السينما السعودية 2022.. طفرة شاملة على طريق المليار دولار

time reading iconدقائق القراءة - 8
سعوديون يتجمعون أمام شباك التذاكر بإحدى دور السينما خلال النسخة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، قبل عرض فيلم "أبطال" في مدينة جدة السعودية، 12 ديسمبر 2021. - Red Sea Film Festival
سعوديون يتجمعون أمام شباك التذاكر بإحدى دور السينما خلال النسخة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، قبل عرض فيلم "أبطال" في مدينة جدة السعودية، 12 ديسمبر 2021. - Red Sea Film Festival
دبي-محمد عبد الجليل

شهدت سوق السينما السعودية نمواً متسارعاً، خلال السنوات الخمس الأخيرة، وباتت محطّ أنظار كبار المستثمرين في قطاع السينما حول العالم، آملة في تحقيق عائدات شباك تذاكر تتجاوز مليار دولار، بحلول عام 2030، مما يضعها في قائمة أفضل 20 سوقاً للسينما العالمية، وفقاً لتقرير صادر عن شركة Entertainment Solution Services.

حققت دور العرض السينمائي السعودية نمواً في إيراداتها بنسبة 9.47% في عام 2022، مسجلة نحو 905 ملايين ريالاً سعودياً (240 مليون دولار أميركي)، حتى 25 ديسمبر، مقارنة مع إيرادات سنة 2021 التي وصلت 874 مليون ريال (232 مليون دولار أميركي).

وزاد عدد تذاكر السينما المباعة إلى أكثر من 14 مليون تذكرة خلال العام 2022، في مقابل 13 مليون تذكرة خلال عام 2021، بحسب بيانات الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، التي حصلت "الشرق" على نسخة منها.

وجاء الفيلم الأميركي Top Gun: Maverick في المركز الأول من حيث الإيرادات، محققاً 84.6 مليون ريال سعودي (22.4 مليون دولار أميركي).

وتستحوذ الأفلام المصرية على 30% من شباك التذاكر السعودي، رغم أنها تمثل 6.5% فقط من الأفلام المعروضة، ومن بينها فيلم "بحبك" لتامر حسني، والذي حقق 59 مليون ريال سعودي (15.6 مليون دولار أميركي).  

السينما المحلية

وشهد عام 2022 عرض 11 فيلماً سعودياً في دور العرض، في مقابل 7 أفلام فقط العام 2021، في مؤشر على إدراك القائمين على الصناعة أهمية الأفلام المحلية التي تعكس حياة الجمهور السعودي، باعتبارها مفتاحاً رئيسياً لنمو شباك التذاكر، بعد أن كان الاعتماد بشكل حصري على الأفلام الأجنبية (أميركية وهندية)، أو المصرية لجذب الجماهير، عقب افتتاح دور السينما لأول مرة في المملكة عام 2018.

وتحرص الحكومة السعودية من خلال وزارة الثقافة، وتحديداً "هيئة الأفلام السعودية" و"مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي"، على تشجيع الإنتاج المحلي، مدركة أن صناعة السينما أحد القطاعات الثقافية الأسرع نمواً في البلاد، كما أنها من الركائز الأساسية لخطة المملكة لتطوير صناعة الترفيه، كجزء من رؤية 2030.

ورغم أن صناعة السينما المحلية لا تزال في مرحلة مبكرة من التطور، إلا أن الطموح الذي يصاحبها يستهدف زيادة حجم الإنتاج المحلي في دور العرض إلى 70  فيلماً سنوياً بحلول عام 2030. 

مصادر مختلفة للدعم

وتوفر "هيئة الأفلام السعودية" التابعة لوزارة الثقافة، برئاسة الكاتب والمخرج عبد الله آل عياف، دعماً لصُنّاع الأفلام السعوديين المحترفين من خلال برنامج "ضوء"، عبر تقديم مبالغ نقدية غير مستردة لشركات ومؤسسات الإنتاج السينمائي في المملكة، إضافة إلى جهات الإنتاج الأجنبية بشركاء سعوديين.

وفي شهر مايو الماضي، وخلال الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، أعلنت الهيئة برنامج الحوافز المالية، الذي يقدم استرجاعاً نقدياً يصل إلى 40%، على أي فيلم سعودي أوغير سعودي، يُصور في المملكة، حال تلبيته لاشتراطات هذا البرنامج، والذي استقبل نحو 100 مشروعاً حتى الآن.

ويستثمر "الصندوق الثقافي" التابع للحكومة 233 مليون دولار على مدى 3 سنوات، من خلال برنامج تمويل قطاع الأفلام الجديد، بهدف تعزيز البنية التحتية للسينما في البلاد ودعم الإنتاج بالمنح والقروض.

مهرجان البحر الأحمر 

ويدعم مهرجان البحر الأحمر صانعي الأفلام العرب والأفارقة، من خلال صندوق البحر الأحمر، الذي يقدم 14 مليون دولار سنوياً لدعم الأفلام في مراحل التطوير، والإنتاج، وما بعد الإنتاج، لـ 100 مشروع من قبل المخرجين السعوديين والعرب والأفارقة.

وبرز المهرجان كواجهة عرض لصانعي الأفلام السعوديين، إذ عرض في دورته الأخيرة 7 أفلام طويلة، و18 فيلماً قصيراً، من بينها أفلام "طريق الوادي"، و"سطار"، و"الخلاط +"، و"بين الرمال"، و"أغنية الغراب".

وخلال العامين الأخيرين، شاركت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، في عدد كبير من الفعاليات السينمائية العالمية بمهرجانات كان، وبرلين، وفينيسيا، وتورنتو، في حضور يعكس مدى الطموح في المشاركة بإحداث تأثير بصناعة السينما العربية والدولية.

وتستثمر منصات البث العالمية والإقليمية في الإنتاج السعودي، لجذب المشتركين المحليين، بما في ذلك منصات "شاهد"، و"فيو"، و"نتفليكس"، والتي أعلنت عن قائمة إنتاجات عربية مؤخراً  تشمل "الخلاط+" وهو جزء من صفقة من 8 أفلام وقعتها مع شركة الإنتاج السعودية "تلفاز 11" في عام 2020.

دور العرض 

وبحسب هيئة الإعلام المرئي والمسموع، تملك المملكة 63 مجمعاً للعرض السينمائي حالياً، مقابل 54 في عام 2021. وبلغ عدد الشاشات في المملكة 581 شاشة.

وأشار تقرير شركة Entertainment Solution Services، إلى أن الهيئة تتوقع أن يكون في البلاد حوالي 350 دار سينما، و2500 شاشة سينما بحلول عام 2030.

واستمر بناء دور العرض السينمائية طوال عام 2022، وأصدرت الدولة تراخيص لما لا يقل عن 11 مشغلاً للسينما، أكبرها هو المشغل المحلي Muvi Cinemas، الذي يضم 21 دار سينما و 205 شاشات في 10 مدن، كما افتتحت أيضاً أكبر دار سينما في المملكة في يناير 2021، مع 25 شاشة في الرياض بوليفارد سيتي.

ويأتي في المركز التالي شركة Vox Cinemas الإماراتية، والتي تشغل 154 شاشة في 6 مدن سعودية، في حين تحتل المركز الثالث AMC Cinemas الأميركية، وهي واحدة من أكبر مشغلي السينما في العالم، مع 11 دار سينما.

وتُقسم الحصة المتبقية بين المشغلين الآخرين ومنهم سلسلة Empire Cinemas اللبنانية، وسينما Cinepolis المكسيكية، كما تستعد Reel Cinemas الإماراتية، وGrand Cinemas اللبنانية للدخول إلى السوق السعودية.  

أفلام جماهيرية

واتجهت بعض سلاسل دور السينما إلى دعم الأفلام السعودية أيضاً، ففي مايو أعلنت Muvi Cinemas عن الدخول بمجال الإنتاج من خلال Muvi Studios لدعم الأفلام السعودية والعربية، برئاسة المنتج السعودي فيصل بالطيور. 

وتركز استوديوهات Muvi على الأفلام التجارية التي يمكن أن تجذب الجماهير إلى دور العرض، وتحديداً الكوميديا ​​بشكل خاص، وبحلول عام 2024، تأمل Muvi بدعم 20 إلى 25  فيلماً كل عام، بمزيج من الأفلام السعودية والمصرية.  

كما تستثمر شركة Vox في الإنتاج، إذ أعلنت في مهرجان البحر الأحمر العام الماضي، أنها ستنتج 25 فيلماً عربياً في غضون 5 سنوات، وكشفت عن أول قائمة لها في مهرجان هذا العام، بما في ذلك تكملة للكوميديا ​​السعودية الشهيرة "مسامير". 

وتضم القائمة أيضاً فيلم "حوجن" المقتبس من رواية الخيال العلمي السعودية الأكثر مبيعاً، من إخراج ياسر الياسري، وتم إنتاجها بالشراكة مع Image Nation Abu Dhabi و MBC Studios، وتم تصوير حوالي 40% من الفيلم في جدة.  

اقرأ أيضاً:

تصنيفات