رئيسة مهرجان عمان السينمائي: نسير بخطى ثابتة ولم نتعجل النجاح

time reading iconدقائق القراءة - 8
رئيس مهرجان عمّان السينمائي الدولي الأميرة ريم على  - المكتب الإعلامي للمهرجان
رئيس مهرجان عمّان السينمائي الدولي الأميرة ريم على - المكتب الإعلامي للمهرجان
عمّان-محمد عبد الجليل

قالت الأميرة ريم علي، رئيسة مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أول فيلم، إن "المهرجان نجح خلال سنواتٍ قليلة في إثبات وجوده، محققاً مكانة تنافسية جيدة على مستوى المهرجانات الدولية"، لافتة إلى أن شعار الدورة الـرابعة، التي اختتمت فعالياتها الثلاثاء، "بدايات وحكايات"، يعود إلى أن المهرجان يحتفي دائماً ببدايات صناع السينما في كل المجالات. 

وأضافت الأميرة ريم أن "المهرجان يُركز بشكلٍ أساسي على التجارب السينمائية الأولى لصُنّاع الأفلام، التي تُعد بداية كبيرة بالنسبة لهم، على اعتبار أنهم سيكونوا أصحاب شأن كبير في المجال بالمستقبل القريب، لذلك الشعار يتوافق مع التيمة الرئيسية للمهرجان"،.

وتابعت خلال حوارها لـ"الشرق" أن "أي فيلم عبارة عن حكاية، ولا بد أن تكون بدايتها جيدة ومميزة، لتدفع المشاهد داخل القصة، كما أن الجمهور قد يتذكر بداية صناعة الأفلام، ويعود مثلاً إلى أول فيلم مصري أو سوري وهكذا، فالإدارة كانت لديها رغبة في استخدام هاتين الكلمتين كشعارٍ لها لهذا العام". دعم الشباب 

وأقيمت الدورة الرابعة لمهرجان عمان السينمائي الدولي في الفترة من 16 وحتى 22 أغسطس، بمشاركة 65 فيلماً متنوعاً ما بين الروائي والوثائقي من 19 دولة، بجانب عقد جلسات نقاشية وورش عمل مع عشرات صنّاع السينما من الوطن العربي والعالم.

بداية الحكاية

"احكوا.. عبّروا.. نرغب في سماع أصواتكم.. نسمع لمجتمعنا بالأردن والعالم العربي أيضاً"، هكذا لخصّت الأميرة ريم علي، أحد أبرز أهداف مهرجان عمّان السينمائي الدولي، متابعة "نعقد ورش عمل، ومحاضرات ومناقشات سينمائية، حتى يكون لصُنّاع الأفلام أصحاب مرحلة البدايات فرصة لتزويد مهاراتهم".

وأكدت أن "إدارة المهرجان تسير بخطوات مدروسة وبهدوء وثبات شديد دون تعجل، حتى يكون هناك نمواً طبيعياً، لذا نتطور سنوياً مع الاحتفاظ بهوية المهرجان، كما أننا نفتخر بمديرة المهرجان ندى دوماني، التي نجحت في توفير أجواء إيجابية وعائلية بين فريق العمل". 

وأبدت سعادتها بحجم تفاعل الجمهور مع فعاليات وعروض الأفلام بالمهرحان، قائلة: "يهمنا دوماً أن يكون الجمهور على قدر كبير من السعادة والمتعة، وراضياً عن المحتوى المُقدم"، موضحة أن إدارة المهرجان تعقد بعد انتهاء كل دورة اجتماعاً فورياً للاطلاع على كل الاحصائيات الخاصة بالدورة، لاسيما حجم الحضور. 

وأشارت إلى أن "سينما السيارات كان الإقبال عليها كبيراً في الدورة الأولى بسبب ظروف كورونا آنذاك، لكن تراجع الإقبال عليها نوعاً ما، بالتزامن مع الدورات التالية، لذلك قررنا تخفيضها مع زيادة عدد القاعات العادية، فضلاً عن الانتقال إلى المحافظات، حيث نظمنا عروضاً في 6 مدن مختلفة هذا العام، وذلك بسبب اهتمام وحرص الجمهور على الحضور والتواجد".

كواليس تأسيس المهرجان 

وكشفت الأميرة ريم علي عن كواليس تأسيس مهرجان عمّان السينمائي، والتي جاءت بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا في العالم، قائلة إن: فكرة تأسيس المهرجان كانت تراودها منذ سنواتٍ طويلة، لاسيما وأنه كانت هناك تطلعات من قبل البعض، لوجود مهرجان، يُكمل أهداف ورؤية الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، التي تحل الذكرى الـ20 لتأسيسها هذا العام، كما أن الأمير علي بن الحسين كان يرغب دوماً في دعم المواهب الشابة في صناعة الأفلام، وصناعة تجارب سينمائية من الواقع الأردني.

وتابعت "كان علينا التأني في خطوة تأسيس مهرجان، لحين التأكد من وجود أفلام لعدد من الشباب بشكلٍ دوري دون انقطاع، وتحمل أفكاراً جديدة، وأتذكر عندما كنت أعمل بالهيئة، كنّا ننظم عروض أفلام في عمّان وعدد من المحافظات الأردنية، وكان الجمهور متعطشاً للسينما لدرجة كبيرة، وينجذب للعروض التي ننظمها، رغم أنها لم تكن أفلاماً تجارية تقريباً، وعقدنا أيضاً برامج سينمائية متنوعة بصفة شبه دورية، مثل (أسبوع الأفلام الجزائرية) و(أسبوع الأفلام الفلبينية) وهكذا، في شكلٍ أقرب إلى مهرجان مُصغر يتجول في المحافظات، وكان إقبال الجمهور يتزايد سنوياً". 

واستكملت "وصلنا أخيرًا لمرحلة تسمح لنا بتأسيس مهرجان سينمائي، خاصة مع وجود نوعية كبيرة من الأفلام التي نفذها الشباب الأردني، ولديها القدرة على المشاركة في المهرجانات الدولية وتُنافس على الجوائز أيضاً"، متابعة "كنا حريصين على تأسيس مهرجان يحمل أهدافاً مختلفة، خاصة وأن هناك عدداً من المهرجانات بالمنطقة لها أهداف ومحتوى شبه موحد، لذلك قررنا المنافسة بما يتماشى مع رؤى وأفكار الهيئة الخاصة بدعم الشباب، ودفعهم لاستكمال رحلتهم في عالم السينما". 

وتذكرت الأميرة ريم علي، كواليس انطلاق الدورة الأولى، والتي انطلقت بعد أيام قليلة من إغلاق البلاد بسبب انتشار الجائحة عام 2020، حيث قالت: "ترددنا كثيراً ما بين التأجيل أو إطلاقها في ظل الظروف المتاحة وقتها، إلى أن توصلنا في النهاية لاستكمال ما بدأناه، حتى نعطي رسالة للجميع بأن الفن وجوده مهم، وبمثابة غذاء للروح، فلا يمكن الاستغناء عنه، مثل الطعام والشراب، كما أنه يُحسن من الحالة النفسية". 

وقالت إنّ: "الجمهور لم يكن كبيراً بالدورة الأولى، بسبب توقف حركة الطيران وقتها، لكن نجحنا في تنظيم عروض أفلام في أماكن مناسبة، من خلال استغلال المسرح المفتوح للهيئة، وكذلك سينما السيارات بما يُحقق شرط التباعد بين الأشخاص، حتى انتهت الدورة بسلام، وذلك منحنا طاقة قوية للاستمرارية، وباتت الدورات التالية، تشهد نمواً وتطوراً كبيراً". 

20 عاماً

وأشارت الأميرة ريم إلى أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عملت على تعزيز البنية التحتية لصناعة الأفلام في الأردن، على مدار السنوات الماضية، كما أنها لها دوراً استثنائياً في تطوير مسألة تصوير الأفلام الأجنبية هناك، واستقطاب شركات الإنتاج العالمية لتصوير أعمالهم على أرضها، لتكون واجهة أساسية لهم. 

ولفتت إلى وجود اتفاقية تخص تصوير الأفلام الأجنبية في الأردن، تُلزم الجهة المنتجة بالاستعانة بعدد معين من الكوادر الشبابية الأردنية، بما يضمن تدريبهم ومنحهم الخبرات، وهذا يأتي ضمن أهداف الهيئة ودعم الصناعة بشكلٍ عام، متابعة أن "هذه الخبرات المُكتسبة من بلدان عدة، تساعدهم على صناعة أفلام احترافية فيما بعد، الأمر الذي يُعزز قدراتهم الفنية".

وكشفت عن وجود احتفالية خاصة، في سبتمبر المقبل، بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيس الهيئة الملكية للأفلام، إلا أنها رفضت الإفصاح عن تفاصيلها، باستثناء  الكشف عن افتتاح استديو سينمائي، الأمر الذي سوف يسهم في اكتمال مشهد صناعة الأفلام هناك.

وحول مشاركة فيلمين من الأردن لأول مرة، في الدورة الماضية من مهرجان كان السينمائي، أعربت عن فخرها واعتزازها بالتطور الكبير الذي شهده الفيلم الأردني مؤخراً، ما جعله موجوداً في عدد من المهرجانات السينمائية بالعالم، وليس مهرجان كان فحسب، وذلك بفضل جهود الهيئة الملكية للأفلام الأردنية، ومهرجان عمّان السينمائي الدولي، مضيفة أن "هذا منحنا إشارة أننا نسير على الطريق الصحيح، ويدفعنا نحو التطوير طوال الوقت".

وأثنت على مساحة تواجد المرأة في صناعة السينما بالأردن وكذلك الوطن العربي، وقدرتهن على النجاح الكبير واقتناص الجوائز من مختلف المهرجانات السينمائية، إذ صار لديهن بصمة واضحة في المجال. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات