ستكتسي السجادة الحمراء لمهرجان "كان" السنة المقبلة باللون الوردي، إذ اختيرت مخرجة فيلم Barbie جريتا جيرويج لترؤس لجنة تحكيم الدورة 77 من المهرجان.
وبرزت اسم جيرويج عالمياً بعد النجاح التجاري الواسع لفيلمها عن الدمية الشهيرة والذي طرح الصيف الماضي، وباتت تُعدّ من أبرز وجوه السينما الأميركية.
وتتولى المخرجة والممثلة وكاتبة السيناريو البالغة 40 عاماً رئاسة لجنة التحكيم في المهرجان الذي يقام من 14 إلى 25 مايو 2024 خلفاً للسويدي روبن أوستلوند الذي منحت اللجنة برئاسته السعفة الذهبية هذه السنة لفيلم Anatomie d'une chute.
وأوضحت إدارة المهرجان، في بيان، أن جيرويج ستكون "أول مخرجة أميركية تتولى" هذا الدور، وسيضفي إسناد المهمة إليها نفحة شبابية على المهرجان، إذ لم يسبق أن كانت رئاسة لجنة من نصيب أحد في مثل هذه السن منذ أن شغلتها صوفيا لورين عام 1966 عندما كانت في الحادية والثلاثين.
وجيرويج أول امرأة أيضاً يُعهَد إليها بهذا المنصب المرموق منذ الممثلة كيت بلانشيت عام 2018، إذ لا يزال الرجال يغلبون عليه مع بعض الاستثناءات البارزة، مثل جاين كامبيون أو إيزابيل أوبير.
ونقل بيان للمهرجان عن جيرويج قولها: "أنا أحب الأفلام بشدة، وأحب إخراجها، وأحب مشاهدتها، وأحب التحدث عنها لساعات، وباعتباري من عشاق السينما، فإن مهرجان (كان) بالنسبة لي ذروة ما يمكن أن تمثله اللغة العالمية للأفلام".
"كان يسحب البساط من برلين"
وبإعلانه في ديسمبر اختيار مخرجة بارزة لرئاسة لجنة التحكيم، سحب أكبر مهرجان سينمائي في العالم البساط من تحت مهرجان برلين الذي يقام في فبراير.
وأعلن المهرجان الألماني، الاثنين، إسناد رئاسة لجنة التحكيم في دورته المقبلة، إلى الممثلة المكسيكية الكينية لوبيتا نيونجو البالغة 40 عاماً أيضاً، ما يجعلها أول امرأة من ذوي أصول إفريقية تتولى المهمة.
وشكّل الإعلان عن ترؤس جيرويج لجنة تحكيم مهرجان "كان" بداية مبكرةً جداً للضجة المتعلقة به، سبقت حتى بدء السباق إلى جوائز الأوسكار التي تأجل الاحتفال بتوزيعها إلى 10 مارس، بسبب إضراب تاريخي في هوليوود استمر 6 أشهر، وتسبب بالشلل في عاصمة السينما الأميركية.
وكانت بداية موسم الجوائز السينمائية قوية لجيرويج، إذ حصل "Barbie" على العدد الأكبر من الترشيحات لجوائز "جولدن جلوب"، وينافس على 9 منها، أبرزها "أفضل فيلم كوميدي"، إضافة إلى ترشيح جيرويج لجائزة الإخراج وبطلَي الفيلم مارجو روبي وراين جوسلينج في فئتي التمثيل الرئيسيتين.
وفي كل الأحوال، تمكنت جيرويج من الفوز باستحسان الجمهور، إذ دخلت تاريخ هوليود كأكثر مخرجة تحقيقاً للإيرادات؛ نظراً إلى أن فيلمها هو الأول لامرأة يتجاوز دخله عتبة المليار دولار.
وحصد الفيلم الذي شكّل ظاهرة ثقافية وتجارية أكثر من 1.44 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم.
وبعيداً من هذا الفيلم الكوميدي ذي الرسالة النسوية الذي شاركت في كتابة السيناريو له، اشتهرت جريتا جيرويج بكونها "أبرز وجوه السينما الأميركية المستقلة"، على ما أفاد المهرجان.
وأرجعت رئيسة المهرجان إيريس كنوبلوك، ومندوبه العام تييري فريمو، اختيار جيرويج إلى أنها "تجسد بجرأة تَجَدُّد السينما العالمية".
وأضافا أنها "ممثلة لعصر يلغي الحدود، ويمزج بين الأنواع لإعلاء شأن الذكاء والإنسانية."
ومن خلال تعيين جريتا جيرويج، يُبرز المهرجان أيضاً استمرار روابطه مع الصناعة السينمائية الأميركية القوية.
ويُفترض أن يعلن المهرجان خلال الأشهر المقبلة عن بقية أعضاء بقية لجنة التحكيم، بالإضافة إلى القائمة الرسمية للأفلام التي سيختارها ضمن مسابقته.