ما قدرات دبابات "أبرامز" الأميركية.. ولماذا أصرت عليها أوكرانيا؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبابة من طراز "أبرامز" تابعة لفريق اللواء القتالي الثاني الأميركي في ميناء جدينيا البولندي كجزء من عملية الناتو في الميناء. 3 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبابة من طراز "أبرامز" تابعة لفريق اللواء القتالي الثاني الأميركي في ميناء جدينيا البولندي كجزء من عملية الناتو في الميناء. 3 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

تلقَّت أوكرانيا، الاثنين، الدفعة الأولى من دبابات "إم1 أبرامز"، التي تعد واحدة من أكثر دبابات القتال تقدماً في الولايات المتحدة والعالم.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، وصول الدبابات التي طال انتظارها، مشيراً إلى أنها ستستخدم لتعزيز القوات الأوكرانية.

ومن المتوقع أن تُستخدم دبابات "إم1 أبرامز" في الهجوم المضاد الذي تشنه كييف من يونيو الماضي، ضد القوات الروسية. 

لماذا تريد أوكرانيا دبابات "إم1 أبرامز"؟ 

بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، ناشدت كييف شركاءها إرسال دبابات قتال غربية ثقيلة، يمكن أن تعزز موقفها على الخطوط الأمامية.

وكانت دبابات "إم1 أبرامز" طلبا رئيسياً، خصوصاً وأنها تعد دبابة القتال الرئيسية في أميركا منذ دخولها الخدمة عام 1980، كما أنها من بين أقوى الدبابات في العالم. وتوفر الإصدارات الحديثة من الدبابة طبقات دروع من اليورانيوم المنضب، لتعزيز الحماية لركابها.

كما أن العديد من دبابات القتال الغربية الرئيسية أثقل وأقوى من دبابات الحقبة السوفيتية، ومركبات المشاة القتالية التي تستخدمها أوكرانيا. 

كيف تؤثر على مجرى الحرب؟

وتتميز دبابات أبرامز بالاشتباك مع الدبابات الأخرى واختراق خطوط العدو، وهي مصمَّمة للتحرك عبر التضاريس المفتوحة، على غرار المناطق الطبيعية في جنوب أوكرانيا وشرقها، والتي تعد حالياً مركز الهجوم المضاد المستمر.

وستساعد الدبابات أيضاً في وقف بعض الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا خلال 19 شهراً من القتال العنيف.

ووثّق موقع "Oryx" فقدان 654 دبابة أوكرانية خلال الحرب، دمّرت الغالبية العظمى منها، وتضررت أخرى أو تم الاستيلاء عليها.

لماذا ترددت أميركا في إرسال "أبرامز"؟ 

على الرغم من إلحاح أوكرانيا لأشهر على واشنطن لمدها بدبابات "إم1 أبرامز"، فقد انتظرت إدارة بايدن حتى يناير الماضي، لتعلن عزمها على إرسال الدبابات.

وقال مسؤولون أميركيون إن الدبابات أميركية الصنع التي تزن نحو 70 طناً "تمثل صعوبات لوجستية لساحة المعركة في أوكرانيا". كما أثارت التعهدات بتقديم معدات حديثة لكييف "تساؤلات" حول كيفية قيام حلفائها بتدريب القوات الأوكرانية على استخدامها.

وذكر مسؤولون أميركيون أن "أبرامز" تتطلب صيانة معقدة ولوجستيات وتدريباً خاصاً. وقال وكيل وزارة الدفاع كولين كال للصحافيين بعد زيارة إلى كييف في يناير: "إنها مكلفة، من الصعب التدرب عليها، كما أن صيانة نظامها مكلف".

وطيلة الحرب، كان المسؤولون الأميركيون يدرسون بعناية ما إذا كان إرسال نظام أسلحة معين إلى كييف قد يستفز روسيا، ما سيدفع إلى تصعيد الصراع. 

لكن إدارة بايدن، وبعد مناقشات مع نظيرتها الألمانية، قررت التبرع بالدبابات، بينما وافقت برلين على إرسال دبابة القتال الحديثة الخاصة بها "ليوبارد 2". وقال بايدن في يناير، إن القرار لا يمثل "تهديداً هجومياً لروسيا"، ولكنه يهدف إلى مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها من "العدوان الوحشي الحقيقي لروسيا"، وفق وصفه.

وأضاف بايدن: "لتحرير أراضيها، يجب أن تكون القوات الأوكرانية قادرة على مواجهة تكتيكات واستراتيجية روسيا المتطورة في ساحة المعركة، على المدى القريب جداً". 

ما علاقة إرسال "إم 1 أبرامز" بدبابات "ليوبارد 2" الألمانية؟

كان للتبرع الأميركي بدبابات "إم 1 أبرامز" قيمة رمزية، إذ حض المسؤولون الأوكرانيون واشنطن على الموافقة على تسليم "أبرامز"، بحجة أن ذلك سيدفع ألمانيا إلى إرسال دباباتها الخاصة.

وتوجد وفرة في دبابات "ليوبارد 2" ألمانية الصنع في جميع أنحاء أوروبا، لكن عمليات التسليم تتطلب موافقة من ألمانيا، الجهة المصنعة، التي كانت مترددة في اتخاذ مثل هذه الخطوة من جانب واحد.

ويبدو أن قرار الولايات المتحدة إرسال دبابات "أبرامز" أقنع برلين، التي قالت في 25 يناير إنها سترسل دبابات "ليوبارد 2" وتسمح لدول أخرى بتسليم دباباتها أيضاً. 

وتتمتع "أبرامز" أيضاً بمواصفات مماثلة لدبابات "ليوبارد 2" الألمانية، إلا أن الأخيرة أصغر إلى حد ما من "أبرامز".

كما أنَّ "ليوبارد 2" تعمل بوقود الديزل، في حين أن محرك الدبابة الأميركية متعدد الوقود.

لماذا استغرق وصول "أبرامز" وقتاً طويلاً؟

بينما وصلت دبابات "ليوبارد 2" الألمانية إلى أوكرانيا في مارس، استغرق الأمر وقتاً أطول بكثير لترتيب تسليم دبابات "إم1 أبرامز".

ويرجع التأخير جزئياً إلى أنَّ الحكومة الأميركية قررت شراء الدبابات من الشركات المصنعة، بدلاً من نقلها من المخزونات الحالية.

ويتم دفع ثمنها بواسطة مبادرة "المساعدة الأمنية لأوكرانيا"، وهو صندوق مخصص لشراء معدات عسكرية لأوكرانيا، لا تتوافر لدى الولايات المتحدة. 

كما يجب تدريب القوات الأوكرانية على كيفية تشغيل وصيانة "أبرامز"، ودمج الدبابات في العمليات الهجومية. وفي مارس، قال البنتاجون إنه سيسرع عملية التسليم عن طريق إرسال نسخ مجددة من دبابة M1A1 القديمة، بدلاً من دبابة M1A2 الأكثر تقدماً. 

وأصبح بطء وتيرة تسليم الدبابات مشكلة في الكونجرس، حيث اشتكى أعضاء مجلس الشيوخ من أن تلك الأسلحة لن تكون متوافرة للهجوم المضاد لأوكرانيا. وفي حديثه في أبريل، قال السيناتور أنجوس كينج، إنه إذا لم تصل "إم1 أبرامز" حتى أغسطس أو سبتمبر "فقد يكون الأوان قد فات".

ورغم بدء الهجوم المضاد في يونيو الماضي إلا أن الدبابات لم تلعب حتى الآن دوراً حاسماً في القتال.

 ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الألغام الثقيلة، واستخدام الطائرات المسيرة من قبل الدفاعات الروسية المحصنة جيداً. ويقول بعض الخبراء إنه من المرجح أن تلعب الدبابات دوراً أكثر أهمية إذا تمكنت أوكرانيا من اختراق خطوط الدفاع الرئيسية. 

تصنيفات

قصص قد تهمك