طالبت أوكرانيا، السبت، حلفاءها الغربيين بمزيد من السلاح بعد أن قالت إنها تمكنت من تكبيد الجيش الروسي "خسائر كبيرة"، في وقت انتقدت موقف نيوديلهي من الغزو الروسي، وتأخر "صندوق النقد الدولي" في تقديم مساعدة عاجلة كانت طلبتها.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية الزائرة أنالينا بيربوك، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن "نجاح هجوم مضاد على القوات الروسية يبين أن بوسع أوكرانيا هزيمة تلك القوات، لكنها تحتاج إلى مزيد من الأسلحة من شركائها"، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".
وأضاف أن "بعض الحلفاء ترددوا في البدء في إرسال أسلحة، مشيرين إلى خطر إثارة عداوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيراً إلى أنه "الآن لم نعد نسمع هذا الجدل، أظهرنا أننا قادرون على هزيمة الجيش الروسي. إننا نفعل ذلك بالأسلحة التي أعطيت لنا، لذلك أكرر أنه كلما حصلنا على أسلحة أكثر، حققنا النصر بشكل أسرع وانتهت هذه الحرب أسرع".
وعلى الرغم من أن ألمانيا أرسلت مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع إلى أوكرانيا، تريد كييف أيضاً دبابات القتال الرئيسية "ليوبارد" ومركبات المشاة القتالية "ماردر" والدبابات المضادة للطائرات "جيبارد".
واشتكى كوليبا، الذي انتقد ألمانيا في السابق لما قال إنه "بطء في إرسال الأسلحة"، من أن أوكرانيا تدفع ثمن المناقشات الداخلية.
وقال: "كل يوم، بينما شخص في برلين يبحث ويتلقى النصيحة أو يتشاور بشأن ما إذا كان يتعين إعطاء دبابات أم لا، يموت شخص في أوكرانيا نتيجة لحقيقة أن الدبابة لم تصل".
ووعدت بيربوك بمزيد من المساعدات العسكرية، ولم تستبعد تقديم دبابات قتال رئيسية غربية الطراز. وقالت "أعرف أن الوقت عامل مهم للغاية"، مضيفة: "ستكون الأسابيع والشهور القليلة المقبلة حاسمة".
حياد غير مقبول
وانتقد كوليبا، في منتدى يالطا للاستراتيجية الأوروبية في كييف، "حياد الهند"، متهماً إياها بـ"الاستفادة" من "التضحيات" الأوكرانية والغربية، قائلاً: "لا يمكنك أن تكون محايداً وتتظاهر بأن شيئاً لم يحدث عندما تستفيد أساساً من تضحياتنا".
ومنذ بداية غزو روسيا لأوكرانيا الذي استدعى فرض سلسلة عقوبات غربية عليها بما في ذلك حظر على النفط الروسي، أصبحت موسكو المورد الرئيسي للنفط لنيودلهي. وتستفيد مصافي التكرير الهندية من الوضع وسط ارتفاع أسعار البنزين في أوروبا.
وقال كوليبا إن الهند باتت لديها "إمكانية لشراء النفط الروسي بسعر منخفض جداً، وبالتالي حل مشاكلها الداخلية، وذلك لأن هناك شخصاً يموت في أوكرانيا، ولأن هناك شخصاً في أوروبا يفرض عقوبات". وتابع: "أعتقد أن الهند مدينة لنا".
ورداً على سؤال حول علاقات كييف مع الصين التي لم تندد بالغزو الروسي لأوكرانيا، قال الوزير إنه يأمل في حوار مع بكين يتصف بنشاط أكبر. وأوضح: "لا يعني ذلك أنه ليس لدينا أي اتصال على الإطلاق، لكننا نود أن نسمع المزيد منهم".
وأردف: "عندما يقول مسؤولون صينيون شيئاً ما ضد المصلحة الوطنية لأوكرانيا فإننا لا نتردد بالرد. لكن من حيث المبدأ لا نرى أن الصين تساعد روسيا، وهذا أمر جيد بالفعل".
هجوم على صندوق النقد
من جهته، ندد رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال السبت بـ"الموقف السلبي" لـ"صندوق النقد"، مبدياً قلقه بشأن "التأخيرات" الحاصلة في مراجعة الصندوق لطلب المساعدة الذي قدمته أوكرانيا.
وقال في المنتدى "نلاحظ موقفاً سلبياً" من جانب "صندوق النقد"، وذلك خلافاً للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين يتصرفان بأسلوب "قيادي".
وطلبت أوكرانيا من صندوق النقد في أغسطس برنامج مساعدات، لأن اقتصادها الذي تضرر بشدة من الغزو، يواجه خطر الانكماش بأكثر من 30% هذا العام.
وأضاف شميهال: "نبذل قصارى جهدنا. أرسلنا لهم كل الوثائق وندعو صندوق النقد الدولي... إلى تكثيف نشاطه".
ويُفترض أن تكون مساعدة صندوق النقد جزءاً من جهد دولي أكبر تقوده خصوصاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمساعدة أوكرانيا في التعامل مع عواقب الحرب.
وفي إطار هذه الجهود، أعطى وزراء مال الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر الجمعة لتقديم مساعدة إضافية بقيمة 5 مليارات يورو (5.07 مليارات دولار) في شكل قرض لكييف، التي تأمل في الحصول على الأموال قبل نهاية الشهر.
وقال شميهال إن من المقرر أن يعطي الاتحاد الأوروبي أيضا لأوكرانياً منحة بقيمة 3 مليارات دولار في أكتوبر.
والمساعدات الغربية الموعودة لأوكرانيا على المدى القصير يجب أن تصل إلى 39 مليار يورو (39.5 مليار دولار). لكن هذا المبلغ يبدو أنه سيكون غير كاف إلى حد كبير، لأنه احتُسِب على افتراض أن الغزو الروسي سينتهي في أغسطس، وفق ما قال دبلوماسي أوروبي لوكالة "فرانس برس". كما أنه لا يأخذ في الاعتبار الاحتياجات الهائلة لإعادة إعمار البلاد.
وقدر "البنك الدولي" الجمعة الكلفة "الحالية" لعملية إعادة الإعمار هذه بنحو 349 مليار يورو ( 354 مليار دولار) ، معتبراً أنها "ستزيد في الأشهر المقبلة مع استمرار الحرب".
اقرأ أيضاً: