هل تسبب خفر السواحل اليوناني في كارثة غرق "أدريانا"؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
صورة منشورة غير مؤرخة قدمها خفر السواحل اليوناني تظهر مهاجرين على متن قارب قبل انقلابه في عرض البحر قبالة اليونان. 14 يونيو 2023 - REUTERS
صورة منشورة غير مؤرخة قدمها خفر السواحل اليوناني تظهر مهاجرين على متن قارب قبل انقلابه في عرض البحر قبالة اليونان. 14 يونيو 2023 - REUTERS
مالاكاسا/كالاماتا (اليونان)-رويترز

أدلى ناجون من كارثة غرق قارب هجرة غير شرعية بالقرب من اليونان، بشهادات عن مهربي بشر بشمال إفريقيا كدسوهم في قارب صيد متهالك، كما اتهموا خفر السواحل اليوناني بالتسبب في انقلاب القارب أثناء "محاولة فاشلة" لسحبه في الساعات الأولى من 14 يونيو الجاري.

وقدم 6 من أصل 9 ناجين إفاداتهم لمسؤولين في القضاء اليوناني يحققون في أسباب المأساة، إذ قال أحد الناجين السوريين إنه ومهاجرين آخرين على متن القارب "أدريانا"، الذي تعطل في طريقه إلى إيطاليا، "صرخوا قائلين توقفوا"، بعد أن ربط قارب خفر السواحل اليوناني، حبلاً بقارب المهاجرين، وبدأ في قطره مع زيادة السرعة.

وأضاف أن "قارب المهاجرين أخذ يميل يميناً ويساراً، ثم انقلب"، فيما قال شهود آخرين إنهم "لا يعرفون سبب انقلاب القارب".

وتتعارض أقوال الشهود الستة مع التصريحات العلنية لخفر السواحل والحكومة في اليونان اللذين نفيا أي محاولة لسحب القارب في البداية، قائلين إنه "انقلب عندما كان خفر السواحل يبعد عنه بنحو 70 متراً".

وأدلى الناجون التسعة بشهاداتهم يومي 17 و18 من الشهر الجاري أمام المحققين الذين أجروا تحقيقاً أولياً في الكارثة.

واحتُجزت مجموعة من مهربي البشر المشتبه بهم في 15 يونيو الجاري بتهم تشمل "القتل غير العمد وتهريب المهاجرين والتسبب في غرق قارب"، على ذمة تحقيق أوسع قد يفضي إلى محاكمة. وينفي المشتبه بهم ارتكاب أي مخالفات.

روايات مختلفة

وفي مقابلة منفصلة أجرتها "رويترز"، روى ناجيان واقعة قطر القارب، إذ قال أحدهما إن انقلاب القارب حدث عندما "بدأ خفر السواحل في سحب القارب".

وأضاف: "سحبونا بسرعة وانقلب القارب. وبدأ الناس يسقطون فوق بعضهم، وكانوا يصرخون. وقع ذلك في الليل وكانت هناك أمواج. كان الأمر مرعباً".

ورداً على تقارير وسائل الإعلام المحلية، التي نقلت عن بعض الناجين قولهم إن قارب الصيد تم سحبه، نفى متحدث باسم خفر السواحل علناً في 15 يونيو، أن يكون قارب خفر السواحل "قد ربط حبلاً بقارب المهاجرين في أي وقت".

وبعد يوم واحد، عدَّل خفر السواحل تصريحاته، وقال إن "قاربه ربط حبلاً بقارب المهاجرين لمساعدته على الاقتراب كي يتواصلوا معه"، ونفى أنه حاول في وقت لاحق قطر القارب، قائلاً إنه "أبقى على مسافة بينهما".

وقال أدميرال متقاعد في خفر السواحل اليوناني، نيكوس سبانوس، إنه "من غير المرجح أن يكون قارب خفر السواحل قد حاول القيام بخطوة خطيرة، مثل سحب قارب الصيد المنكوب".

وأضاف: "كان هدف خفر السواحل هو التواصل بشكل أفضل لمساعدة القارب وتقييم الوضع. لأنهم إذا حاولوا سحبه أو أي شيء آخر، لكان ذلك محفوفاً بالمخاطر، وما كانت هذه الطريقة الصحيحة".

"سنذهب إلى إيطاليا"

وعندما انقلب قارب "أدريانا" وغرق على بعد 47 ميلاً إلى الجنوب الغربي من بيلوس، في المياه الدولية التي تقع ضمن اختصاص سلطة البحث والإنقاذ في اليونان، كان يقل ما بين 400 و750 مهاجراً معظمهم من سوريا ومصر وباكستان، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وعُثر على إجمالي 104 ناجين، لكن رجال الإنقاذ قالوا إنه من غير المرجح العثور على آخرين، سواء أحياء أم أموات، في واحدة من أكثر المناطق عمقاً بالبحر المتوسط.

ووفقاً للأدلة، تم تقديم سجل قارب خفر السواحل إلى السلطات القضائية، ويحمل تفاصيل عن حالتين تفصل بينهما ساعتان عندما اقترب خفر السواحل من "أدريانا".

وجاء في السجل أن خفر السواحل في الساعة 11:40 من مساء 13 يونيو، اقترب من قارب الصيد الذي تعطل محركه، وربط حبلاً بالقارب كي يقترب منه ويتحدث مع من كانوا على متنه، لتقييم الوضع وما إذا كانوا بحاجة إلى المساعدة.

وصرخ الأشخاص الذين كانوا على متن القارب "لا تساعدوننا" و"سنذهب إلى إيطاليا" وفكوا الحبل، وفقاً للسجل الذي ذكر أن المحرك أعيد تشغيله واتجه القارب غرباً.

ثم في الساعة 1:40 صباحاً، أصدر مركز عمليات خفر السواحل توجيهات لقاربه بالعودة إلى قارب الصيد لتفقد حالته بعد توقفه. وأفاد السجل بأن قارب خفر السواحل اقترب من قارب الصيد على مسافة 70 متراً تقريباً، وسمع الكثير من الصراخ، وفي أقل من سبع دقائق انقلب.

"الأكثر الأماناً"

وذكر الناجون أن القارب "أدريانا" انطلق من شاطئ في مدينة طبرق الليبية أو بالقرب منها في 10 يونيو تقريباً. 

وقال مهاجر سوري للسلطات القضائية، إن مساحة كل شخص كانت 40 سنتيمتراً فقط، فيما قال جميع الناجين الـ 11 إنهم دفعوا ما بين 4500 وستة آلاف دولار للرحلة، وإن المهربين قالوا لهم إنهم سيصلون إلى إيطاليا في غضون 3 أيام. 

وقال 3 ناجين للسلطات، إنهم دفعوا ما بين 50 إلى 200 يورو (55-220 دولاراً) إضافية مقابل الوقوف على سطح القارب الذي يعد "أكثر أماناً".

وكان هؤلاء من بين آلاف حاولوا الوصول إلى جنوب أوروبا هذا العام في قوارب تنطلق من شمال إفريقيا.

ووفقاً لبيانات الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس"، رُصدت أكثر من 50 ألف حالة عبور "غير نظامية للحدود" لوسط البحر المتوسط، معظمها ينطلق من تونس وليبيا، في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، بزيادة 160 % عن العام الماضي.

وبعد أسبوع من المأساة التي وقعت بالقرب من اليونان، توجد الآن مخاوف من وفاة أكثر من 30 مهاجراً بعد غرق زورق كان متجهاً إلى جزر الكناري الإسبانية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات