اختتمت وزارة الثقافة السعودية مبادرة عام الشعر العربي بإطلاق العرض المسرحي الأدائي "رسوم وطلل.. جغرافيا القصيدة" في ميادين محافظة الدرعية في العاصمة الرياض، ليكون تتويجاً لمشروع "مسار الشعر العربي"، وتعزيزاً لمكانته وترسيخه في الثقافة العامة.
جغرافية القصيدة
تحكي قصة المسرحية عن تنافس مجموعة من الشباب يقودهم "طلل"، ومجموعة من الشابات تقودهن "رسوم"؛ من أجل إتمام خارطة ما لبحث جامعي يفرضه على يهم دكتور الأدب؛ بحيث يتتبعون في رحلتهم جزءًا كبيراً من سيرة المكان الجغرافي في شعر ما قبل الإسلام، وعصر صدر الإسلام، الذي وردت فيه الأماكن والأطلال، والتي تقع في أنحاء الجزيرة العربية التي تمثلها السعودية اليوم، وتقاطعها مع المواقع التي وردت على ألسنة الشعراء.
ويقترن البحث بظهور شخصيات تسجد شخصيات الشعراء بعد قرون، ليصلوا في النهاية إلى اكتمال خارطة شعرية جغرافية للشعر العربي القديم، داخل خارطة السعودية.
رسوم وطلل
وأكد الممثل السعودي بدر محسن الذي يؤدي دور طلل، في حديثه لـ "الشرق"، "أن العرض يشكّل مصدر فخر كبير لما يحتويه من ثراء معرفي حول الشعراء وارتباطهم بجغرافية المملكة".
أضاف:" كان العمل مسؤولية كبيرة، وتدرّبنا لمدة شهر كامل، من أجل تقديمه بشكل صحيح، وخصوصاً لجهة اللغة، وهي كانت من أهم المهارات التي تدرّبنا عليها"، مؤكداً أنهم استطاعوا "إيصال الرسالة المرجوة من العمل بشكل واضح وكبير، وهي انتشار الشعراء في مناطق المملكة العربية السعودية.
ووصفت الفنانة أصايل محمد المؤدية لدور رسوم تجربتها في دور رسوم قائلة: "هيّأت لها فرصة اكتشاف جوانب كبيرة حول الشعراء المنتسبين للجزيرة العربية".
أضافت: "بالرغم من أنها التجربة الأولى في المسرح، لكنها تجربة ثرية جداً ومهمّة، لا سيما أنها تمثل جانباً مهماً من جوانب الوطن، وهو الشعر والشعراء إضافة للجرأة التي منحتني".
وتهدف الفعالية لإبراز المواقع السعودية التي عاش بها الشعراء العرب، أو وردت في قصائدهم، إضافة للمكانة الحضارية المهمة للجزيرة العربية، ودورها المؤثّر في نشأة الشعر العربي ونهضته الكبرى التي جعلت من هذا الفن البديع ديواناً للعرب.
كما يصاحب العرض المسرحي الممتد حتى 27 ديسمبر، ثلاث أمسيات شعرية، ومعرضاً فنياً بعنوان "جغرافيا القصيدة"، بالإضافة أجنحة الشعر العربي.
يذكر أن وزارة الثقافة السعودية أطلقت مؤخراً على العام المقبل 2024، "عام الإبل"، في إطار الاحتفاء بمكانتها وقيمتها الثقافية، وتعزيز حضورها المحلي والدولي.