"السد".. مخرج لبناني يوثق للثورة السودانية بمهرجان القاهرة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشهد من الفيلم اللبناني السوداني "السد" - المكتب الإعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي
مشهد من الفيلم اللبناني السوداني "السد" - المكتب الإعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي
القاهرة-خيري الكمار

عرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ44، الفيلم السوداني "السد"، للمخرج علي شيري، ضمن عروض المسابقة الدولية، ويعتبر العمل التجربة الأولى كفيلم روائي طويل لصُناعه، وهو إنتاج مشترك بين السودان، وقطر، وألمانيا، وصربيا، ولبنان وفرنسا. 

وتدور أحداث الفيلم، أثناء الثورة السودانية عام 2019، حول شخصية "ماهر" الذي يعمل في مصنع طوب يعتمد على مياه النيل، ويتميز طوال الوقت بالهدوء، لكننا نكتشف أنه يخفي أمراً ما عن الأعين، وفجأة مع الأحداث تتحول الشخصية، بحسب مخرج العمل.  

وقال المخرج السوداني علي شيري، لـ"الشرق"، إنّ "الفيلم لا يتناول فقط معاناة عمال مصنع الطوب المجاور لسد مروي، شمال السودان، وإنما نتناول ونوثق الواقع الجديد للعالم العربي بعد انتكاسات بعض الثورات، وما أحدثته من خراب".  

المعاينة أولاً 

وكشف كواليس فترة التحضيرات على فيلم "السد"، موضحاً أنه بدأ معاينة التصوير قبل كتابة الأحداث نفسها، عكس المُعتاد، كما أن ميزانية العمل بلغت نحو 450 ألف يورو، واستغرق تصويره 6 أسابيع كاملة.

ولفت إلى اختياره مُمثلين غير مُحترفين، لم يسبق لهم تجربة التمثيل من قبل، مُبرراً ذلك بقوله: "هذا القرار مُغامرة كبيرة، لكني كنت أرغب في الاعتماد على عمال مصنع الطوب، لنقل المعاناة والواقع كما هو بشكله الطبيعي، كما أنّ أدائهم وخاصة في تفاصيل هذه المهنة يمنح الفيلم واقعية ومصداقية".

وروى كواليس إسناد دور البطولة إلى ماهر الخير، الذي لم يقف أمام الكاميرا سلفاً، قائلاً إنّ: "ماهر أول شخص قابلته عندما زرت المنطقة التي تدور فيها الأحداث، وكان يعمل بالمصنع، وطوال فترة التحضير للمشروع التي امتدت لـ5 أعوام تقريباً، توطدت علاقتنا وبات بيننا ثقة كبيرة".

وأضاف أنّ "ماهر طلب منّي المُشاركة بالتمثيل في الفيلم، لتعلقه الشديد بالموضوع، ورغب في أنّ يكون جزءاً منه، وبعد تفكيرٍ طويل قررت منحه البطولة، دون أن أعرف موقف العمل من المُشاركة في المهرجانات السينمائية". 

وأشار علي إلى أن طبيعة الوضوع، هي السبب الرئيسي في تقديم عمله الأول في السينما السودانية رغم كونه لبناني الجنسية، لافتاً إلى أنه يواصل التحضير على أفلامٍ سودانية جديدة، ما بين روائي طويل وقصير، موضحاً أنّ "الإنتاج هناك أمر شديد الصعوبة، لظروفٍ عديدة، لكن المخرجين يواصلون العمل بكلّ جدية لحبهم الشديد للسينما".

حلم وتحقق

واعتبر أنّ مشاركة "السد" في مهرجان القاهرة السينمائي، بمثابة حلم وتحقق، قائلاً إنّ: "مصر صاحبة تاريخ سينمائي طويل وارتبطت بها منذ صغري، وكنت أحلم طويلاً أنّ يُشارك فيلمي الروائي الأول في هذا المهرجان".

وقال إنّ: "الفيلم شارك في 15 مهرجان سينمائي خلال الفترة الماضية، وحصد جائزتين، كما سيُشارك في عددٍ من المهرجانات الدولية في الأسابيع المُقبلة"، مؤكداً أنّ تواجد "السد" في الدورة الماضية من مهرجان كان، لم يكن متوقعاً بالنسبة له، باعتباره أحد المهرجانات السينمائية في العالم، "كان حدثاً مهماً جداً لي وللسينما السودانية ."

ولفت إلى أنّ هناك خطة لطرح الفيلم في دور العرض بعددٍ من الدول المختلفة، لتكون البداية من فرنسا، مارس المُقبل.

أزمات وصعوبات

ومن جهته، كشف ماهر الخير، بطل فيلم "السد"، لـ"الشرق"، أبرز الصعوبات التي واجهته خلال التحضير، لاسيما وأنه لم يسبق له الوقوف أمام الكاميرا، قائلاً إنه بذل جهوداً ضخمة قبل التصوير، وجمعته جلسات عدة مع المخرج للوقوف على تفاصيل الشخصية كافة.

وأضاف أنّ "أصعب ما واجهني، هو إظهار المشاعر، ما بين الفرح والحزن"، متابعاً أنّ "المخرج أنجز تدريبي وزملائي في وقتٍ قصير، ويُحسب له أنّه تحملّنا في ظل افتقادنا للخبرة".

وتابع أنّ "وجودي في مهرجاني كان، والقاهرة السينمائي، أمرٌ لا يُصدق إطلاقاً، ويبدو أنّ أحلامي تحققت سريعاً، وأصبحت مشهوراً جدًا، وأتواجد مع أشهر النجوم حول العالم"، مُعرباً عن آماله بتكثيف مشاركته في السينما السودانية خلال السنوات المُقبلة، ليكون شخصاً مؤثراً في بلاده.

تصنيفات