انطلاق عروض المسابقة الرسمية في "مهرجان برلين السينمائي"

time reading iconدقائق القراءة - 6
المخرجة الألمانية إيميلي آتف مع أبطال فيلمها "يوماً ما سنُخبر بعضنا بكل شيء" على هامش "مهرجان برلين السينمائي" - 17 فبراير 2023 - AFP
المخرجة الألمانية إيميلي آتف مع أبطال فيلمها "يوماً ما سنُخبر بعضنا بكل شيء" على هامش "مهرجان برلين السينمائي" - 17 فبراير 2023 - AFP
برلين-عرفان رشيد

بعد أيام من هيمنة الملف الأوكراني والسياسة، عاد مهرجان برلين السينمائي الدولي إلى مساره السينمائي، مع بدء عروض المسابقة الرسمية والبرامج الأخرى الملحقة بأجندة النسخة الثانية والسبعين من "البرليناله"، وفي طليعتها برامج: "لقاءات" و"أجيال" و"بانوراما" بالإضافة إلى منتدى المهرجان، والتي يُنتظر أن تخرج منها أعمال متميّزة، فغالباً ما تحتوي البرامج الملحقة بالمسابقة الرسمية أعمالاً أفضل على صعيد اللغة السينمائية.

وكان حفل افتتاح المهرجان (الخميس)، شهد عرض فيلم "جاءت إليّ" خارج المسابقة الرسمية، وهو عملٌ للكاتبة والمخرجة الأميركية ريبيكّا ميللر، من بطولة پيتر دينكلاج وآن هاثاواي وممثلين آخرين من بينهم النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية طاهر رحيم.

ترقّبٌ كبير ونتيجة متواضعة

ووصفت إدارة المهرجان الفيلم المذكور ("جاءت إليّ") لدى الإعلان عنه بكونه "كوميديا جذّابة بُنيت على الصراعات اليومية للمجتمع الغربي، بشخصيات تصورّتها ميللر وشكلتها وأوكلت تجسيدها الى ممثلين رائعين“. 

وأضاف بيان "البرليناله" أنّ تلك الشخصيات "تسير بإلهام اللحظة وترفض الانقياد إلى الإملاءات المجتمعية، ما يجعل من She Came to Me  قصيدة سحرية لحرية التعبير".

إلاّ أنّ النتيجة، لم تأتِ على مستوى الترقّب، على الرغم من رغبة المخرجة وأهمية الأسماء المشاركة في الفيلم، إذ كان كمعظم أفلام الافتتاح في المهرجانات الكبرى، والتي غالباً ما تنال قدراً من الاهتمام رغم مستوياتها الفنية المتوسّطة.

تجدر الإشارة إلى أن المخرجة ربيبكّا آوجوستا ميللر المولودة في 15 سبتمبر 1962 هي ابنة الكاتب المسرحي الأميركي الكبير آرثر ميللر، من زوجته الثالثة، وهي زوجة النجم دانييل دَيْ لويس.

وسبق لآوجوستا ميللر أن نالت جائزة لجنة التحكيم الكبرى لـ"مهرجان ساندانس السينمائي" عن فيلم "السرعة الشخصية"، و"جائزة جوثام للأفلام المستقلة" عن فيلم "أنجيلا".

البحث عن الدهشة

وبانطلاق أفلام المسابقة الرسمية، ستشاهد لجنة التحكيم الدولية برئاسة الممثلة كريستين ستيوارت 19 فيلماً.

وقالت كريستين ستيورات، البالغة من العمر 32 عاماً، إنها تشعر "بالرهبة" إزاء هذه المهمة، لكنهّا أكّدت أنّها، ولجنتها المكوّنة من خمس نساء ورجلين، ستبحث "عمًا يُثير الدهشة في الأفلام التي سنشاهدها".

وبدأت عروض المسابقة الرسمية بفيلم "يوماً ما سنُخبر بعضنا بكل شيء" للمخرجة الألمانية الإيرانية الأصول إيميلي آتِف، وبطولة مارلين بورو وفيليكس كرامر.

الفيلم مقتبسٌ من رواية بالعنوان ذاته للكاتبة دانييلا كرين، وتدور أحداثه في عام 1990 في ألمانيا الشرقية السابقة، ويروي قصة امرأة شابة تبدأ علاقة مع رجلٍ عمره ضعف عمرها، ويتمتع بشخصية غامضة وجذابة.

وبطلة الفيلم ماريا، في الثامنة عشر من العمر، فتاة رقيقة وحالمة تعيش مع صديقها يوهانس في مزرعة والديه الواقعة على الحدود بين الجمهوريتين الألمانيتين، قبل أشهر من الوحدة بين شطري ألمانيا.

وفي صيف عام 1990، وبينما كانت تتم إعادة كتابة التاريخ وتُخطُ الصفحات الأولى لبداية نهاية الاتحاد السوفياتي، يعيش سكان ذلك الريف حياتهم بهدوء وكأن شيئاً لا يحدث على الاطلاق، ويتابعون تلك الأحداث الدرامية عبر شاشات التلفزيون، فيما ماريا المغرمة بقراءة دوستويفسكي تواصل تجوالها في المروج، منشغلة في البحث عن معنى الحياة. وستكون تلك الجولات الريفية سبباً في العثور على الرجل الذي سيقلب حياتها رأساً على عقب.

وُلدت الكاتبة والمخرجة إيميلي آتف في برلين في عام 1973، ونشأت بين برلين ولوس أنجلوس وباريس، وعملت لاحقًا في المسرح في لندن. 

في عام 2001، حصلت على شهادة في الإخراج من الأكاديمية الألمانية للسينما والتلفزيون في برلين. وفاز فيلمها الطويل الأول Molly’s Way  بجائزة New Talent Award لأفضل سيناريو في "مهرجان ميونيخ"، وعرض فيلمها الثاني Das Fremde in mir لأول مرة في "مهرجان كان" وفاز بالعديد من الجوائز. 

وشهدت المسابقة أيضاً عرض فيلم "منارةٌ بلا ظل" للمخرج الصيني جانج لو، والذي يروي مسيرة أجيال  عدّة من المجتمع الصيني الذي يعيش على أطراف المدن الكبرى.

جمع المخرج أربعة أجيال في المشهد ذاته، وهو يرى بأنّ هذا التجسيد العائلي الصغير أنموذجاً لجانب من جوانب لمجتمع الصيني المعاصر، من دون أن يكون الوحيد او الدالّ المطلق عليه.

وكانت السياسة هيمنت على حفل افتتاح "مهرجان برلين السينمائي الدولي"، الخميس الماضي، إذ حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال كلمة ألقاها في الافتتاح، حضّ صناع السينما على اتخاذ موقف في ما وصفه بـ"معركة بين الحرية والاستبداد"، مشبهاً بين الغزو الروسي لأوكرانيا وجدار برلين.

واستحضر زيلينسكي ذكريات تجربته الخاصة كممثل، وقال في مداخلة عبر تقنية الفيديو: "لسنوات عدة ظل ميدان بوتسدام مقسماً بجدار برلين.. تريد روسيا اليوم بناء الجدار ذاته في أوكرانيا: جدار بيننا وبين أوروبا، لفصل كييف عن خيارها من أجل مستقبلها"، وحضّ  صنّاع السينما على "تحطيم الجدار الرابع" من خلال مخاطبة جماهيرهم مباشرة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات