كشفت هيئة المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة السعودية، عن تفاصيل مهرجان المسرح الخليجي الذي تستضيفه المملكة في نسخته الرابعة عشرة للمرة الأولى خلال مؤتمر صحفي عقد بحضور عدد من قيادات الهيئة ومسؤولي المهرجان.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي، في بداية المؤتمر أن "تنظيم المملكة لفعاليات مهرجان المسرح الخليجي للفرق المسرحية الأهلية، للمرة الأولى بعد فترة توقف لسنوات، حدثاً مهماً يجمع الأشقاء من فناني ومثقفي دول الخليج"، آملاً أن يكون انعقاد المهرجان بالرياض بداية لعودة العمل المسرحي الخليجي المشترك.
احتفالية العودة
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي لـ "الشرق" أن عودة مهرجان المسرح الخليجي بعد غياب 8 سنوات، يمثل احتفالية مهمة، كما تشكل هذه العودة ضمان للاستمرارية وعدم التوقف، موضحاً أهمية هذا الأمر لدول مجلس التعاون الخليجي لتعميق التعاون، وتكثيف الأداء، وتطوير النشاط المسرحي، كذلك بحث الإنتاجات المشتركة.
وتتسم هذا النسخة من المهرجان بعدة تحديثات، أبرزها الورشة المسرحية الخاصة بإدارة المسرح بعنوان: "الإدارة الثقافية في الفرق المسرحية"، والتي تعد أول ورشة إدارية متخصصة في تطوير الجانب الإداري للفرق المسرحية.
كما استحدثت أيضاً جائزة الفرقة المميزة، التي تأتي لأول مرة في تاريخ المهرجان، وهي جائزة مستقلة عن جوائز العروض المسرحية، حيث تُعنى بدعم الفرق المشاركة في المهرجان لتحسين وتطوير الجانب الإداري للفرق المسرحية.
وأوضح البازعي في حديثه لـ"الشرق": بأن جائزة الفرقة المميزة تأتي لتحفيز التطوير في عمليات التأسيس، والحوكمة، والنجاح الإداري والمالي، مؤكداً على أهميتها لتطوير الفرق الأهلية.
كما تم الإعلان أيضاً عن مضاعفة جميع مبالغ جوائز المهرجان، ولم يتم التصريح عن مقدار الجائزة لحد الآن.
6 عروض
يتمحور مهرجان المسرح الخليجي في نسخته 14 حول البنية التحتية للمسرح في الخليج، ويستمر على مدى 8 أيام ابتداء من 10 حتى 17 سبتمبر، يقدم خلالها 6 عروض مسرحية من دول مجلس التعاون الخليجي، يفتتحها العرض الأول بعنوان "بحر" من السعودية، ومن الإمارات مسرحية "أشوفك"، ومن البحرين "عند الضفة الأخرى"، كما تشارك عمان بمسرحية "الروع"، وتشارك قطر بمسرحية "الخيمة"، وأخيراً الكويت بمسرحية "غصة عبور".
كما يتخلل المهرجان ندوات وورش عمل وفعاليات ثقافية وفنية، تصب في قالب المعرفة وتبادل الخبرات والحوار الفكري، للنهوض بالحركة المسرحية بين دول مجلس التعاون، إضافةً إلى تقديم عروض مسرحية خليجية.
ليست مجرد عروض
ويرى مدير مهرجان المسرح الخليجي خالد الباز، أن المهرجان هو نتاج عمل جماعي وجهود كبيرة على مدى شهور طويلة موضحاً لـ "الشرق" أن اختيار الأعمال يخضع للائحة تستند على معايير خاصة، فإما أن تكون من خلال مهرجانات محلية، أو لجنة خاصة تقيم العمل من حيث النص والإخراج السينوغرافيا أيضاً.
ولفت الباز إلى أن الأعمال في مضامينها تقدم مزجاً بين الماضي والحاضر، يعكس الأعمال الاجتماعية الأصيلة، باعتبار أن هناك استراتيجية وطنية خاصة أطلقتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، تتناول الروابط المشتركة بين دول الخليج تتكلم عن البحر والتراث.
وشدد على أن الهدف من المهرجان يتجاوز إقامة العروض المسرحية إلى مخرجات مهمة من ناحية الكم والكيف، الكم من حيث العدد في الممثلين، والنصوص، والكيف من حيث الإخراج والإتقان والصناعة الحقيقية، والاستفادة من كل هذه النواحي والمزج بينها من خلال ورش العمل والدورات المقدمة.
ويشار إلى مهرجان المسرح الخليجي يسعى لإثراء الحراك المسرحي الخليجي، وتعزيز الروابط الفنية والثقافية والشراكات بين المسرحيين الخليجيين، إضافة إلى صناعة منصة للتبادل الثقافي والفني لدعم وتمكين فناني المسرح الخليجي من عرض أعمالهم الجديدة خلال تقديم عرض مسرحي واحد لكل دولة يسبقها حفل افتتاح، ويختتم المهرجان بحفل ختامي للتكريم الفرق والدول المشاركة.