يعيش الممثل السوري أيمن رضا، حالة من النشاط الفني في موسم دراما رمضان الحالي، إذ يشارك في 4 مسلسلات دفعة واحدة، هي: "بقعة ضوء"، و"حوازيق"، و"جوقة عزيزة" وأخيراً "الكندوش 2" الذي يُشارك به كممثل ومغنٍ لتتر المسلسل مع المطرب معين شريف.
وأرجع الممثل السوري أيمن رضا، خلال حواره مع "الشرق"، عودته إلى الأعمال الكوميدية من خلال "بقعة ضوء"، و"حوازيق"، إلى "رغبتي في إسعاد الناس وقت الانحلال وغياب القيم الأخلاقية وغياب القواعد، إذ بات الانسان يبحث عن السعادة داخل المستنقع".
ورأى أنّ "عودة المسلسلات الكوميدية السورية مُجدداً، بعد غيابٍ دام لسنوات، يرجع إلى معاناة المجتمع السوري مع اليأس والحضيض والواقع الأليم، ويريد شريكاً أو جليساً جديداً في حياته هو الضحك".
الكوميديا ونقد الواقع
ورفض "رضا" أن تكون مهمّته ككوميدي إضحاك الناس فقط، موضحاً أن "الكوميديا بالنسبة لي نوع أدبي ومسرحي وسياسي قديم، يمتد من الحضارة اليونانية إلى اليوم، والكوميديا لها رسائل وأبعاد وبها نقد ومساءلة الواقع".
ويُفضل الممثل السوري مجالسة البسطاء، مبرراً أن "هؤلاء الناس بشخصياتهم التراجيدية والساخرة والبريئة أو الشريرة والمتسلطة، هم مصدر إلهامي ومنهم أستشفّ أدواتي وأُراكم تفاصيل شخصياتي المتنوّعة وأركّب مشاهدي، هم سرّي الذي يبعدني عن تكرار نفسي".
انسحاب وعودة
وكشف الممثل السوري تفاصيل انسحابه من مسلسل "بقعة ضوء"، بعد تصوير 7 حلقات فقط، قبل أن يعود مجدداً، موضحاً أن "الشركة المنتجة لم تلتزم بالشروط التي اتفقنا عليها قبل بدء العمل، منها استقدام مخرجين محترفين ومتنوّعين لنحافظ على المستوى العالي لهذه السلسلة التي ابتكرتها مع باسم ياخور عام 2001، إذ استعانت بمخرجين مبتدئين".
وقال إن "شركة الإنتاج ألغت 10 حلقات تتناول الوضع المعيشي السوري في ظل الأزمة الاقتصادية وانقطاع التيار الكهربائي والمحروقات وغيرها من الأزمات، رغم أن العمل لا يُسجل موقفاً سياسياً مُعيناً، بل هي لوحات كوميدية سوداء وساخرة".
وأضاف: "أعتبر المسلسل طفلي المدلّل، وقررت العودة إلى المسلسل مرة أخرى، لأقدمه بشكلٍ جديد كسلسلة أفلام قصيرة بها معالجات درامية جديدة تشبه الواقع، وأفكار نقدية".
وتابع: "لا كوميديا بلا جرعة سياسية ونقدية. أنا لا أطرح نفسي كمحكمة أو كقاضٍ، بل أنا فنان وناقد وسائل، أحاور المشاهد بما يوجعه وأورّطه بالسخرية منه ليضحك معي ويرفّه عن نفسه، وفي الوقت ذاته ليطرح أسئلة".
مزيكاتي في "حوازيق"
,يشارك أيمن رضا، في مسلسل "حوازيق"، إذ يجسد دور "حمدي المزيكاتي" الذي يغني بلغات متعددة ولهجات عربية مختلفة، ويستأجر غرفة في فندق ويحوّلها إلى مطعم ويبثّ البهجة.
ويشارك الممثل السوري، في كتابة حلقات المسلسل، "لتكون مرنة وخفيفة وتشبهني، فأنا أحاول أحياناً إنقاذ الموقف المعقّد في المسلسلات، سواء في الإخراج أو النص أو حتى التغطية عن فني أو ممثل".
ويرى نجاح "هذا المسلسل في إمتاع الجمهور، كونه يجمع نجوماً كثيرة، كما أنه يُدار من قبل مخرج أكاديمي وجدّي ومتعاون ويعرف المستوى الكوميدي في داخلي وداخل كل ممثل معه، فهو لديه باع طويل في الإخراج الدرامي وموهوب، لكنه يخوض التجربة الكوميدية للمرّة الأولى".
وتدور أحداث المسلسل عن يوميات عائلة فقدت مكانتها الاجتماعية والمادية الجيّدة بسبب الحرب، وتحوّل الفندق الذي تملكه في دمشق القديمة إلى مكان شبه مهجور، لكنّ ربّة البيت تقرر إعادة تأهيل الفندق وتأجيره ولو بمبالغ معقولة لزبائن جدد غريبي الأطوار أو ينتمون إلى فئات اجتماعية فقيرة.
المسلسل بطولة سلمى المصري، ووائل رمضان، وفاتح سلمان، وعدد من ضيوف الشرف مثل أمل عرفة، ورنا شميس، وعبير شمس الدين، وفراس إبراهيم، وهو تأليف زياد ساري، وإخراج رشاد كوكش.
كوميديا حسب الطلب
ويشكو أيمن رضا، من غياب صناعة الكوميدية في بلاده، قائلاً: "ليس لدينا في سوريا اليوم، صناعة درامية كوميدية حقيقية لها هويتها ونصّها وشخصيتها"، لافتاً إلى وجود صعوبة في إيجاد نص كوميدي لامع ولمّاح خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأشار إلى أن "أكثر ما يفسد الدراما اليوم هي الشلليّة والوسائط وتحويل الصناعة التي حلّقت ونافست في المحافل الدولية والإقليمية قبل الحرب، إلى بيزنس عائلي وليست صناعة حقيقية".
واعتبر أن "الكوميديا في لبنان وسوريا تحاك بغالبيتها اليوم، بالإبرة والخيط بحسب مقاسات السوق التلفزيوني وسوق المنصات وليس من أجل الفن، لكن بشكلٍ عام الجمهور هو الحكم الذي يميز الموهوب من الفنان، الجمهور يعرف العمل ذات القيمة الفنية الجيدة والعمل الفاشل".