان - 10 ديسمبر 2020 - AFP
دبي -الشرق

حذرت شبكة "سي إن إن" من أن تنظيم "القاعدة" تعهد بشن "حرب على كل الجبهات" ضد الولايات المتحدة، مع بدء انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان، قبل أيام من الذكرى العاشرة لمقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن.

وقالت الشبكة الأميركية إن الجماعة تزعم الآن أنها تخطط للعودة بعد مغادرة القوات الأميركية لأفغانستان، من خلال الشراكة مرة أخرى مع حركة "طالبان".

وذكرت أنها أجرت مقابلة حصرية عبر وسطاء مع عنصرين من "القاعدة"، قالا خلالها، إن "الحرب ضد الولايات المتحدة ستستمر على جميع الجبهات الأخرى، ما لم يتم طردهم من بقية العالم الإسلامي".

وعبر وسطاء صحافيين، تواصل مراسل "سي إن إن" مع "القاعدة" لمعرفة رد فعلها على تحرك بايدن لسحب القوات من أفغانستان، وبدلاً من التجاهل كما فعلت مرات عديدة في الماضي، أجاب ممثلون عن التنظيم.

وفي ردّهما على شبكة "سي إن إن" أشاد عنصران من تنظيم "القاعدة في شبه القارة الهندية" بحركة "طالبان" لمواصلتها القتال ضد أميركا. 

وقال متحدث باسم التنظيم: "بفضل حماية الأفغان لرفاق السلاح، عملت العديد من الجبهات بنجاح في أجزاء مختلفة من العالم الإسلامي لفترة طويلة".

"اعتراف" بالخسائر

وفي رده، أعلن تنظيم "القاعدة" أنه "حقق النصر في أفغانستان"، قائلاً: "انهزم الأميركيون الآن"، وشبّه الأمر بانسحاب الاتحاد السوفييتي من البلاد قبل ثلاثة عقود، وانهياره اللاحق، معتبراً أن "الحرب الأميركية في أفغانستان لعبت دوراً رئيسياً في ضرب الاقتصاد الأميركي".

ووفقاً للشبكة الأميركية، بلغت تكلفة الحروب الأميركية على الإرهاب تريليونات الدولارات، لكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لم تؤد إلى انهيار الاقتصاد الأميركي. 

واعترف التنظيم بخسائر الحرب، قائلاً إنه أرسل "معظم" مقاتليه الرئيسيين إلى سوريا حيث "استشهد بعضهم في السنوات الأخيرة"، كما اعترف بأن مقتل بن لادن أضعف التنظيم، ما سمح لتنظيم "داعش" بالظهور.

وعلى نحو غامض، زعمت القاعدة أيضاً عدم اهتمامها باستخدام أفغانستان نفسها كنقطة انطلاق لشن هجمات مستقبلية لأنها لم تعد بحاجة إليها، قائلة إنها "لا تحتاج إلى أفغانستان ولا توجد نية كهذه في المستقبل".

وبشأن دوره في باكستان وأفغانستان، زعم التنظيم الذي تصنفه الولايات المتحدة تنظيماً إرهابياً، أنه "دبر" هجوم 2009 الذي أسفر عن مقتل سبعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية في قاعدتهم، بالقرب من خوست في أفغانستان.

في المقابل عندما تواصلت "سي إن إن" مع حركة "طالبان" للتعليق على علاقتها بـ"القاعدة"، لم ترد، ما يجعل رد "القاعدة" بمثابة "رؤية مهمة" بشأن ما قد يحدث بعد انسحاب القوات الأميركية.

ورجحت الشبكة الأميركية أن الرد يشير إلى أن "طالبان" كانت أقل صدقاً مع إدارة بايدن، وأن سحب القوات الأميركية ربما "يستند إلى خدعة".

"مرحلة جديدة" 

وأشارت "سي إن إن" إلى أنه في الأحد المقبل تحل الذكرى العاشرة لمقتل بن لادن، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 على يد عناصر القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية "سيلز"، داخل مقر إقامته بمدينة آبوت آباد.

ولفتت إلى أن "حرب أميركا على الإرهاب" توشك على الدخول في مرحلة جديدة، بينما يستعد الرئيس جو بايدن لسحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر، لكن "القاعدة" تزعم الآن أن "حربها مع أميركا لم تنته بعد".

ونقلت عن المحلل المتخصص في شؤون الإرهاب بول كروكشانك، ورئيس تحرير مطبوعة يصدرها "مركز مكافحة الإرهاب" بأكاديمية "ويست بوينت" العسكرية، راجع إجابات "القاعدة"، إنه من الممكن "أنهم يشعرون بالارتياح لقرار إدارة بايدن سحب القوات من أفغانستان، لكنهم ربما يسعون أيضاً إلى صرف الانتباه عن الخسائر العديدة الأخيرة".

وبعد قراءة، رد "القاعدة"، اعتبره بيتر بيرغن، خبير شؤون الإرهاب في "سي إن إن"، ومؤلف العديد من الكتب عن أسامة بن لادن، "حقيقياً".

وأشار بيرغن إلى جزء آخر من رد "القاعدة" يسلط الضوء على العلاقات المستمرة مع طالبان، قالت فيه: "في الوقت نفسه، تتمتع طالبان الباكستانية والقاعدة بروابط أخوة إسلامية، كانت وما زالت على حالها، ونفس الأمر ينطبق على طالبان الأفغانية".

ولفت إلى أن "هذا يؤكد ما تقوله الأمم المتحدة، إن طالبان تتشاور بانتظام مع القاعدة خلال مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، مع ضمان أنها ستحترم علاقاتها التاريخية مع الجماعة الإرهابية".

وتوقعت "سي إن إن" أنه في حال أوفت "طالبان" بتعهداتها لبايدن، فإن هذا الرد سيكون مجرد دعاية لتنظيم "القاعدة"، ولكن إذا لم تفعل، فإن كل الرهانات حول التهديد المستقبلي الذي تشكله ستنتهي.

انتهاء أطول حرب في تاريخ أميركا

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري، سحب جميع قوات بلاده من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل، مؤكداً أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيعيدون ترتيب قدراتهم المتعقلة بمكافحة الإرهاب، بما يضمن استمرار وجود قدرات فعالة في المنطقة لمواجهة احتمال إعادة ظهور تهديدات إرهابية. 

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة الماضي، أن الجيش يعمل على تعزيز وجوده في أفغانستان ومنطقة الشرق الأوسط، لـ"أهداف أمنية"، قبل بدء الانسحاب الكامل.

ووافق وزير الدفاع لويد أوستن على إرسال عدد من قاذفات القنابل بعيدة المدى من طراز "B-52" إلى أفغانستان.

في المقابل، أفاد مسؤول في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، الخميس، ببدء الانسحاب من أفغانستان بشكل "منسّق" بعد اتخاذ التدابير لتأمينها. 

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه، قوله إن "الانسحاب بدأ، ستكون عملية منظمة ومنسّقة ومدروسة، سلامة جنودنا أولوية قصوى في كل خطوة من العملية، ونتخذ جميع التدابير اللازمة لتأمين سلامة طاقمنا".

اقرأ أيضاً: