اعتبر الكرملين أن إرسال دول غربية دبابات إلى أوكرانيا، بمثابة "تورّط مباشر" في النزاع، وذلك على خلفية وعود واشنطن وألمانيا بإرسال دبابات ثقيلة إلى كييف لمساعدتها على صد الغزو الروسي، يأتي ذلك في وقت كثفت فيه روسيا ضرباتها قرب العاصمة الأوكرانية، عبر إطلاق أكثر من 55 صاروخاً.
وفي أول رد على إعلان الولايات المتحدة وألمانيا، الأربعاء، أنهما ستُسلحان أوكرانيا بعشرات الدبابات، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، إن الوعود بتزويد أوكرانيا بدبابات غربية "دليل على التورط الأميركي والأوروبي المباشر والمتزايد في الصراع".
وأضاف: "تصدر دائماً بيانات عن العواصم الأوروبية وواشنطن بأن إرسال أنظمة الأسلحة المختلفة إلى أوكرانيا بما في ذلك الدبابات، لا يشير بأي حال إلى تورط في الأعمال العدائية، ونحن نختلف مع هذا، جملة وتفصيلاً". وتابع: "ننظر إلى كل ما يفعلوه على أنه تورط مباشر في الصراع".
وتسعى كييف إلى الحصول على مئات الدبابات الحديثة لتزويد جيشها بالقوة اللازمة لكسر خطوط الدفاع الروسية، واستعادة أراضيها المحتلة في الجنوب والشرق. وتعتمد أوكرانيا وروسيا بالأساس على دبابات "تي-72" التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
وقال بيسكوف إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "كان يستعد للحرب"، مشيراً إلى أنه "تخلى منذ فترة عن إمكانية التحدث مع بوتين"، منبهاً إلى أن بلاده "لا تدرس تغيير شكل العملية العسكرية الخاصة".
"الحرب ستستمر"
من جانبه، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الخميس، إن الغرب لن يوقف "الحرب بالوكالة" ضد روسيا، حتى بعد انتهاء المرحلة الساخنة من الصراع في أوكرانيا.
وأضاف باتروشيف خلال اجتماع حول تدريب الكوادر الهندسية لبناء السفن في "سان بطرسبورغ" أن "الولايات المتحدة وحلف الناتو أصبحا طرفين في الصراع مع أوكرانيا ويعتزمان إطالة أمده".
ورأى أن "الأحداث في أوكرانيا كانت نتيجة سنوات عدة من الاستعدادات الأميركية لشن حرب مختلطة ضد روسيا، في محاولة لمنع تشكيل عالم متعدد الأقطاب".
إسقاط صواريخ
إلى ذلك، قال جنرال أوكراني كبير إن دفاعات بلاده الجوية أسقطت 47 صاروخاً من أصل 55 أطلقتها روسيا صوب أوكرانيا الخميس.
وكشف الجنرال فاليري زالوجني عبر قناته على "تيليجرام" أن موسكو استخدمت الصاروخ "كينجال كيه.إتش-47" الأسرع من الصوت وصواريخ أخرى.
وذكر أن 20 من الصواريخ التي أطلقتها موسكو أُسقطت حول منطقة العاصمة كييف.
وتحدثت وسائل إعلام أوكرانية عن انفجارات في مناطق عدة، فيما أشار حكام بلديات إلى تشغيل أنظمة الدفاع المضادة للطائرات.
كما أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان الخميس، إسقاط مجموعة مسيّرات هجومية إيرانية الصنع أطلقتها القوات الروسية من بحر آزوف في جنوب البلاد.
وقال البيان: "أُطلقت طائرات بلان طيار من الساحل الشرقي لبحر آزوف، وبحسب المعلومات الأولية، استخدم العدو 24 مسيّرة من طراز شاهد (إيرانية الصنع). دُمّرت جميعها".
"ليس تهديداً هجومياً"
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أن الولايات المتحدة سترسل 31 دبابة من طراز "أبرامز" إلى أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن "الأمر سيستغرق وقتاً"، مؤكداً أن المساعدة الأمنية لكييف "لا تشكل تهديداً هجومياً لروسيا".
ولفت بايدن إلى أن مجموعة اتصال أوكرانيا، والمكونة من 50 دولة، اجتمعت الأسبوع الماضي، لبحث جهود دعم أوكرانيا، مشيراً إلى أن "بريطانيا أعلنت أخيراً عن التبرع بدبابات تشالنجر، فيما ستقدم فرنسا مركبات مدرعة. وبالإضافة إلى دبابات "ليوبارد 2" سترسل ألمانيا بطارية صواريخ باتريوت، فيما ترسل هولندا بطارية مماثلة.
وأوضح الرئيس الأميركي أن "فرنسا وكندا وسلوفاكيا والمملكة المتحدة والنرويج ستقدم أنظمة دفاع جوي حيوية تساعد أوكرانيا على تأمين سمائها ومواطنيها الذين هم هدف للعدوان الروسي".
وقال بايدن إن "بولندا سترسل مدرعات، فيما ستقدم إيطاليا قطعاً مدفعية، في حين تقدم السويد عربات مشاة قتالية، أما الدنمارك وإستونيا فستقدمان مدافع هاوتزر".
وشدد الرئيس الأميركي على أن "الإعلان الذي نقوم به اليوم، يبني على جهود الحلفاء والشركاء لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن وحدة أراضيها وسيادتها".
وختم قائلاً إن "مساعدة أوكرانيا على حماية وتأمين أراضيها ليس تهديداً هجومياً لروسيا، وإذا عادت القوات الروسية إلى روسيا ستنتهي هذه الحرب اليوم".