مسؤولة أميركية: تشكيك الحلفاء دفع لكشف معلومات استخباراتية عن غزو أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض - 2 يونيو 2022 - Bloomberg
الرئيس الأميركي جو بايدن في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض - 2 يونيو 2022 - Bloomberg
دبي - الشرق

أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن أمراً برفع السرية عن معلومات استخباراتية في الفترة التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا الذي انطلق في 24 فبراير الماضي، لأن مزاعم مسؤولين أميركيين بشأن الهجوم الوشيك قوبلت بـ"تشكيك" من شركاء الولايات المتحدة وحلفائها، حسبما قالت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز.

وأضافت خلال مؤتمر عن الأمن السيبراني نُظم الاثنين: "عندما أوضحنا (الوضع) لصنّاع السياسات لدينا وذهب هؤلاء إلى محاوريهم، وجدوا أن هناك مقداراً لا بأس به من الشكوك بشأن ذلك".

وتابعت: "نتيجة لذلك، عاد الرئيس (بايدن) إلينا وقال: عليكم الخروج ومشاركة أكبر مقدار ممكن (من المعلومات) والتأكد من أن الناس يرون ما ترونه، كي نتمكن من الانخراط مرة أخرى وربما إجراء محادثات أكثر إنتاجية حول كيفية التخطيط بشكل أساسي لاحتمال غزو روسي" لأوكرانيا.

مكافحة الدعاية الروسية

خلال الأيام الأولى للحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، أقدمت إدارة بايدن بشكل انتقائي على رفع السرية عن معلومات استخباراتية تتصل بالحرب الروسية في أوكرانيا ونشرها، سواء في وسائل إعلام أو لدول صديقة. واستهدف هذا النهج مكافحة الدعاية الروسية في العالم، وضمان أن لدى شركاء الولايات المتحدة وحلفائها صورة موحّدة في هذا الصدد، حسبما أفادت "سي إن إن".

وقالت هاينز إن الولايات المتحدة "شاركت كثيراً في هذا الفضاء مع الشركاء والحلفاء"، وطوّرت في النهاية "آليات للمشاركة" يمكن استخدامها في المستقبل.

"استعدادات لغزو واسع"

 مطلع فبراير الماضي، أوردت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن تقديرات أميركية عسكرية واستخباراتية، أن غزواً روسياً واسعاً لأوكرانيا يمكن أن يتسبب في مصرع ما يصل إلى 50 ألف مدني، وإسقاط الحكومة في كييف في غضون يومين، ونزوح نحو 5 ملايين لاجئ.

كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين أميركيين أن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن "روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع لأوكرانيا". وحذر هؤلاء أعضاء الكونجرس والحلفاء الأوروبيين من أنه بالمعدل الذي يواصل فيه الجيش الروسي تعزيزاته حول أوكرانيا، ستكون لدى موسكو قوات كافية (150 ألف جندي في منتصف فبراير)، لتنفيذ غزو واسع.

وأفادت هذه التقارير بأن لدى روسيا نحو 70% من القوة القتالية التي يُعتقد بأنها مطلوبة لتنفيذ غزو شامل لأوكرانيا، وأنها ترسل مزيداً من مجموعات الكتائب التكتيكية إلى الحدود مع جارتها.

وقال مسؤول أوروبي إن "الظروف المثلى لتنفيذ غزو روسي ستأتي بين منتصف فبراير ونهاية مارس"، بحسب "واشنطن بوست".

لكن النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، رفض هذه التقييمات العسكرية والاستخباراتية الأميركية والأوروبية. وكتب على تويتر: "الجنون والترويع مستمران. ماذا لو قلنا إن الولايات المتحدة يمكن أن تستولي على لندن في غضون أسبوع وتتسبب بسقوط 300 ألف مدني؟ كل هذا بناءً على مصادر استخباراتنا التي لن نكشف عنها، فهل سيكون ذلك مناسباً للأميركيين والبريطانيين؟".

أما السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، فشدد آنذاك على أن بلاده "لا تخطط لمهاجمة أوكرانيا لأن ذلك ليس في مصلحتها"، متحدثاً عن "مجرد هراء لتصميم أفكار وهمية حول عدوان روسي".

هجوم عسكري متعدد الجبهات

مطلع ديسمبر 2021، رجّح تقرير أعدّته أجهزة الاستخبارات الأميركية أن روسيا تخطط لشنّ هجوم عسكري متعدد الجبهات على أوكرانيا في مطلع عام 2022.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن هذه الخطط "تتضمن تحركات مكثفة لـ100 كتيبة تكتيكية، مع ما يُقدّر بنحو 175 ألف جندي، إضافة إلى مدرعات ومدفعية ومعدات".

وأظهرت وثيقة استخباراتية اطلعت عليها الصحيفة، وتتضمن صوراً التقطتها أقمار صناعية، حشد القوات الروسية في 4 مواقع ونشر 50 فرقة تكتيكية في ساحة المعركة. ووصفت الوثيقة تحركات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا بـ"تعتيم للنوايا وخلق حالة من عدم اليقين".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات