جبهة تيغراي تحقق "مكاسب ميدانية".. وغارة إثيوبية تودي بحياة العشرات

time reading iconدقائق القراءة - 9
مصابون إثر غارة جوية على إقليم تيغراي - 22 يونيو 2021 - TIGRAY GUARDIANS 24 via REUTERS
مصابون إثر غارة جوية على إقليم تيغراي - 22 يونيو 2021 - TIGRAY GUARDIANS 24 via REUTERS
أديس أبابا -وكالات

أعلنت قوات موالية لـ "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، الحزب الحاكم سابقاً في الإقليم، والذي يخوض نزاعاً مع الحكومة المركزية في إثيوبيا، أنها استعادت أراضي خسرتها لمصلحة القوات الفيدرالية، خلال 8 أشهر من القتال.

وقال مسؤول بالقطاع الطبي لرويترز، الأربعاء، إن ضربة جوية أودت بحياة 43 على الأقل في بلدة توجوجا في إقليم تيغراي، الثلاثاء، بعد قول سكان إن مواجهات جديدة اندلعت في الأيام القليلة الماضية شمالي مقلي عاصمة الإقليم.

ولم يؤكد المتحدث باسم الجيش الإثيوبي الكولونيل جيتنيت أداني أو ينف الواقعة. وقال إن الضربات الجوية تكتيك عسكري شائع وإن القوات لا تستهدف المدنيين.

يأتي ذلك فيما ذكرت نقلت وكالة "رويترز" عن شاهدة ومسؤول طبي في تيغراي، قولهما إن غارة استهدفت سوقاً في بلدة تاغوغون، ظهر الثلاثاء، أودت بحياة عشرات المدنيين.

وقالت المرأة إن زوجها وابنتها (عامان) أُصيبا في الغارة. وأضافت: "لم نرَ الطائرة ولكن سمعناها. عندما وقع الانفجار فرّ الجميع، وبعد بعض الوقت عدنا وحاولنا انتشال المصابين".

ونقل مسؤول طبي عن شهود إن العشرات لفظوا أنفاسهم، فيما ذكر عاملون صحيون لـ "رويترز"، إن الجيش الإثيوبي يمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان، مشيراً إلى أنه "ينفذ أوامر".

لكن ناطقاً باسم الجيش الإثيوبي نفى منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان. ولم يؤكد حصول الغارة، أو ينفي الأمر، مشيراً إلى أن الضربات الجوية "تكتيك عسكري شائع"، ومؤكداً أن القوات الحكومية لا تستهدف المدنيين.

منع سيارات الإسعاف

وقال المسؤول الطبي واثنان من العاملين في قطاع الصحة شاركوا في جهود الإنقاذ في توجوجا لرويترز، إن جنوداً من الجيش الإثيوبي منعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان.

وقال المسؤول إن سيارتي إسعاف تمكنتا من الوصول للبلدة عبر طريق خلفي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء لكن لم تكن فيهما المعدات اللازمة ولم يُسمح لهما بالمغادرة.

وأشار إلى أن الفرق أحصت 40 قتيلاً على الأقل في الموقع وتوفي ثلاثة خلال الليل بينما هناك 44 مصاباً في حالة حرجة يحتاجون للعلاج.

وقال مصدر آخر في القطاع الطبي، إن حوالي 20 من المسعفين حاولوا الوصول إلى المصابين في 6 سيارات إسعاف لكن الجنود أوقفوهم عند نقطة تفتيش.

وأضاف: "قالوا لنا إنه لا يمكننا الذهاب إلى توجوجا. بقينا في نقطة التفتيش لأكثر من ساعة نحاول التفاوض، كان معنا خطاب من مكتب الصحة وعرضناه عليهم. لكنهم قالوا إنهم ينفذون الأوامر".

ونفى الكولونيل جيتنيت أداني، منع الجيش لسيارات الإسعاف. 

تقدم جبهة تيغراي

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن غيتاشيو رضا، وهو قيادي في الجبهة، أنها تقدّمت إلى مسافة نحو 30 كيلو متراً من ميكيلي، العاصمة الإقليمية لتيغراي، علماً أن الجبهة اتخذت قراراً استراتيجياً بشنّ هجوم في الأيام الأخيرة، واستهداف 4 فرق للجيش الإثيوبي في الإقليم.

وأضاف غيتاشيو: "بدأنا هجوماً على الفرق التي اعتقدنا بأنها في وضع عصيب". وتابع أن الجيش الإثيوبي وحلفاءه "هجروا بلدات ومدناً كثيرة"، لافتاً إلى أن الهجوم مستمرّ.

قتال مستمرّ

اندلع القتال في تيغراي في نوفمبر الماضي، بعدما أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بتنفيذ عمليات عسكرية في الإقليم الشمالي، رداً على هجوم اتهم الجبهة بشنّه على قاعدة للجيش. وأسفر النزاع عن مقتل آلاف المدنيين، وتشريد أكثر من مليونَي شخص، علماً أن آبي أعلن مرات تحقيق نصر على الجبهة.

ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤول في الأمم المتحدة وعامل إغاثة تأكيدهما أن قوات من تيغراي شنّت هجوماً في الأيام الأخيرة، وحققت مكاسب ميدانية. وأضافا أن الهجوم كان ناجحاً بشكل خاص على الطريق بين المدينتين الرئيستين، أكسوم وأديغرات، وعلى الطريق الرئيسة المؤدية إلى الشمال من ميكيلي.

وذكر الرجلان أن الوضع على الأرض لا يزال مضطرباً، والقتال مستمرّ في عدة مواقع. وتابعا أن قوات تيغراي شوهدت الاثنين وهي تتقدّم إلى مناطق حول أديغرات حتى ووكرو، على بعد نحو 50 كيلومتراً من ميكيلي.

تحذير من مجاعة

وأشارت "بلومبرغ" إلى اتهامات بارتكاب فظائع وُجّهت إلى كل أطراف النزاع، مستدركة أن الانتقادات الدولية طاولت آبي أحمد خصوصاً، إذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات وأوقفت دعمها لموازنة إثيوبيا.

وحذرت وكالات إنسانية الأسبوع الماضي من أن 350 ألف شخص في تيغراي على شفا مجاعة، وهذه أزمة وصفها دبلوماسيون بأنها "من صنع الإنسان". ورفضت الحكومة الإثيوبية هذا الرقم، مؤكدة أن مساعدات غذائية وصلت إلى 5.2 مليون شخص، في الإقليم الذي يقطنه 6 ملايين نسمة.

واتهم الموفد الخاص للاتحاد الأوروبي إلى إثيوبيا، بيكا هافيستو، القوات الإثيوبية والمتحالفة معها بـ "ارتكاب فظائع" في تيغراي.

هافيستو الذي زار أديس أبابا في فبراير الماضي، والتقى آبي أحمد ووزراء، نقل عن قادة إثيوبيين قولهم إنهم "سيدمّرون تيغراي ويقطعون دابرهم لمئة سنة"، معتبراً ذلك "تطهيراً عرقياً"، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

لكن وزارة الخارجية الإثيوبية اعتبرت أن تصريحات هافيستو "مثيرة للسخرية، وشكل من الهلوسة أو تشوّش في الذاكرة".

وفاة مراقب أميركي

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أكد وفاة مواطن أميركي في أديس أبابا، الثلاثاء، رداً على سؤال بشأن العثور على مراقب انتخابات أميركي ميتاً بشكل غامض في غرفة فندق.

وقال برايس خلال مؤتمر صحافي: "للأسف يمكننا تأكيد وفاة مواطن أميركي في أديس أبابا. احتراماً لخصوصية الأسرة، لا يمكننا تقديم أي شيء آخر في الوقت الحالي"، حسبما أوردت وكالة "رويترز".

من جانبها ذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية "إينا"، أن الشرطة تحقق في سبب وفاة مراقب انتخابات أجنبي، ورد أنه عثر عليه ميتاً داخل غرفته في فندق راديسون بلو.

وكانت عمليات فرز الأصوات انطلقت الثلاثاء، وأعلنت ناطقة باسم لجنة الانتخابات أن "نسبة المشاركة كانت مرتفعة جداً في المدن والمناطق الريفية".

وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن الاقتراع لم يُنظم في 20% من الدوائر الانتخابية، وعددها 547، وأُرجئ إلى 6 سبتمبر بسبب عنف وتمرد مسلّح في بعضها، أو مشكلات لوجستية في بعضها الآخر.

ويتنافس أكثر من 40 حزباً و9500 مرشح في الانتخابات التي يُرجّح أن تسفر عن فوز "حزب الازدهار" الذي أسسه آبي أحمد حديثاً.

وتحدث رئيس الوزراء عن يوم "تاريخي"، إذ كتب على "تويتر" أن "كل طبقات المجتمع خرجت لإسماع صوتها، خلال أول انتخابات حرة ونزيهة في بلادنا"، مشدداً على "الجدية والالتزام بالسلام والعملية الديموقراطية الشعبية".

كذلك دعا في بيان "كل الأحزاب السياسية إلى مواصلة العملية السلمية... والحرص على عدم حدوث أي مشكلة في الأيام المقبلة، حتى اكتمال فرز الأصوات وإعلان النتائج". ولفت إلى أن "الديمقراطية لا تُبنى بين عشية وضحاها".